وجاء اجتياح مدن حماة ودير الزور والحراك وغيرها بمثابة إعلان حرب على الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية. وما ارتكب في هذه المدن يرتقي لمستوى جرائم ضد الإنسانية قياساً لعدد الضحايا الكبير الذي وقع في هذه المدن، ولاسيما في حماة حيث زاد عدد الضحايا على المئة شهيد، وبقناعتنا فإن هذا العمل القمعي هو غير مبرر بالنظر إلى أن حماة شهدت مظاهرات سلمية شارك فيها الآلاف دون تسجيل أي حادث يذكر، وأكد فيها أهلها على تمسكهم بالوحدة الوطنية، ورفضهم للفتنة الطائفية كسائر أبناء سوريا.
وجاءت هذه الخطوة في سياق تصعيد الحلّ الامني في مواجهة مطالب الشعب السوري، وهو ما يفند ويكشف زيف إدعاءات السلطة في إجراء إصلاحات شاملة، ويشكل دخول حماة بالتحديد منعطفاً خطيراً في التعاطي مع الإنتفاضة الشعبية السلمية، لما لحماة من رمزية في الذاكرة السورية القريبة، فعمد النظام السوري وبكل تهور إلى نكأ الجراح مجدداً، وهو ما أثار السخط والاستياء في كل انحاء سوريا، وترجم ذلك بمظاهرات واعتصامات تضامنية مع حماة وأهلها وبقية المدن، كما أن هذه الخطوة زادت من احتمالات التدخل الأجنبي في شؤوننا الداخلية وهذا مانرفضه رفضاً قاطعاً.
إننا في المنظمة الآثورية الديمقراطية إذ ندين ونستنكر اجتياح المدن السورية، واستباحة الدم السوري، واعتقال الناشطين وقيادات المعارضة السورية أمثال أحمد طعمة الخضر، وجورج صبرة ، والشيخ نواف البشير … وغيرهم
وفي الوقت الذي نتضامن فيه وبشكل كامل مع أهلنا في حماة ودير الزور والبوكمال وغيرها ونترحم على شهداء الشعب السوري، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، فإننا نطالب ما تبقى من عقلاء في النظام السوري، بوقف ألة القتل المتنقلة، وحقن الدماء، وسحب الجيش إلى ثكناته ليتفرغ لمهامه في حماية الوطن والشعب، والحدّ من تمادي الأجهزة الأمنية وملحقاتها، والإفراج عن كافة المعتقلين، والبحث عن حلول سياسية للخروج من الأزمة الوطنية المتفاقمة وصولاً لتحقيق التغيير الوطني الديمقراطي السلمي الآمن، بدلاً من جرّ البلاد إلى هاوية التطرف، والاقتتال الداخلي الذي يدفع إليه استمرار الحلّ الامني.
كما ونناشد المجتمع الدولي للخروج من حالة الصمت، والضغط على النظام السوري لوقف عمليات القمع والقتل والترهيب ضد المتظاهرين السلميين المطالبين بالحرية والكرامة.
عاشت سوريا حرّة أبية
سوريا 1 آب 2011
المنظمة الآثورية الديمقراطية