بيان تأسيس المجلس الوطني السوري

تلبية لمطالب الشعب السوري وقواه الفاعلة وبعد استعراض الجهود الكبيرة التي بذلت لتوحيد قوى المعارضة، وفي سياق الكفاح البطولي للشعب السوري لمواجهة الحرب والمجازر اليومية التي يرتكبها النظام القمعي بحق المدنيين العزل، وآخرها مجزرة الرستن الفظيعة.

تعلن القوى الموقعة على هذا البيان عن تشكيل المجلس الوطني السوري إطاراً لوحدة قوى المعارضة والثورة السلمية و تضافرهما. يشكل المجلس الوطني العنوان الرئيس للثورة السورية ويمثلها في الداخل والخارج. ويعمل على تعبئة جميع فئات الشعب السوري وتوفير كل أنواع الدعم اللازم من أجل تقدم الثورة وتحقيق آمال وتطلعات شعبنا بإسقاط النظام القائم بكل أركانه ورموزه بما فيه رأس النظام. وبناء نظام ديمقراطي تعددي في إطار دولة مدنية تساوي بين مواطنيها جميعاً دون تمييز على أساس القومية أو الجنس أو المعتقد الديني أو السياسي. وهو مجلس منفتح على مشاركة جميع السوريين الملتزمين بمبادئ الثورة السلمية وأهدافها.

يعتبر هذا المجلس الوطني هيئة مستقلة ذات سيادة، يجسد إستقلال قرار المعارضة السورية وسيادة الشعب السوري الذي تمثله، في سعيه لتحقيق حريته المنشودة. يعمل المجلس الوطني مع جميع الهيئات والحكومات العربية والإقليمية والدولية وفق مبدأ الاحترام المتبادل وصون المصالح الوطنية السورية العليا. ويرفض أي تدخل خارجي يمس بالسيادة الوطنية.

واستجابةً لنداء شباب الثورة يطالب المجلس الوطني المنظمات والهيئات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب السوري والعمل على حمايته من الحرب المعلنة عليه. ووقف الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام اللاشرعي القائم. وذلك بجميع الوسائل المشروعة ومنها تفعيل المواد القانونية ذات الصلة في القانون الدولي الإنساني. كما يدين المجلس سياسات التجييش الطائفي ومنهج العنف الذي يمارسه النظام ويهدد الوحدة الوطنية ويدفع بالبلاد نحو حافة الحرب الأهلية والتدخلات الأجنبية.

يؤكد المجلس على أن سوريا الجديدة بنظامها المدني الديمقراطي تشكل أفضل ضمانة لكافة مكونات الشعب السوري، وحل القضية القومية للشعبين الكردي و الآشوري (السرياني) حلاً ديمقراطياً عادلاً في إطار وحدة سورية أرضاً وشعباً مع ممارسة حقوق وواجبات المواطنة المتساوية. والحفاظ على مؤسسات الدولة ولا سيما مؤسسة الجيش التي حاد بها النظام عن أهدافها وغاياتها ووظائفها الحقيقية. ويعلن المجلس الوطني عن إيمانه الكلي بالانتصار الحتمي لإرادة الشعب و يدعو كافة السوريين إلى الالتفاف حوله حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة.

وفي هذه اللحظة التاريخية، يقف المجلس إجلالاً لأرواح الشهداء وإكراماً للجرحى و المعتقلين و المهجرين وكل من لحق به الأذى نتيجة ممارسات النظام القمعي. كما يحيي المجلس جميع أولئك الذين أشعلوا شرارة الثورة ولا يزالون يفدونها بدمائهم وأرواحهم وكل من وقف معها وأيّدها.

الرحمة لشهدائنا … والشفاء لجرحانا.. والعزيمة لشبابنا و شاباتنا .. وتحيةً لشعبنا الصابر.

عاشت سوريا حرة أبية ديمقراطية .. والنصر لثورة شعبنا العادلة.

اسطنبول 2 تشرين الأول 2011

الموقعون:
1- قوى إعلان دمشق للتغير الوطني الديمقراطي
2- الهيئة الإدارية المؤقتة للمجلس الوطني السوري
3- جماعة الإخوان المسلمين في سوريا
4- أحزاب و قوى كردية
5- المنظمة الآثورية الديمقراطية
6- شخصيات وطنية مستقلة
7- وقوى اجتماعية أخرى بما فيها العشائر الكريمة
8- لجان التنسيق المحلية
9- المجلس الأعلى لقيادة الثورة السورية
10- وبدعم من الهيئة العامة للثورة السورية