ADO – عنكاوا كوم ـ سوريا – خاص: تنسيقية الشباب السريان الآشوريين، اسم بدء يطرح كثيرا من خلال الحراك الشعبي في سوريا المطالب بالحرية والكرامة للشعب السوري، وعلى مدى ثمانية أشهر حازت التنيسيقية على مكانة مميزة في كل الاعتصامات والمظاهرات. وللتعرف أكثر على التنسيقية وطبيعة عملها وتحركاتها الميدانية والسياسية، كان لنا لقاء عبر السكايب مع الناطق الرسمي باسم التنسيقية في سوريا الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية.
– تنسيقية الشباب السريان الآشوريين، متى بدأت، ماهي طبيعة عملها؟
تنسيقة الشباب السريان الآشوريين تأسست أواخر نيسان بعد مشاركة مجموعة من الشباب السريان الآشوريين في المظاهرات الاحتجاجية في مدينة القامشلي، من اجل الحرية والديمقراطية والكرامة. وعملها يعتمد على تحقيق التواصل والتكامل مع كافة التنسيقيات الشبابية في الجزيرة، الكردية منها والعربية، وتهدف إلى تفعيل دور الشباب السرياني الآشوري في العمل الوطني، من خلال المشاركة في الحراك الشعبي، وتعميق التفاعل مع كافة شركائنا في الوطن، لاسيما الاجيال الشابة، إضافة لإبراز التلاحم الوطني، والوجه المشرق للثورة السورية، إعلامياً وسياسياً، ضد آلة القمع والتحريض الإعلامي التي يمارسها النظام يومياً.
– ماهي الرسالة التي تريدون إيصالها من خلال مشاركتكم في الحراك الشعبي؟
من خلال مشاركتنا نريد أن نقول لإخوتنا وشركائنا في كافة المدن السورية، نحن شعب واحد من درعا إلى الجزيرة مروراً بحمص وحماة وديرالزور، ولنا مطالب واحدة، وكلنا نريد الحرية والكرامة، ولا فرق بين عربي وكردي وآشوري(سرياني)، أو بين مسيحي ومسلم. وتنطلق مشاركتنا من التأكيد على أن الثورة هي ثورة وطنية بامتياز، وليست لفئة دون أخرى، فالجميع عانى من الاستبداد.
– هل لكم أن تطلعونا على مطالب الشباب المنضوين تحت لواء تنسيقيتكم؟
هي مثل مطالب جميع الشباب السوري في الحرية والديمقراطية والكرامة، وبناء دولة علمانية تعددية، تكون لجميع أبناء سوريا بدون تمييز أو إقصاء، دولة تقرّ بالتنوع القومي والسياسي والثقافي، دولة القانون والمؤسسات والمواطنة والشراكة الكاملة. إضافة إلى إيجاد دور فعال للشباب في الحياة العامة، وتحقيق مبدا العدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص، وخلق فرص عمل للشباب السوري بما يتناسب وكفاءته، بما يحول دون الهجرة والارتباط أكثر بتراب الوطن.
– هل هناك تنسيق مع تنسيقيات وهيئات أخرى؟
نعم، إن تنسيقية الشباب السريان الآشوريين لها علاقات وطيدة مع تنسيقيات الشباب الكرد في الجزيرة السورية. كما طلبنا الانضمام للهيئة العامة للثورة السورية، وتمت الموافقة على الطلب. وقريباً سنسمي ممثلنا فيها. ويجدر بالذكر أن للتنسيقية فروع في الخارج، ونذكر منها: السويد، هولندا، بلجيكا، ألمانيا، أميركا، وأعضائها فاعلين في جميع الأنشطة السياسية والإعلامية والمظاهرات الرامية إلى دعم الثورة السورية ومطالبها المحقة.
– كيف ترى تقبل الشارع الكلداني السرياني الآشوري، لانخراطكم في الحراك؟
بالواقع لم تلقى مشاركتنا في الحراك الشعبي، المطالب بالحرية في البدايات ترحيباً في أوساط شعبنا وذلك يعود لعدة أسباب أهمها ثقافة الخوف المهيمنة، والتضييق الذي تمارسه السلطة وأعدائها وشبيحتها، على المجتمع الكلداني السرياني الآشوري بشكل خاص والمسيحي بشكل عام، إضافة لحملة التخويف التي تنظمها وسائل الإعلام الحكومية ضد أبناء الأقليات من مصير يشابه مصير مسيحيي العراق. ولكن مشاركتنا الفعالة واستمرارها كسر حاجز الخوف لدى الكثيرين رويداً رويداً، لاسيما بعد اعتقال عدد من ناشطينا، وملاحقة غيرهم أمنياً، والأهم من ذلك استمرار الثورة بعزم وتصميم على بلوغ أهدافها في الحرية والكرامة للشعب السوري، حيث أدى هذا لفضح أكاذيب النظام وفضح وسائل إعلامه. كل هذا أدى إلى تبدل في قناعات الكثيرين، الذين بادروا لفتح قنوات معنا، من أجل المشاركة أو الدعم. وصفحات تنسيقيتنا على الفيس بوك تؤكد هذه الحقيقة حيث يشارك فيها الكثيرون من أبناء شعبنا ووطننا ويعبرون عن دعمهم ومساندتهم للشباب السريان الآشوريين في مواقفهم الوطنية المميزة.
– كلمة أخيرة توجهونها من خلال موقعنا لأبناء شعبنا في سوريا ولأبناء سوريا من عرب وكرد؟
إننا نقول لجميع أبناء شعبنا أن مشاركتنا في هذه الثورة المباركة، نابع من قناعات ومبادئ قومية ووطنية، في ضرورة بناء دولة الحرية والديمقراطية، وباعتبارنا جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني السوري لا يمكن إلا وأن نكون شركاء كاملين مع جميع إخوتنا في كافة المحافظات السورية، والعمل معاً من أجل إنهاء الاستبداد والقمع والقضاء على الفساد والمحسوبية، وبناء دولة تتسع للجميع، وتقوم على اسس العدل والمساواة. إن النضال من أجل الحرية بلا شكّ يحتاج إلى أثمان، ونحن مستعدون لتحمل كل التبعات الناتجة عن مواقفنا من اعتقال وتضييق وملاحقة من أجل الوصول إلى الحرية، وتثبيت حقوق شعبنا الكلداني السرياني الآشوري دستورياً أسوةً بجميع أبناء سوريا.
من جهة ثانية إن مشاركتنا تؤكد تضامننا والتحامنا الكامل مع جميع أخوتنا الذين يتعرضون للقمع والتنكيل والاستشهاد في كافة المحافظات السورية، من درعا مروراً بدمشق، وحمص، وحماة، وإدلب، ودير الزور وصولاً إلى الجزيرة السورية. ونردد مع الجميع هذا الشعار الذي ابدعته الثورة السورية، ويردد في كل اعتصام ومظاهرة: سلمية … سلمية ، واحد واحد واحد الشعب السوري واحد.
الخميس 17 نوفمبر 2011