ADO – خاص/ آكي: قال الناطق الرسمي باسم تنسيقيات شباب الثورة السريان الآشوريين في سورية إن وسائل الإعلام الحكومية السورية تقوم بتخويف المسيحيين والأقليات الأخرى من مصير يشابه مصير مسيحيي العراق، وأعرب عن قناعته بعدم إمكانية إصلاح النظام السوري، وقال إن إصلاحه يعني سقوطه فعلياُ، واستبعد حصول فراغ أمني وسياسي في حال سقوط النظام بسبب غنى المجتمع السوري وتنوعه القومي والديني والثقافي.
ولفت الناطق الذي تحفظ عن ذكر الاسم لأسباب أمنية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إلى أن "دورنا الأساسي هو تحقيق التواصل والتكامل مع كافة التنسيقيات الشبابية في الجزيرة، الكردية منها والعربية، ونعمل إعلامياً وسياسياً لتفعيل دور الشباب السرياني الآشوري في العمل الوطني من خلال المشاركة في الحراك الشعبي من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة، وتعميق التفاعل مع شركائنا في الوطن، خاصة في أوساط الشباب، إضافة لإبراز التلاحم الوطني المشرق والعابر للطوائف والقوميات للثورة السورية ضد آلة النظام القمعية الأمنية والإعلامية".
وأضاف "في البداية لم تلق مشاركتنا في الحراك الشعبي ترحيباً بسبب ثقافة الخوف المهيمنة والتضييق الذي تمارسه السلطة وشبيحتها على المجتمع الكلداني السرياني الآشوري بشكل خاص والمسيحي بشكل عام، إضافة لتخويف وسائل الإعلام الحكومية الأقليات من مصير يشابه مصير مسيحيي العراق، لكن مشاركتنا الفعالة واستمرارها، واعتقال عدد من ناشطينا وملاحقتهم أمنياً، واستمرار الثورة بعزم وتصميم، وفضح أكاذيب النظام ووسائل إعلامه، كسر حاجز الخوف لدى الكثيرين وبدّل قناعاتهم".
وعن خطر استهداف السلطات السورية لناشطي التنسيقيات المسيحية، عموماً قال "الاستهداف من قبل آلة النظام القمعية لا يطالنا نحن فقط، بل يطال كل مواطن سوري يشارك ويدعم الحراك الشعبي، وهو يعتبر أن التنسيقيات هي المنظمة للحراك الشعبي والجامعة لمطالب الشارع والناقلة لصوته، لذا يوجّه فوهات دباباته وبنادقه عليهم خصوصاً، بينما الواقع يشير إلى أن الشعب السوري يفرز كل دقيقة ناشطين ومنسقين جدد"، وأضاف "النضال من أجل الحرية يحتاج إلى أثمان، ونحن مستعدون لتحمل كل التبعات الناتجة عن مواقفنا من اعتقال وملاحقة للوصول إلى الحرية وإقامة دولة علمانية ديمقراطية تعددية، وتثبيت حقوق السريان الآشوريين دستورياً كجميع أبناء سورية".
وحول دور التنسيقية التي تأسست أواخر نيسان/أبريل الماضي، قال "يتركز نشاطنا على العمل الميداني والإعلامي والتوعوي بشكل أساسي، أما العمل السياسي بمعناه التنظيمي فنحن غير منخرطين به، وهناك تنظيمات سريانية آشورية تمثلنا على رأسها المنظمة الآثورية الديمقراطية التي تعتبر جزءاً من حركة المعارضة الوطنية، أما الانخراط بالعمل السياسي بمعناه الوطني العام فنحن جزء منه، فمن فضائل الثورة إعادة السياسة إلى المجتمع".
وحول فكرة فصل الحراك الثوري في الشارع عن الحراك السياسي، قال الناطق باسم التنسيقيات للوكالة عبر الهاتف "خلال أربعة عقود من حكم آل الاسد ابتعد المواطن السوري قسراً عن السياسة، وغيبت الأحزاب السياسة ورجالاتها، وصودرت الحريات العامة والسياسية، وخطف النظام الدولة ومؤسساتها، وقضى على الفضاء المستقل المتمثل بهيئات المجتمع المدني وعلى أي معارضة سياسية. ومع انطلاقة الحراك الشعبي في سورية، برهن الشباب السوري على قدرته على التضحية وعشقه للحرية، وتقدّموا أحياناً على السياسيين والمعارضين، وصدحت حناجرهم "آزادي ـ وحيروثو" الكردية والسريانية دون تردد ولا اعتبار لحسابات سوى حساب الوطن والمشاركة والتعددية".
وتابع "عموماً، نؤيد وندعم طرح فصل الحراك الثوري عن السياسة، مع تحفظنا على كلمة فصل، فعمل التنسيقيات في تنظيم الشارع، وعمل القوى السياسية المعارضة في المحافل العربية والعالمية، يقوم على التكامل، والشعب السوري الثائر في وجه الطغيان وتنسيقياته قالوا كلمتهم في جمعة (المجلس الوطني يمثلني)، وبذلك أعلن الشعب عن دعمه وتأييده للمجلس الوطني السوري، الذي توحدت خلاله معظم القوى السياسية المعارضة على ثوابت الثورة وأهمها إسقاط النظام بكل رموزه، والدعم الذي يناله المجلس الوطني من الشارع هو الذي يعطيه الدفع والقوة ليستطيع التكلم باسمه والمطالبة بحقوقه".
وعن التنسيق مع القوى الشبابية الأخرى أوضح "لتنسيقية الشباب السريان الآشوريين فروع في الخارج، كالسويد، هولندا، بلجيكا، ألمانيا، أمريكا، كما لدينا علاقات وطيدة مع تنسيقيات الشباب الكرد في الجزيرة السورية، ونشترك في التحضير للمظاهرات الاحتجاجية، وتم الموافقة مؤخراً على انضمامنا للهيئة العامة للثورة السورية، كما لدينا تواصل مع التنسيقيات الأخرى في سورية".
وحول القلق من حصول فراغ أمني وسياسي في سورية في مرحلة لاحقة قال "هناك هواجس حول حصول فراغ أمني وسياسي في حال سقوط النظام، وشيوع حالة فوضى، وتستمد مشروعيتها وجديتها من العديد من التجارب التي مرّت بها بعض شعوب المنطقة، واحتمالات حصولها أمر وارد، لكننا كتنسيقية نستبعد ذلك انطلاقاً من أن المجتمع السوري مجتمع غني بتنوعه القومي والديني والثقافي، وهذا التنوع أعطاه نوع من التوازن المستند إلى إرث عريق في التسامح والعيش المشترك، وهو ما يعطيه جرعة من الحصانة تجاه أيّ فوضى محتملة"، وتابع "في الوقت ذاته، هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق قوى المعارضة والقوى الشبابية الفاعلة بعدم الاستجابة لاستفزازات السلطة والحفاظ على سلمية الحراك حتى النهاية، لتفادي جرّ البلاد إلى الفوضى".
وختم الناطق باسم التنسيقيات "لا يمكن إطلاقاً إصلاح النظام، لأن إصلاح النظام يعني في ما يعنيه في خاتمة المطاف سقوطه فعلياُ، من خلال إطلاق الحريات السياسية والتعددية الحزبية وحرية الرأي والتعبير ومحاسبة الفاسدين وإنهاء حالة احتكار السلطة السياسية وتخفيف القبضة الأمنية وغيرها"، وتابع "أثبت التاريخ أن نظاماً يرتكز على احتكار السلطة السياسية وعلى القبضة الأمنية لا يستطيع أن يبدّل من طبيعته حتى لو أراد ذلك، وهو بطبيعة الحال لا يمكنه أن يقبل بذلك ولو في حدوده الدنيا، والنظام السوري لن يقدّم سوى إصلاحات مشوّهة لا تطال بنيته وركائزه، وأي إصلاحات جذرية يقوم بها ستؤدي إلى سقوطه، لذلك فهو يقمع هذه الانتفاضة بالحديد والنار".
الاربعاء 30 نوفمبر 2011