واشنطن – بي بي سي >>> أدانت وزارة الخارجية الامريكية بشدة على لسان مارك تونر الناطق الرسمي باسمها الهجوم الذي تعرض له في وقت سابق من يوم الخميس السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد على ايدي "متظاهرين" مؤيدين للحكومة السورية.
وقال تونر إن الهجوم الاخير جزء من حملة مستمرة هدفها اخافة الدبلوماسيين الأمريكيين. وقال الناطق الامريكي: "إن استخدام الغوغاء المؤيدين للحكومة لاخافة الدبلوماسيين ليس تصرفا حضاريا. انه هجوم لا يمكن السكوت عنه ويعكس روحية عدم التسامح التي يتسم بها النظام ومؤيديه."
وأكد تونر ان السفير فورد وموظفيه قد تمكنوا من العودة الى دار السفارة بأمان، ونفى الاتهامات التي اطلقتها الحكومة السورية بأن الولايات المتحدة تسعى الى التحريض ضد قواتها الامنية. وكانت وزارة الخارجية السورية قد اتهمت الولايات المتحدة يوم الخميس بتحريض "الجماعات المسلحة" على القيام بأعمال عنف تستهدف الجيش.
وجاء في تصريح لوزارة الخارجية السورية أن "تعليقات المسؤولين الأمريكيين وخاصة مارك تونر دليل دامغ على أن الولايات المتحدة تشجع الجماعات المسلحة على القيام بأعمال عنف ضد الجيش السوري".
هجوم
وتزامنت هذه التطورات مع قيام متظاهرين موالين للنظام السوري بمحاصرة السفير الامريكي روبرت فورد داخل احد المباني بعد وصوله إلى مكتب المعارض السوري حسن عبد العظيم في دمشق. ووفقا لعبد العظيم فإن "نحو مئة متظاهر" حاولوا اقتحام مكتبه بينما كلن السفير الامريكي يستعد لحضور اجتماع.
وقد قذف المتظاهرون الموالون للنظام السفير فورد بالطماطم لدى وصوله لمقابلة عبد العظيم. وقال عبد العظيم لوكالة الانباء الفرنسية "كانوا يتظاهرون في الشارع وعند المدخل وحاولوا تحطيم باب مكتبي ولم ينجحوا". وقال عبد العظيم إن فورد بقي محاصرا مدة ساعتين حتى وصلت قوات الامن ليخرج تحت حمايتهم.
وقال عبد العظيم، من حزب الاتحاد العربي الاشتراكي الديمقراطي المحظور، إنه "فور وصول السفير في الساعة الحادية عشر، سمعنا ضجيجا في الخارج وشعارات معادية. وحاول المتظاهرون مهاجمة المبنى." وكان المتحدث الامريكي تونر قد قال يوم الثلاثاء ردا على أسئلة الصحفيين إنه لم يفاجئ لوصول أسلحة للمعارضة السورية.
وقال تونر "اعتقد انه ليس من الغريب، بالنظر إلى درجة العنف في الشهور الماضية، ان نرى بعض أفراد الجيش، او بالأحرى بعض افراد المعارضة، يلجأون إلى العنف أو يبدأون في استخدام العنف ضد الجيش للدفاع عن النفس".
وأضاف تونر "أرى أن المعارضة أبدت ضبطا شديدا للنفس في مواجهة وحشية النظام حيث تطالب بحقوقها عبر التظاهر السلمي". وأضاف تونر "طالما استمر النظام في قمع وقتل وسجن الناشطين السلميين، فإن من المحتمل ان تتحول الحركة السلمية إلى العنف". .
مما جعلها تتهم في السابق حكوماتهم بـ"عدم الجدية في التخلي عن النظام وإنما تتخذ موقفاً وسطاً تحت ذرائع متعددة"، بينما يبدو أنها الآن سارت "خطوة أخرى" في عملها لمحاصرة النظام السوري وتشديد العقوبات عليه والانفتاح على المعارضة السورية.