ADO – وكالات: دعت المعارضة السورية والمجلس الوطني السوري للخروج اليوم الجمعة في مظاهرات لدعوة الدول إلى طرد السفراء السوريين منها للمساهمة في عزل الرئيس بشار الأسد عربيا ودوليا. وأكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني انس العبدة أن السفارات السورية لدى كثير من الدول تحولت إلى مراكز للتجسس على الناشطين وممارسة ضغوط عليهم من خلال أهاليهم الموجودين في سوريا.
وأضاف العبدة في حديث لصحيفة الشرق الأوسط أن السفارة السورية في بيروت تنظم عمليات اختطاف للمعارضين السوريين من خلال سيارات دبلوماسية وبالتنسيق مع جهات محددة محسوبة على النظام السوري كحزب الله وغيره. من ناحيته، قال ممثل لجان التنسيق المحلية في المجلس الوطني السوري خليل الحاج علي لـ"راديو سوا"إن النظام السوري لن يستجيب للدعوات والمهل العربية المتكررة.
"فات الآوان الآن"
وفي تطور جديد، أعلن وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الجمعة في أنقرة أن الأوان فات الآن حتى يبقى النظام السوري في الحكم بعدما فشل في تحقيق الإصلاحات التي تطالب بها الأسرة الدولية. وقال جوبيه في ختام محادثات في البرلمان التركي مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية فولكان بوزكير "نعتقد أن النظام السوري لم يشأ الدخول في برنامج إصلاحات".
تركيا ستساعد المعارضة السورية
هذا وقد حذر وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة من مخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية في سوريا بعد أن بدأ المنشقون عن الجيش السوري بالتحرك في الفترة الأخيرة. كذلك، أعلن أوغلو أن بلاده ستساعد المجلس الوطني السوري على تعزيز موقعه من خلال تطوير علاقاته مع الأسرة الدولية والشعب السوري. وأضاف أوغلو "من المهم في هذه المرحلة أن يكون المجلس الوطني السوري على اتصال مع الشعب السوري ومع الأسرة الدولية وأن تكون لديه قاعدة شعبية متينة بصفته هيئة منبثقة من الشعب السوري". وأوضح أن تركيا تعترف بالمجلس السوري كحزب سياسي ومحاور في الأزمة السورية.
تحرك دولي
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رأى عقب المباحثات التي أجراها مع مسؤولة السياسة الخارجية والأمنِ في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في العاصمة الروسية موسكو أن القوى الخارجية تحاول تصعيد الموقف في سوريا بهدف تبرير تدخلها في الشأن السوري. وكانت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا قد قدمت في وقت لاحق مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعم طلبَ جامعة الدول العربية إرسال مراقبين لحقوق الإنسان إلى سوريا، وإدانة أعمال العنف الحاصلة فيها. في المقابل، أعلنت سانا عن زيارة خمسة وفود أجنبية من الصين وروسيا وأسبانيا وألمانيا وكوبا لمدينة حماة يوم الأربعاء للاطلاع على عدد من المرافق العامة والخاصة التي تعرضت لأعمال التخريب والحرق والسرقة على يد من أسمتهم بالمجموعات الإرهابية المسلحة. وقال ممثل الوفد الكوبي إن الخراب والحرق الذين طالا الكثير من المقرات الحكومية يتناقض مع الانطباع الذي نقلته وسائل الإعلام الدولية، بحسب مل جاء في الوكالة.
إصابة عشرات المتظاهرين
وكان قد أصيب عشرات المتظاهرين ليل الخميس الجمعة برصاص القوات السورية خلال تفريقها اعتصاما في إحدى بلدات ريف دمشق أحرق خلاله المتظاهرون مخفر البلدة احتجاجا على اعتقال امرأة شاركت في تظاهرة مناهضة للنظام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاعتصام جرى احتجاجا على اعتقال عناصر من الشرطة لسيدة خلال مظاهرة خرجت أمس في البلدة.
من جهة ثانية، أعلن المرصد أن مسلحين يعتقد أنهم تابعون لجهاز امني اغتالوا في مدينة حمص أستاذا جامعيا. وكانت حصيلة سابقة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد أكدت مقتل 16 مدنيا في سوريا الخميس، اليوم الأول من مهلة الأيام الثلاثة التي أعطتها الجامعة العربية لسوريا من اجل وقف القمع تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية على دمشق. وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي أن الجهات المختصة في محافظة إدلب نفذت عملية نوعية في كفرومة أدت إلى إلقاء القبض على 57 مطلوبا ومصادرة أسلحة وذخائر وأجهزة اتصال حديثة. وقالت الوكالة إن الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعة وصفتها بالإرهابية في بلدة كنصفرة وأسفر الاشتباك عن إصابة احد عناصر الجهات المختصة ومقتل ثلاثة مسلحين وجرح آخر.
النازحون السوريون في لبنان
وفي لبنان، أظهر آخر إحصاء أعدته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن عدد النازحين من سوريا لم يرتفع كثيرا في الآونة الأخيرة بسبب الخشية من العبور إلى لبنان عبر حقول الألغام التي زرعها الجيش السوري عند المعابر غير الشرعية.
ويعيش نحو 1000 من هؤلاء في مدارس أو مراكز دينية في منطقة وادي خالد الحدودية اللبنانية فيما يقيم نحو 2500 في منازل أقاربهم. وتتولى الاهتمام بهم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والهئية العليا للإغاثة في لبنان. هذا وقال مصدر حكومي لبناني رفض الكشف عن اسمه إن لبنان يرفض إقامة مخيم للنازحين كي لا يتحول إلى منطلق لنشاطات سياسية تؤثر سلبا على العلاقة مع سوريا التي ترعاها اتفاقات ثنائية.
الجمعة 18 نوفمبر 2011