ADO – طهران – خاص : ألقى الرفيق كبرئيل موشي مسرول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية أمس الخميس 6 تشرين الأول كلمة في افتتاح مؤتمر الاتحاد الآشوري العالمي المنعقد في طهران هذا نصها:
من وطن الآباء والأجداد جئنا إليكم، من سوريا التي أخذت اسمها من اسم شعبنا الآشوري (السرياني)، جئنا لنقدم لكم التهاني باسم قيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية وأعضائها في الوطن والمهجر، بمناسبة انعقاد اجتماعكم الثامن والعشرين، كما جئنا حاملين لتحيات الشعب الآشوري في سوريا إلى إخوته في إيران.
بفخر وسرور نشارك في مؤتمركم هذا، كيف لا والاتحاد الآشوري العالمي، يحظى بكل التقدير والاحترام لدى قيادة المنظمة، وذلك لدوره القومي البارز والفعّال في إبراز قضية شعبنا والدفاع عن حقوقه. لقد ارتبطت المنظمة الآثورية الديمقراطية بعلاقة تاريخية مع الاتحاد الآشوري العالمي منذ بدايات تأسيسه، وتطورت هذه العلاقة إلى نوع من الشراكة القومية في الكثير من المحطات التي مرّ بها شعبنا وأمتنا، وكان لهذا نتائج إيجابية على مجمل العمل القومي. وفي هذا المجال نتذكرّ بتقدير كبير زيارة وفد الاتحاد الآشوري برئاسة السيد يوناثن بيث كوليا، إلى سوريا العام الماضي. حيث عقدت جلسات عمل مشتركة مع المنظمة ومع الإخوة في الحزب الآشوري الديمقراطي، بعدها تلاقت إرادتنا مع إرادة أحزاب وتنظيمات شعبنا في العراق، وأسفر ذلك عن تأسيس تجمّع التنظيمات الكلدانية السريانية الآشورية، كمرجعية قومية سياسية لشعبنا، تطالب بحقوقه القومية المشروعة.
إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية كنّا دوما شركاء فاعلين في كل الجهود الهادفة إلى توحيد الصف القومي، وفي هذه المناسبة نؤكد مجددا على الانفتاح والتكامل، والعمل المشترك مع كل أحزاب ومؤسسات شعبنا من أجل تعزيز وجوده القومي في الوطن، وتحقيق تطلعاته المشروعة.
منذ أكثر من ستة شهور، تشهد سوريا انتفاضة شعبية سلمية، من أجل الحرية والديمقراطية، وإنهاء نظام الاستبداد والحزب الواحد. ومع أن غالبية أبناء شعبنا تنتابهم حالة من الخوف من عملية التغيير، والخشية من تكرار التجربة المريرة لشعبنا في العراق، ومع تفهمها وتقديرها لهذه الهواجس، فإنّ المنظمة الآثوريةالديمقراطية، واستنادا إلى معرفتها الواسعة وخبرتها الطويلة بالواقع السوري، وانطلاقا من برنامجها ومبادئها، وانسجاما مع مصالح شعبنا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا، للاستفادة من الفرصة المتاحة للتغيير والتي قد لا تتكرر. قررت الوقوف مع الشعب السوري ودعم مطالبه في الحرية والكرامة والديمقراطية، وأن تكون شريكا في عملية التغيير الديمقراطي السلمي التي يسعى لتحقيقها الشعب السوري بمختلف قومياته وطوائفه، وذلك إيمانا منها بأنّ الوصول إلى حقوقنا القومية لايمكن أن يتحقق عن طريق النظام الحالي، وإنّما من خلال دولة ديمقراطية علمانية تقوم على أسس العدالة والمساواة والشراكة والمواطنة الكاملة، وهذه الدولة وحدها تشكل الضمانة الحقيقية لاستقرار وتعزيز دور شعبنا والمسيحيين عموما في أوطانهم.
إنّ المنظمة الآثورية الديمقراطية، وعبر مسيرتها، وانطلاقا من واجبها ومسؤولياتها القومية، دعمت بكل إمكاناتها قضية شعبنا في العراق وتركيا، كما ساندت كل الجهود المخلصة، من أجل تفعيل العمل المشترك، وإبراز قضيتنا في المحافل الدولية. واليوم تتطلع إلى شعبنا في الوطن والمهجر، وإلى قواه السياسية ومؤسساته القومية، من أجل دعم المطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية، وترى في ذلك دعما لمطالبنا القومية في الاعتراف الدستوري بالوجود القومي لشعبنا كشعب أصيل، وضمان كافةحقوقه القومية ضمن إطار وحدة سوريا أرضا وشعبا.
نهنؤكم مرّة ثانية، ونتمنىّ لكم دوام التقدم والنجاح في خدمة قضية شعبنا.
إيران – طهران 6-10- 2011
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي