القامشلي( سوريا) – كلنا شركاء>>> قال عضو اللجنة المركزية للمنظمة الاثورية الديمقراطية في سورية, المهندس بشير السعدي" الشعب السرياني الأشوري خصوصا, والمسيحيين عموما, هم جزء من الحركة السلمية التي تشهدها سورية منذ قرابة خمسة اشهر, فهذا الشعب وعلى مدى التاريخ كان جزأ أساسيا من النضال الفاعل ضد الاستعمار الفرنسي, وبعد الاستقلال شاركوا بفعالية في بناء الدولة وشاركوا في الحياة السياسية عبر مشاركتهم في الأحزاب الوطنية.
ولم ينفصل المسيحيين عن الحراك السياسي على مدى التاريخ السوري الحديث, كما أنهم يشاركون في الاحتجاجات التي تشهدها سورية منذ قرابة خمسة اسهر, ويشارك فيها الشعب السرياني خصوصا والمسيحي عموما, لأننا جزء أساسي من المكون الوطني" وعن مخاوف المسيحيين في سورية, قال السعدي" نحن شعب أصيل في المنطقة ووجود لغتنا السريانية هي دلالة للوجود التاريخي لهذا الشعب الذي يعيش عليها منذ آلاف السنين.
وهناك هواجس ومخاوف مسيحية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية منذ شهر آذار الماضي؛ وبعد انكسار النظام الدكتاتوري في العراق, حدثت فوضى في ذلك البلد, وأكثر الشرائح التي تعرضت للظلم هم المسيحيين وتعرضوا الى مظالم كثيرة والى تمييز واستهدفهم تفجيرات إرهابية, نتج عنها نزوح جماعي. هذا التخوف يعايش كل مسيحي يعيش في المنطقة لأننا نخشى ان يتكرر المشهد العراقي في سورية او في اي بلد آخر يتواجد فيها المسيحيين.
ونحن نطمح للانتقال الى نظام ديمقراطي مدني تعددي بشكل امن وبطريقة سلمية تدرجية, بعيدة عن اي انكسارات او اي شرخ في المجتمع السوري" وفي سياق متصل, صرح يوم أمس سفير الفاتيكان لدى دمشق المونسنيور ماريو تزيناري لوكالة اكي الايطالية " أنني أتابع رسالتي وأسفي العميق والأليم لإراقة الدماء التي تجري في سورية في الأسابيع الأخيرة.
والقلق بشأن الموقف الحساس للجماعات المسيحية الصغيرة المنتشرة في البلاد على الرغم من الاشتباكات التي تهز منذ شهور البلاد التي تعد مهد المسيحية، حيث تشير التقديرات إلى أن 8ـ10% من السكان يدينون بالمسيحية وانه حتى 4ـ5 أشهر خلت، كنت أتحرك في البلاد بكل حرية والسفر إلى أي مكان، وبشكل خاص زيارة جماعاتنا، حتى الوصول إلى حدود العراق وتركيا" وعن تدهور الأوضاع الأمنية في سورية, قال السفير المونسنيور ماريو تزيناري في تصريحاته لوكالة اكي" بعد انفجار الاضطرابات الشعبية والتي تلتها حملة دموية ضد المتمردين، لا ينصح بالذهاب إلى بعض المناطق في سورية، وعلى أية حال يجب التحرك بأقصى درجات الحذر, وليست هناك مبالغة في الحيطة مهما فعلنا وأن السبب الرئيس للشعور بالمرارة يرتبط بجماعاتنا المسيحية التي كانت بأمسّ الحاجة إلى حضورنا في هذه اللحظة الحساسة"، منوها بـ"الاقتصار في الوقت الحالي على الاتصال بهم هاتفيا.
والحال صعبة فنحن عند مفترق طرق حساس ومعقد، ولكن يبقى الأمل بإمكانية وقف بأقرب وقت للعنف وسفك الدماء، وبعد ذلك سيأتي وقت الخيارات مهما كانت صعبة" وشهدت مدينة حماة ( وسط سورية) أحداثا غير مسبوقة منذ اندلاع الثورية السورية منذ أواسط شهر آذار الماضي من العام الجاري, فبحسب مصادر جماعات حقوقية, قتل ما يقارب 300 شهيد منذ بداية شهر رمضان. وأفادت مصادر إعلامية مقتل 58 شخصا في يوم الجمعة الماضية, والتي أطلق عليها المعارضين ( جمعة الله معنا ).