دمشق – خاص نداء سوريا >>> شهد الخيار الأمني، الذي تبناه النظام لمعالجة الأزمة السياسية في سوريا، تصعيدا خطيرا وشرسا على امتداد الوطن السوري، والخطورة هنا ليست فقط في انتهاك رمزية رمضان الذي أراده الله مباركا على عباده، بل لأن النظام قرر قتل أكبر عدد من المدنيين المسالمين في أكبر عدد من المدن الثائرة لكسر إرادة هذا الشعب وإعادته إلى قمقم الاستبداد والتسلط الأمني الذي أطبق على أنفاسه لأكثر من أربعة عقود.
في الليلة التي سبقت حلول شهر رمضان قتل النظام مائة وأربعين مواطنا منهم مائة وثلاثة عشر في حماة وحدها، بالإضافة الى اجتياحات وقتل في دير الزور والبوكمال والكسوة والمعضمية. وفي اليوم الأول منه اثنان وعشرين شهيدا في حماة ودير الزور والمعضمية وفي اليوم الثاني ثمانية شهداء في حماة وحمص وعربين والرقة وغيرها. ناهيك عن عشرات الجرحى بالرصاص أو بالقنابل المسمارية، وتصفيات جماعية شهدها سجن حماة المركزي أعدادهم غير معروفة وكذلك الاعتداء على سجناء سياسيين في السجن المركزي في حمص.
إذا هي أيام للدماء وليست أياما للصيام، لقد قرر النظام رفع وتيرة حربه على الشعب السوري، التي تترك انعكاسات سلبية وخطيرة على الوضع في سوريا لا يبدو أن النظام يأخذها بعين الاعتبار وهي :
1. إن زج الجيش، كل الجيش في هذه الأزمة، ورفع وتيرة الاجتياحات والقتل في أكثر من محافظة ومدينة في وقت واحد حماية للقوى الأمنية والشبيحة، وتمكينها من قتل وقهر السوريين، والذي اعتبره رئيس الجمهورية نصرا يحققه الجيش، لكن على من: على الشعب السوري؟ يحمل في طياته خطر المزيد من الانشقاقات والتوترات داخل الجيش، الذي يزج في مهام لم يوجد من أجلها، وهذا بدوره يزيد من احتمالات عسكرة الثورة، التي يدفع باتجاهها النظام، والتي ضحى السوريين بأكثر من ألفي شهيد، حفاظا على سلميتها. إن النظام يدفع البلاد نحو العنف والحرب الأهلية، وهو يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية كاملة .
2. يكثر النظام وإعلامه الكاذب من الحديث عن المؤامرة الخارجية والداخلية، في الوقت الذي أصبح فيه واضحا أنه يدفع بالأوضاع نحو التدخل الخارجي وتدويل الوضع السوري لأنه من غير المعقول أن يبقى المجتمع الدولي مغمضا عينيه عن ذبح المدنيين، بعد أن أعطى النظام الفرصة تلو الأخرى كي يصلح نفسه، فإلى متى يستطيع حلفاؤه في روسيا والصين منع مجلس الأمن الدولي من القيام بواجباته تجاه مدنيين يقتلون بدم بارد ؟
3. إن الدول العربية وجامعتها الذين أصابهم الصمم تجاه ما يجري في سوريا محاباة للنظام أو درءا لشروره، خاصة وأنها لم تقف ذات الموقف تجاه الشعب التونسي أو المصري أو حتى اليمني وهي شعوب لم تعان من مستبديها ما يعانيه السوريون. إن هذه المواقف ستترك آثارا سيئة في ذاكرة السوريين، لأن الشعب السوري ليس مضطرا لدفع فاتورة استبداد هذه الأنظمة على شعوبها وخوفها من فكرة التغيير.
إن ما يحصل في سوريا، وهو مرشح لمزيد من التصعيد، لن تكون تداعياته محصورة في سوريا، وعلى الجميع أن يعيدوا النظر في مواقفهم ويعملوا على لجم النظام، وإجباره على فتح الآفاق السياسية أمام عملية التغيير الديمقراطي التي يصر عليها الشعب السوري بالقدر نفسه الذي يصر فيه على سلمية ثورته ووطنيتها مهما كانت التضحيات .
تحية لأرواح الشهداء
عاشت سوريا حرة وديموقراطية
الأمانة العامة
لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي