بيان المنظمة الآثورية الديمقراطية – فرع سوريا حول أحداث القامشلي

ADO – خاص: قامت مجموعة من الشبان، من أبناء مدينة القامشلي ـ تعد ببضعة عشرات ـ مساء أمس الأحد، بالتجمع، ومن ثم الركض في شوارع حي الوسطى ( الذي تقطنه غالبية من أبناء الشعب الكلداني السرياني الآشوري )، حاملين العصي والحجارة( بالإضافة لدفاترهم المدرسية !)، على خلفية مشاجرة سابقة، مطلقين تهديدات وشتائم بذيئة باللغة الكردية، استهدفت الأعراض والمعتقدات الدينية للأهالي، الذين بدت عليهم ملامح الذعر والاستهجان والذهول، من هول المشهد الذي يمر أمام أعينهم، خاصة بعد قيام بعض المهاجمين بتحطيم السيارات المصفوفة أمام المنازل، مستغلين انقطاع التيار الكهربائي الذي تلا الهجوم بدقائق قليلة.

إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية،إذ ندين بشدة، هذا السلوك المشين والغريب عن قيم وأخلاقيات مجتمعنا، ونعتبره سابقة خطيرة، قد يؤدي تكرارها لتهديد السلم الأهلي لمجتمعنا الذي عاشت مكوناته حالة راقية وحضارية من الشراكة والتآخي منذ القدم، بكل جمال وغنى التنوع الذي يناضل السوريون اليوم لتحقيقه في ثقافتهم وهويتهم الوطنية. ولكننا في الوقت نفسه، نعتبره سلوكاً طائشاً و معزولاً، لا يحمل أي بعد طائفي أو قومي، وغير ذي صلة بأي موقف أو اصطفاف سياسي.

أيها السوريون النبلاء:
في هذه الأيام، تمر سوريا بمرحلة مخاض أليم،لولادة دولة مدنية علمانية ديمقراطية كبديل حتمي عن دولة الاستبداد والحزب الواحد، يقدم من أجلها أهلنا في كل المحافظات فلذات أكبادهم شهداء ، من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم. من هنا، فإنه حريّ بنا أن نرتقي في سلوكنا وأفكارنا إلى مستوى هذه التضحيات وأن نكون حريصين كل الحرص على صون وحدتنا الوطنية، من خلال تعزيز قيم العيش المشترك الذي ينهل من قيمنا الروحية السامية، وثقافاتنا الأصيلة، والعمل على إشاعة روح التآخي والتعاضد الاجتماعي وتنمية ثقافة السلم الأهلي واحترام الآخر على أرضية الشراكة والمساواة في المواطنة.

وإننا إذ نهيب بكل إخوتنا وشركائنا في الوطن، تغليب الحكمة والروية وبعد النظر في التعاطي مع بعض الإشكالات التي قد تحدث من حين لآخر بين أبنائنا، وعدم نقل أي إشكال ذو بعد فردي إلى مستويات أخرى، ذات حساسية دينية أو قومية أو سياسية، فإننا في الوقت نفسه نعبر عن تفاؤلنا بالمستقبل، ونؤكد على ثقتنا بقدرة أبناء هذا المجتمع وبخاصة نخبه السياسية والثقافية، في تحمل مسؤولياتهم التاريخية وأداء دورهم الوطني في حماية السلم الأهلي والتصدي لكل ما من شانه الإساءة لقيم الشراكة الوطنية و العيش المشترك.

ـ تحية إجلال وإكبار لشهداء الثورة السورية… وعاشت سوريا وطناً حراً لكل أبنائها.

المنظمة الآثورية الديمقراطية
هيئة فرع سوريا

سوريا 21 نوفمبر 2011م 6761آ