ADO أورغ – انترنت: أعلن التلفزيون السوري مساء أمس الثلاثاء عن التوصل إلى اتفاق بين سوريا ولجنة الجامعة العربية بشأن تسوية الأزمة في سوريا، وذكر التلفزيون أن إعلاناً بهذا الشأن سيصدر من القاهرة اليوم الأربعاء.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أنه تم التوصل لاتفاق مع السوريين خلال اجتماع مع اللجنة العربية المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال مدلسي إنه "يأمل في أن يتأكد في القاهرة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الدوحة خلال اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية مع السوريين"، كما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية.
تصريحات الوزير الجزائري جاءت على هامش احتفال بذكرى بدء الثورة على الاستعمار الفرنسي في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1954.
تعديلات طفيفة
وكان دبلوماسي رفيع المستوى في الجامعة العربية قال في وقت سابق إن سوريا ستعطي اليوم الثلاثاء رداً نهائياً للمسؤولين القطريين على المبادرة العربية الهادفة إلى وقف العنف وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وقال الدبلوماسي لوكالة "فرانس برس" في القاهرة، إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم "طلب الإثنين تعديلات على المبادرة العربية… وتمت الموافقة على بعض التعديلات الطفيفة".
وأضاف أن الوفد العربي طلب منه رداً نهائياً الثلاثاء على المبادرة العربية في مجملها، ليكون الموقف السوري واضحاً قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر عقده الأربعاء في القاهرة.
وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي كشف أن الخطة العربية لسوريا تتضمن سحب الآليات العسكرية من المدن والأحياء السكنية، ووقف العنف فوراً، وبدء حوار في القاهرة بين النظام السوري وكل مكونات المعارضة.
وقال العربي لـ"فرانس برس" إن الخطة التي قدمت للوفد السوري مساء الأحد في الدوحة تنص على "سحب الآليات العسكرية ووقف العنف فوراً حتى نعطي مصداقية ورسالة تطمين للشارع السوري".
وأضاف أن الخطة تنص أيضاً على "بدء عمليات الحوار مع كل مكونات المعارضة في القاهرة".
من جانبه أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، أن بلاده لا تريد تدويل القضية السورية، بل تريد معالجتها تحت مظلة الجامعة العربية، للخروج من هذه الأزمة.
كما أشار إلى أن هناك بوادر إيجابية نسمعها الآن وتسمعها اللجنة العربية المكلفة بالبحث في الملف السوري، ولنرى ما هي النتيجة في الاجتماع العربي في القاهرة.
وأوضح الشيخ عبدالله أن الجميع متفقون على أن الوضع السوري بحاجة إلى التفاف عربي وحوار بين جميع الأطراف السورية، بما فيها الحكومة للخروج من الأزمة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الشيخ عبدالله بن زايد بحضور سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في ختام أعمال الاجتماع الوزاري المشترك الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربي وروسيا الاتحادية، بحضور وزراء الخارجية وممثلين عنهم في دول مجلس التعاون الخليجي.
ورداً على سؤال عن المبادرة الخليجية في ما يتصل باليمن والموقف الروسي، أشار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى أن سفير روسيا في اليمن على اتصال مع سفراء دول مجلس التعاون، موضحاً أن مشاركة الدول الرئيسية والكبرى في هذا الموضوع كان له أثر كبير في تقريب وجهات نظر كافة الأطراف.
من جانبه، أكد الوزير الروسي رداً على سؤال مراسل "العربية" حول الموقف الروسي في حال فشل المساعي العربية تجاه حل القضية السورية؛ أن "روسيا لا تحمي أي نظام، وتدعم القانون الدولي، وفي الوقت ذاته نخشى من أن يعتبر النموذج الليبي هو النموذج الصحيح".
وقال: "إننا نفضل ما طُرح من مبادرة خليجية في الشأن اليمني، وبالتالي فإننا نعتبر القرار أو التوجه الذي يطبق في اليمن هو النموذج الذي يحتذى به، بدلاً من النموذج الذي طبق في ليبيا".
وأضاف وزير خارجية روسيا الاتحادية أن "سوريا ليست ليبيا.. ونحن قلقون حول مصير المنطقة، لأن لدينا الكثير من الأصدقاء والأمور المشتركة مع دول المنطقة، ولا يمكن تجاهل ما يحدث فيها".
وأشار إلى أنه "ستكون هناك مخاطر وتبعات جغرافية كثيرة في العالم.. والناتو يدعم هذا المفهوم من خلال استخدام القوة العسكرية، وهو ينوي استخدام ذلك من خلال القانون الدولي، ويجب أن نتجنب أي سيناريوهات قد تمكّن من استخدام هذه القوة العسكرية، كما يجب استخدام الأساليب التي تبعدنا عن أي تهديدات، ونحن مقتنعون بأن الاحترام الصارم للقانون الدولي هو الحل لهذه المشاكل".
المصدر: العربية نت
2/11/2011