نيقوسيا- وكالات >>> قتل ستة اشخاص بينهم طفل وجرح عشرات آخرون في عمليات أمنية اقتحمت خلالها آليات عسكرية وامنية الاثنين بلدة في شمال غرب سوريا وفي ريف دمشق فيما اقتحمت اليات عسكرية بلدة تقع على الحدود مع شمال لبنان، حسبما اكد ناشطون. وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية ان "عشرات الاليات العسكرية والامنية اقتحمت مدينة سرمين الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) وبدأت باطلاق النار وحملة مداهمة للمنازل جرى خلالها اطلاق للرصاص ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص بينهم طفل واصابة ستين شخصا بجروح واعتقال العشرات".
واشار مدير المرصد الى ان "القوات تقوم باطلاق نار كثيف بالرشاشات ثقيلة على المنازل مما تسبب بهدم جزئي لستة منازل"، موضحا ان "بين القتلى شخصا قتل عندما تهدم المنزل الذي يقطنه عليه". كما افاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في بيان ان "شخصا قتل في مدينة قارة (ريف دمشق) اثناء اقتحام منزله". واضاف الاتحاد ان "عدة اشخاص اخرين اصيبوا باطلاق نار من قبل الامن التي اقتحمت المدينة فجر اليوم من الجهة الجنوبية بحوالي عشر حافلات مدعومة بمدرعات الجيش مع اطلاق نار عشوائي".
وتابع الاتحاد في بيانه "كما فرض حظر تجول مع بدء حملة مداهمات وتخريب للمتلكات وبحث عن مطلوبين على قوائم معدة سابقا في الشارع حيث اعتقل العشرات". وكان المرصد اشار الى ان "حملة الاعتقال (في قارة) شملت نحو اربعين شخصا حتى الان"، مشيرا الى ان القوات الامنية "نصبت رشاشات على اسطح المباني الحكومية". كما افاد مدير المرصد ان "آليات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند وسيارات عسكرية اقتحمت صباح الاثنين بلدة هيت التي تقع على بعد كيلومترن اثنين من الحدود مع شمال لبنان".
واضاف ان "اصوات اطلاق نار كثيف تسمع منذ الساعة التاسعة صباحا (6,00 تغ)" مشيرا الى "سقوط خمسة جرحى". واكد الناشط انه "تم خلال العملية احراق منازل لناشطين مطلوبين في هذه البلدة التي اعتقل فيها نحو 13 شخصا". وذكر مدير المرصد ان "حملات اعتقال ومداهمات واسعة جرت في قدسيا (ريف دمشق) بالاضافة الى داعل (ريف درعا) حيث اعتقلت الاجهزة الامنية 6 اشخاص من عائلة واحدة".
وكان مدير المرصد افاد ان "ثلاثة اشخاص قتلوا مساء الاحد في مدينة البوكمال بالقرب من الحدود مع العراق كما قتل شخصان وجرح 9 اخرون في مدينة خان شيخون (ريف ادلب) وقتل شخص في بلدة انخل القريبة من درعا (جنوب)" التي شكلت مهد الحركة الاحتجاجية منذ منتصف اذار/مارس الفائت. وكان الرئيس السوري بشار الاسد ابلغ في 17 اب/اغسطس الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان العمليات العسكرية ضد المعارضين "قد توقفت" في بلاده، حسب ما اعلن متحدث باسم الامم المتحدة.
وقال مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق في بيان ان هذا ما اجاب به الرئيس الاسد خلال محادثات هاتفية مع بان الذي طالب بان "تتوقف جميع العمليات العسكرية والاعتقالات الجماعية فورا" في سوريا.
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "انزعاجه" ازاء الاخفاق المتكرر للرئيس الاسد في الوفاء بالوعود التي قطعها بما في ذلك وقف حملته العسكرية على المحتجين. وفي ريف دمشق، "اقتحمت قوات امنية كبيرة بلدة قارة صباح الاثنين وتنفذ الان حملة مداهمة واعتقالات بحثا عن مطلوبين ضمن قوائم لكن الاعتقالات تجري بشكل عشوائي" حسبما اضاف المرصد. واشار المرصد الى ان "حملة الاعتقال شملت نحو 40 شخصا حتى الان" لافتا الى ان القوات الامنية "نصبت رشاشات على اسطح المباني الحكومية".
وادى قمع الاحتجاجات غير المسبوقة في سوريا والتي اندلعت منتصف اذا/مارس الى مقتل 2200 شخص بحسب حصيلة للامم المتحدة. وتشير منظمات حقوقية الى ان بين القتلى 389 جنديا وعنصر امن في غياب احصاء رسمي. وتتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.
إلى ذلك، قال سكان ونشطاء إن قوة سورية مدرعة طوّقت بلدة في شمال حمص بعد انشقاق عشرات الجنود من المنطقة، وذلك في أحدث عملية لمواجهة السخط داخل القوات المسلحة اثناء انتفاضة بدأت قبل خمسة اشهر. ونشرت 40 دبابات خفيفة وعربة مدرعة و20 حافلة مليئة بالجنود والمخابرات العسكرية في الساعة 5.30 صباحًا على مدخل الطريق الرئيس للرستن على بعد 20 كيلومترًا شمال مدينة حمص، وبدأت في اطلاق نيران الاسلحة الآلية الثقيلة على البلدة.
والرستن عادة هي مصدر مجنّدي الجيش، الذي ينتمي معظم افراده العاديين الى السنّة، ويهيمن عليه ضباط من الطائفة العلوية، التي تمثل اقلية في سوريا، والتي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.