عامودا(سوريا) – عن موقع .welateme.info >>>
سؤال حول الموقف من اعلان دمشق والاستشهاد به في الكلمة وموضوع الاخوان المسلمين:
كبرائيل موشي: طبيعي ان استشهد باعلان دمشق لاننا جزء منه, وكوني عضو في الأمانة العامة له, والاخوان المسلمون كانوا عضوا مؤسسا لاعلان دمشق واعلنوا انضمامهم بعد ساعات من انطلاقته لكنهم بعد ان انضموا الى جبهة الخلاص اضحوا خارج الاعلان .. النظرة القديمة لاخوان المسلمين في سوريا كانت تقوم على الاقصاء, اقصاء الآخر, لكن اعتقد ان الاخوان المسلمين بعد تجربتهم المستنكرة في الثمانينيات في سوريا وانتشارهم في المنافي قاموا بالعديد من المراجعات التي انبثق عنها ميثاق رؤيتهم الجديدة, وفي كل المؤتمرات التي جرت خارج سوريا كانوا من المشاركين وفي كثير من المنطلقات الوطنية لم يكونوا معارضين لها خصوصا في مسألة اقامة الدولة المدنية الديمقراطية , نحن كمنظمة ديمقراطية آثورية , اقولها بوضوح اننا ندعوا الى دولة علمانية ديمقراطية والى فصل الدين عن الدولة وربما نحن ابعد الاطراف عن فكر الاخوان المسلمين ولكن الاخوان المسلمين هم جزء من المجتمع السوري وبما اننا نقف على اعتاب مرحلة جديدة بالتأكيد اذا كان البعض لديهم نزعات اقصائية فاننا نؤكد باننا سنبني دولة ديمقراطية جديدة لا يمكن اقصاء الآخرين فالتيار الاسلامي هو جزء موجود في الساحة السورية , ومنطق الاقصاء لايمكن أن يستقيم في حالة بناء سوريا الجديدة.
هل صحيح ان الفاتيكان يقوم بالضغط على المسيحيين للمشاركة في المظاهرات المؤيدة للنظام ؟
كبرئيل موشي: الفاتيكان ومنذ المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1967 قررت الكنيسة تحييد نفسها عن السياسة.. الكنيسة الكاثوليكية التي يمثل قمتها البابا هي ابعد ما تكون عن السياسة ولا تدعوا الى القيام بمظاهرات تأييد أو التظاهر كشكل معارض , ورأينا في الفترة الأخيرة الفاتيكان وعبر وزير خارجيته اصدر تصريحا يدين العنف في سوريا ويدعو الى حل الأزمة الوطنية السورية حلا سلميا , ايضا العديد من الكهنة والأحبار ورجال الدين الكاثوليك اصدروا بيانات يستنكر العنف داخل أراضي سوريا ونحن رؤيتنا كمنظمة آثورية ديمقراطية ندعو الى تحييد الكنيسة والجامع عن ممارسة السياسة.. ان من يشارك في مظاهرات التأييد ليسوا كلهم مسيحيين بينهم المسيحيين والعرب والأكراد والموظفون ومن كل الشرائح , ويجب ان لا نسمي المؤيد ولا نستنكره وخاصة اننا مقبلون على حالة ديمقراطية , المؤيدون هم من كل الشرائج والمتظاهرون هم من كل الشرائح والشبيحة من كل الشرائح ولا طائفة للجميع .
موقف المنظمة من المتظاهرين وقيام البعض باستفزاز المحتجين امام مديرية المنطقة بالقامشلي ؟
كبرائيل موشي: نحن اول من ادنا هذا وطالبنا هؤلاء الشباب ومارسنا ضغطا معنويا وسياسيا على اهلهم و نحن لسنا مع استفزاز أي طرف ان كان مواليا او معارضا ولسنا ايضا مع ثقافة التخوين والتكفير التي بدأت تستشري كثيرا في اوساطنا تبعا للمواقف السياسية , نحن مع تأمين الحماية على قدر المساواة للمتظاهرين والمؤيدين و نعتقد لو ان السلطة تعاملت بقدر من المساواة مع المظاهرات لكانت سوريا قد اقتصرت طريق الآلام الذي نمر به.
سؤال حول استمرار آلة القتل مع رفض التدخل الخارجي بالمقابل, وعن آفاق الحل ؟
كبرائيل موشي: نحن نرفض أي تدخل عسكري خارجي لكننا نقبل بالمواقف التي تصدر من المجتمع الدولي في تأمين ضغط سياسي على النظام , وكشف الغطاء عن ممارسات القتل والعنف , معظم السورين والمعارضين لا يرحبون بالتدخل العسكري , لاننا رأينا الآثار السلبية للتدخل العسكري في المنطقة والانعكاسات السلبية للتدخلات الخارجية التي جرت في المنطقة .. نحن نراهن على الشعب السوري وعلى شجاعة وتضحيات أبنائه ولا نراهن على التدخلات الأجنبية أبداً .
سؤال حول علاقة انقرة بدمشق ومواقف أردوغان الأخيرة وعلاقته بالمعارضة ؟
كبرائيل موشي: سوف أتحدث عن حالنا قبل الحديث عن باقي المعارضات , بالنسبة لنا في اعلان دمشق لم نشارك في كل المؤتمرات التي جرت خارج سوريا , شاركنا كمراقبين وتبين لنا ان وجهة نظرنا كانت في محلها لانها كانت مؤتمرات اعلامية , صحيح ان هناك ضرورة للسوريين ان ينظموا أنفسهم, ولكن المعارضة في الداخل والخارج هي جزء من الحراك وليس الكل, والأهم هو شباب الانتفاضة الذين يتحركون في الميدان ويقدمون الغالي والنفيس من أجل تحقيق مطالبهم , ولا ننكر عن وجود اطماع اقليمية وغيرها ولكن نحمل النظام مسؤولية استجرار هذه التدخلات من خلال استمراره في عمليات القمع وعدم الاستجابة لمطالب الناس وتأخيره في اجراء الاصلاحات التي كانت في مرحلة ما كافية لتجنيب البلد الهزات التي نجدها , لكن مع ارتفاع سقف المطالب للشعب السوري نحو التغيير الوطني الديمقراطي وعلى الصعيد الميداني نحو المطالبة باسقاط النظام الذي هو ترجمة للتغيير الوطني الديمقراطي , نعتقد ان هذه التدخلات اذا كانت تأتي للتضامن وحماية الشعب السوري من القمع والقتل لا يمكن لأحد أن لا يرحب بها , ولكن اكرر ان التدخلات العسكرية تأتي بأخطار كبيرة.
الى متى تبقى الثورة سلمية ؟
كبرائيل موشي: قلناها من البداية , خمسة اشهر مرت من الانتفاضة بسلميتها وهي تكتسب المزيد من الدعم والمزيد من الزخم , تصورا لو انجر الشعب السوري والمتظاهرين السلميين الى السلاح مثل ما جرى في ليبيا هل كانت ستلقى هذا الدعم الذي جرى, لذلك فان ثورتنا هي من أرقى وأنبل الثورات والانتفاضات التي شهدتها المنطقة وبالتأكيد سيستلهم منها الكثير من الدروس .. والنظام يريد عسكرة الثورة, فهل من المعقول أن نعطيه الفرصة.
ما هي نظرتكم الى حقوق القوميات في سوريا ؟
كبرائيل موشي: نحن نقول ان سوريا بلد قائم على التنوع منذ فجر التاريخ , فيه حسب التسلسل التاريخي (الآشوريين والسريان والأكراد والعرب , فيه المسيحيين والمسلمين) اعتقد انه أي ديمقراطية تبقى ناقصة اذا لم تأخذ القوميات حقوقها , نحن كمنظمة ندعو الى ان يتم الاعتراف بحالة التنوع القومي في سوريا وتضمين ذلك في الدستور السوري الجديد المزمع اصداره بعد انتصار الانتفاضة , من حق الجميع ان يتم الاعتراف الدستوري به وتامين حقوقه السياسية والثقافية واعتبارها حقوقا وطنية .. جميع مواثيق الدولية من شرعة حقوق الانسان والمواثيق المتعلقة بالقوميات والشعوب الاصيلة كلها تؤكد على ذلك , نحن نتمنى اذا ذلك بالطرق السياسية وبالتعاون مع أحزاب الحركة الكردية , وهناك الكثير من أوجه التشابه أو حتى التطابق بالمطالبة بالحقوق القومية سنسعى لتحقيق ذلك في الدستور معا .
الموقف من القضية الكردية ؟
كبرائيل موشي: القضية الكردية قضية شعب , قضية عادلة ومحقة , الشعب الكردي عانى من الحرمان ومن إنكار حقوقه القومية , من حقه الطبيعي ان يتمتع بكامل حقوقه الذي يصون ويضمن خصوصيته السياسية والثقافية واللغوية ..
الموقف من النظام والمعارضة؟
كبرائيل موشي: منذ بدايات تشكيل اعلان دمشق الذي يشكل الجسم الأساسي للمعارضة نحن جزء منه, حيث تعرضت قيادته و اعضاءه للاعتقال والملاحقة, ونحن كمنظمة ديمقراطية آثورية ومنذ انطلاقة الانتفاضة انخرطنا في الحراك والاحتجاجات والتظاهرات ونعتبر شريكا وجزءا من انتفاضة الشعب السوري, ونعلن بكل وضوح وصراحة وبدون أي مواربة اننا ندعو الى التغيير الوطني الديمقراطي السلمي والانتقال من دولة الاستبداد الى دولة ديمقراطية علمانية
كيف تنظرون الى الإعلام الكردي؟
كبرائيل موشي: بالنسبة الى الاعلام الكردي في الاحتجاجات , نرى فيه الكثير من التنوع بوجود العديد من الاحزاب والمثقفين والمستقلين, وبما يخصنا, نحن كآشوريين او كمسيحيين , نرى ان هناك شيء من اللا موضوعية والافتقار الى الدقة في بعض المسائل, مثلا في موضوع بعض الموالين للنظام من المسيحيين وتضخيم الحدث كانه شيء كبير , وتوثيقهم باسمهم والقول الشبيحة المسيحيين , الشبيحة لا دين لهم ولا طائفة , الموالين للنظام لا دين لهم ولا طائفة, ومن الإجحاف تسميتهم بالشبيحة , المسالة هي بين الاستبداد الذي يمثله النظام والشعب السوري بكافة طوائفه الذي يتطلع الى الديمقراطية والحرية وبناء دولة مدنية جديدة تكون للكل. وهذه ملاحظة عابرة اقولها بكل محبة واخوية…
الموقف من رفع علم الاستقلال؟
كبرائيل موشي: الحقيقة ان الانتفاضة السورية والمنخرطون فيها ان كانوا في الداخل أو الخارج, يبدعون يوميا أشياء جديدة, وهذه الانتفاضة من ايجابياتها اننا اكتشفنا بعضنا, علمتنا ان نحترم رموزنا الوطنية, ونحافظ على وحدتنا الوطنية وهذا ما تجلى واضحا في الشعارات التي رفعت في كل التظاهرات : (الشعب السوري واحد و كردي عربي آشوري) هذه الشعارات تعيد الاعتبار للوطنية السورية , علم الاستقلال نعتز به لاننا حققنا استقلالنا من خلال هذا العلم, لكنني اامل في المستقبل عندما يتم صوغ دستور جديد ان يتم أيضا علم جديد يعبر عن حالة التنوع القومي في البلاد كأن يتضمن هذا العلم الوان الاستقلال والنجمة الآشورية والشمس الكردي والنجمة العربية , وطموحاتنا كبيرة وهذه الانتفاضة جعلتنا نتفاءل أكثر وجعلتنا نحلم أكثر.
سؤال عن برنامج التغيير في سوريا ؟
كبرائيل موشي: هناك العديد من البرامج, اليوم المعارضة السورية ليست معارضة واحدة بل هناك عدة معارضات , لكن اذا تمعنا بوثائقها وبرامجها ورؤيتها السياسية نجدها متقاربة , ربما الثورة لم تضع برنامجا متكاملا بحيث يشمل جميع الجوانب السياسية, الدستورية, القانونية, السياسة التعليمية, السياسة الصحية, وغير ذلك من الأمور , لكن كل القوى السياسية وكل الأطر الموجودة وضعت مبادىء أولية تصلح لتكون برنامج للتغيير في المستقبل .
موقف المسيحيين من الانتفاضة ؟
كبرائيل موشي: لقد اوضحت موقف المسيحيين, هناك ناس مثل أي شريحة لهم مصالح مع النظام , هل يستطيع احدكم ان يقول لي , مدينة كحلب فيها ثلاثة ملايين وكلهم من الغالبية العربية السنية , لماذا لم ينتفضوا , ولماذ لم يشاركوا, وحتى لا نحصر نفسنا بالمسيحيين أو الأكراد , فحتى الحركة الكردية والحراك الكردي دون مستوى الزخم المطلوب , هناك حقيقة يجب ان نقر بها ونتفهمها وهو ان الحراك مع تصاعده سيجذب وسيلتحق به شرائح كثيرة في المجتمع, البعض خائف والخوف لا نستهين به على مدى اربعون عاما خلا , وجرى عملية غسل دماغ لهذا المجتمع منذ الطلائع الى آخر المستويات , والمعجرة الحقيقية هي في ظروف هذه الثورة , وتمزيق جدار الخوف , دعونا ان لا نحصر المسألة في المسيحيين , في كل الشرائح هناك موالون و هناك معارضة..
سؤال عن مدى اتجاه البلد نحو الحرب الأهلية؟
كبرائيل موشي: نأمل ان لا ننجر الى هذا المستنقع البغيض والآسن , نعتقد ان سلوك المعارضة وسلوك الحراك الشبابي , قادر على قطع الطريق على ذلك. جرت محاولات في مناطق التماس الطائفي في حمص وغيرها , لكن وعي الشباب , وعي المعارضة , ووعي الأهالي اجهض هذه المحاولات واسقط بيد النظام , لذلك جن جنونه واستمر في عمليات القمع في هذه المناطق.
سؤال عن عدم دعوة المنظمة الديمقراطية الآثورية للشباب للمظاهرات السلمية؟
كبرائيل موشي: بكل صراحة اقو لان الوضع المسيحي مختلف نوعا ما, نحن كمنظمة ديمقراطية آثورية , رفاقنا وأصدقاءنا يشاركون بانفسهم وكلكم رأيتم في الشهر الماضي كيف تم التعاطي مع المنظمة الديمقراطية الآثورية عندما داهمت قوات الأمن المدججة بالسلاح مقرها الغير رسمي الذي هو عبارة عن حوش عربي وكسروا كل محتوياته واعتقلوا 13 قيادي من المنظمة, والشباب الذين معي كانوا من ضمنهم واتهموا بالسلفيين وحاولوا ان يربوا المسيحيين والآشوريين فينا , فالمنظمة هي بنفسها تشارك في هذه المظاهرات وهناك أيضا مجموعات من الشباب الداعم , ولكن المشاركة ليست اجبارية و الأكراد ايضا لايشاركون جميعا, وهنا استثني عامودا, لان عامودا تمثل حالة خاصة , واحيي نضال عامودا ومستوى الوعي المتقدم فيها , وعلى العموم في كل المناطق المشاركة ليست كاملة.
هل من الممكن الحوار مع النظام اذا استجاب لمطالب الشعب ؟
كبرائيل موشي: لقد عودنا النظام ان لا يكتسب شرعيته من الشعب , عودنا ان يأخذ شرعيته من الخارج وخصوصا من القوى الكبرى , ولكن اذا اثمر الضغط الدولي واجبر النظام على انتهاج سبيل الحوار وتقديم التنازلات , لا نرفض مبدا الحوار و الحوار يحتاج الى مناخات , والى حسن النية , المؤتمر الوطني ممكن ان يشارك فيه جميع الأطراف , نتمنى ان يتم تغليب المصلحة الوطنية, نتمنى ان لا يتم دفع البلاد قصرا الى حالة من الاقتتال الأهلي أو حالة من الفوضى في البلاد لان بلدنا لا يستحق ذلك.
العلاقة بين المنظمة الآثورية والأحزاب الكردية ؟
كبرائيل موشي: نكاد يوميا نلتقي مع الأحزاب الكردية , مع أحزاب الجبهة والتحالف من خلال اعلان دمشق, واشتركنا معا في الماضي في انتخابات البلدية ولنا علاقات مع الأحزاب الـ 11 من أحزاب الحركة الوطنية الكردية , نحن نعتز بهذه العلاقات ونسعى دائما لتعزيزها , وقضيتنا واحدة , مطالبنا تكاد تكون متطابقة, حوارنا ومن خلال الخبرات التي اكتسبناها من السنوات الماضية , علاقتنا تتجاوز المصالح الآنية الى علاقة الحياة .
هل انتم مع اسقاط النظام ؟
كبرائيل موشي: نحن مع التغيير الوطني الديمقراطي وقيام دولة ديمقراطية مدنية يتم فيها تداول السلطة من رئيس البلدية الى رئاسة الجمهورية, هذا ما نطرحه , اما شعار اسقاط النظام , قلت في حديثي انه ترجمة لمطلبنا في التغيير .
كيف تنظرون الى تكليف شخصية مسيحية في منصب وزارة الدفاع ؟
كبرائيل موشي: تعيين وزير دفاع مسيحي لا يغني ولا يسمن من جوع , لا ننظر إلى طائفة وزير الدفاع, نريد ديمقراطية , نريد اقرارا بحقوقنا جميعا , نريد ان نشعر انفسنا باننا مواطنين من الدرجة الأولى وليس مواطنين من الدرجة الثانية ان كان على الصعيد السياسي أو الديني , بقناعتنا ان التغيرات التي تجري في النظام هي اعادة ترتيب السلطة وتمكينها من الامساك بحركة الشارع لا اكثر ولا أقل , فهوية وزير الدفاع أو رئيس الأركان لا تهم كثيرا لان من يحكم هو في مكان آخر هي المنظومة الأمنية.
ما هو رأيكم بالمعرضات التقليدية ؟
كبرائيل موشي: المعارضات التقليدية في السنوات الماضية لم تتوفر لها فرصة العمل العلني المباشر, منذ سنوات قليلة حاولت كسر طوق السرية التي عملت بها, لكنها دفعت ثمنا باهظا من اعتقالات وملاحقة وغيرها , لذلك للاسف المعارضات التقليدية لديها من عوامل الضعف في بنيتها الفكرية والتنظيمية وحتى في طريقة التفكير السياسي .
اذا لم تتنازل السلطة عن مواقفها ولم تتجاوب مع مطاليب الجماهير , فما هي الالية برأيكم لحل هذه الأزمة الخطيرة ؟
كبرائيل موشي: لا استطيع الخوض في الاحتمالات والسيناريوهات الموجودة , لان الوضع الذي وصل اليه البلاد, هناك عوامل داخلية وخارجية تلعب دورا فيه.
لماذا اغلب مظاهرات التأييد تقوم بها المسيحيين وما هي دور المنظمة بين المسيحيين ؟
كبرائيل موشي: في الحقيقة هناك تحامل كبير على المسيحيين , قبل قليل قلنا هناك في حلب ثلاثة ملايين , ويقال هناك بعض الشبيحة من آل البري يقمعون المتظاهرين ولكن هذا لا يقنع الناس, وفي الشام تقوم السلطة في كل يوم باقامة احتفال بباب توما لاظهار بان المسيحيين مع النظام . طبعا كثير من المسيحيين مواليين للنظام , الكثير من المسيحيين رؤوا الاستقرار مع النظام , الكثير من المسيحيين لديهم منظومة مصالح مرتبطة مع النظام , وايضا الكثير من تجار حلب لديهم مصالح مع النظام وهكذا بالنسبة الى بعض التجار من الأكراد في القامشلي وخارج قامشلي, حقيقة انا لا أنكر ان الكثير من المسيحيين خصوصا في الجزيرة موالون للنظام, بسبب انتشار حزب البعث بينهم وبحكم مصالحهم وبحكم الهواجس التي ذكرتها في كلمتي.. اما عن دور المنظمة في الوسط المسيحي , فأقول رغم الخوف وضرب الكفوف فان الكل مع المنظمة, وقد تبين ذلك في الكثير من الاستحقاقات الانتخابية , فبالرغم من كل التزوير وقوائم الظل فانهم يقفون مع المنظمة خاصة الآشوريين , ولا يمكن بقدرة قادر ان نزيل عوامل الخوف هذه, ولكن بهمة الشباب وشجاعتهم, اعتقد ان الكثيرين راح يتخلوا عن مخاوفهم وترددهم.
سؤال حول اسم سورية الذي طالب به الكورد؟
كبرائيل موشي: نقول اننا معكم , نحن مع العودة الى (الجمهورية السورية) التي تحمل التنوع, وليس ان تطغى قومية على بقية القوميات, ونتسائل لماذا القومية الكبيرة (العربية) خائفة على حالها , فهي الغالبية, هل خائفين من ان اللغة العربية راح تنقرض؟ في الوقت الذي يجب انا ان أخاف ان تنقرض اللغة السريانية اذا منعت من التدريس في المدارس وغيرها … نحن مع الدولة السورية بحدودها القائمة وطنا اخيرا لكل السوريين بكل تنوعها وبكل غناها.
ما هو موقفكم من الجناح العربي في اعلان دمشق الذي لا يقل عن حزب البعث عنصرية وشوفينية تجاه المسألة القومية , للشعب الكوردي والكلدوآشوري ؟
كبرائيل موشي: حتى لا نظلم أحد , القضية القومية في سوريا برزت مع انتفاضة آذار , حيث فتحت أعين العالم على معاناة الأكراد والظلم الذي لحق بهم , وحتى لا نظلم أحد, وحسب اطلاعي على مواقف الأطراف الموجودة في اعلان دمشق , لا يوجد طرح شوفيني او عنصري لمسألة القضية القومية الكردية او من قضية الأقليات, وحتى لا نظلم أحد من الأخوة العرب في اعلان دمشق نقول ان الوثيقة الأساسية لاعلان دمشق تبنى الرؤية الكردية (الرؤية المشتركة للتحالف والجبهة) مثلما هي تماما, حسب باعتقادي, علما نحن ظلمونا حقنا..
سؤال حول وجود طرفين في الحركة الكردية , طرف ينادي بالاصلاح وطرف آخر يطالب بالتغيير ؟
كبرائيل موشي: المجتمع السوري كله منقسم تجاه هذه المسألة , لكنني اعتقد حتى التيار الاصلاحي في الحركة الكردية حسب خياراته يطالب بالتغيير , وحسب متابعتي لأدبيات والبيانات الصادرة عن الحركة الكردية ايضا كلمة الاصلاح بالشكل الذي تطرحه الحركة الكردية ولان النظام عصي على الاصلاح فهي دعوة للتغيير..
كيف تنظرون الى تطلعات الكورد ؟
كبرائيل موشي: ابصم بالعشرة, لانني اعتبرها تطلعاتي , ولا يمكن ان يكتمل المشهد الوطني ان لم ينل الجميع حقوقه ضمن اطار وحدة البلاد ارضا وشعبا.
الموقف التركي ؟
كبرائيل موشي: الموقف التركي في البداية كان ملتبسا , وعلى العموم لا اعزله عن المواقف الدولية , خصوصا تلك المتعلقة بالولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وخاصة في حلف الناتو , ولا يمكن عزل الموقف التركي عن الصورة الاوسع للصراع في المنطقة التي تتعلق بايران والصراعات الأخرى .
الموقف من تدخل الجيش في الأحداث ؟
كبرائيل موشي: بقناعتي مهمة الجيش الأساسية هي لحماية الحدود الوطنية ولحماية الشعب السوري , لكن للأسف نجد النظام يقوم باستخدامه وتوريطه في قمع الشعب السوري . نأمل ان يتراجع عن ذلك وان يتم اعادة الجيش الى ثكناته .
سؤال عن سكوت الشيوعيين؟
كبرائيل موشي: الحقيقة منذ سنوات قلنا ان الجبهة بحاجة الى تشكيلة وليس الى تجميل دور حزب البعث , بعد تشكيلها بسنوات ومع وجود المادة الثامنة واعتبار حزب البعث قائد للدولة والمجتمع , اعتقد ان الأحزاب استنفذت دورها والجبهة فقدت دورها , ولكن هذا لا يعني ان وجود الكثير من الشيوعيين اليوم يشاركون في التظاهرات والاحتجاجات سينحازون الى الشعب السوري , الحقيقة الجبهة بالاساس قامت على تقاسم المغانم والمكاسب… نحن كمنظمة والكثير من الأحزاب الكردية تربطهم علاقات جيدة مع الأحزاب الشيوعية او بعض فصائلها , لكن الشيوعيين هم جزء من الجبهة الحاكمة وجزء من المنظومة الحاكمة .
هل تتوقعون ان تكون الوجهة القادمة للجيش السوري هي عامودا او القامشلي والمناطق الكردية ؟
كبرائيل موشي: اتمنى ان ينسحب الجيش من البوكمال وديرالزور ومن كافة المدن السورية ولا يأتي الى القامشلي . اذا جاء حاميا للحدود ودفاعا عنا فهذا جيشنا الوطني اما اذا يأتي للقمع وقطع اوصال المدن وغيرها فان مجيئه غير مرحب , على كل لا نعلم كيف ستكون مسارات الأوضاع وتطوراتها لكننا نتمنى وفي اسرع وقت اعادة الجيش الى ثكناته.
الشباب يطالبون باسقاط النظام ويرفضون اجراء الحوار مع النظام؟
كبرائيل موشي: هذا حقهم ونحترم خياراتهم والمعارضة كلها عندما رفضت الحوار التشاوري , رفضت الحوار معه , بالتأكيد لا يوجد طرف في المعارضة الوطنية يريد الحوار مع النظام وانما الكل يدعو الى التغيير الوطني الديمقراطي وهذا هو البرنامج الزمني للانتقال من دولة الاستبداد الى دولة ديمقراطية .
هل المعارضة جاهزة ؟
كبرائيل موشي: الأهم ان تكون المعارضة منسجمة مع الحراك ومع التنسيقيات , وتجري محاولات جادة وحثيثة لتوحيد المعارضة وتشكيل هيئة وطنية سياسية ليتم توزيع الأدوار فيها , سواء على الصعيد السياسي او على الصعيد الميداني .
الموقف الدولي ؟
كبرائيل موشي: قوة الشعب السوري والتضحيات التي قدمها شعبنا واصراره على بلوغ مطالبه هي التي اجبرت الدول على تغيير مواقفها , لا شك ان اطراف المعارضة في الداخل والخارج تتحرك على المستوى الدولي لايصال معاناة الشعب السوري الى الدول للوقوف معه في محنته وهو يواجه هذا النظام القمعي .
ما هو رأيكم بمقولة ان منطقتنا هي الجزء الغربي الملحق بسوريا (الجزء الغربي من كوردستان) ؟
كبرائيل موشي: نحن كمنظمة آثورية ديمقراطية بكل وضوح نريد حقوقنا ضمن سورية موحدة ارضا وشعبا , نحن ننطلق في مقاربتنا للمسائل الوطنية من الحدود الحالية المعترف بها من الأمم المتحدة لسوريا باعتبارها وطنا نهائيا لجميع أبنائه ويتمتع فيه جميع ابنائه بالمساواة والعدالة وكافة الحقوق . هذا الذي نطرحه كمنظمة ديمقراطية آثورية , لكن اذا كان هناك تطلعات او احلام عند البعض نحن لايمكننا ان نصادر أحلام الآخرين أو أحلام البعض, من حق الانسان أن يحلم بأرضه التاريخية , من حق الانسان أن يحلم بكل شيء , ربما أنا كآشوري يراودني الحنين الى امبراطورية سابقة قبل 3000 سنة , هذا الحلم حق أي انسان , لكن ما أوضحته نحن نقول اعادة الاعتبار للهوية الوطنية السورية والرابطة الوطنية السورية , هذا هو ما نقوله ونعتبر هذا الوطن وطنا نهائيا للجميع.
اين الديمقراطية لدى من يجلسون على يمين الميكرفون (يقصد الذين كانوا ينتقون الأسئلة الموجهة للمحاضر) ؟
كبرائيل موشي: ربما هذا السؤال استفزازي , ولم نتلقى كثيرا اليوم الأسئلة الاستفزازية, طبعا الاستفزاز ضروري أحيانا حتى نختبر قدرتنا على تقبل الديمقراطية , انا قلت من فضائل الانتفاضة , هو لقاءنا اليوم مع بعض, وهذه الجمعة الحلوة من فضائل الانتفاضة, ومجيئكم وترككم لبيوتكم في رمضان المبارك لتستمعوا الى كلام ربما يعتبره البعض شعارات , لكن هذا الحوار يجعلنا نفهم بعض أكثر , نحن بحاجة للحوار وبدون حوار لا يمكن أن نبني سوريا المستقبل , واذا لم تكن روحنا واسعة وبالنا واسع , واذا لم نملك القدرة على المسامحة , بغض النظر عن المواقف التي تقصدونها بالحديث , او من المقصود من السائل في حديثه , بغض النظر عن هذا الكلام , نحن محكومون بالحوار مثلما قال سعدالله ونوس , لنبني بلد جميل وانسان جديد , وليكن لدينا الاستعداد للصفح والمسامحة والغفران بعيدا عن نزعات الاستفزاز والتكفير والتخوين وغير ذلك الذي نعتبره من مخلفات الاستبداد ومن مخلفات المجتمعات المتخلفة , الحمدلله نحن في المنظمة الآثورية الديمقراطية – اسم على مسمى – تكاد تكون الحزب الوحيد في سوريا ومنذ سنوات يتغير فيها كل الهيئات القيادية بنسبة 90% , انا بقي لي سنة, ربما بعد سنة أحد رفاقي الذين معي يكون مكاني , لكن خلينا نعمل , تدريبات, تمارين على الديمقراطية , خلينا نقعد مع بعض بغض النظر عن المواقف المسبقة .. في الحقيقة انا استفدت كثيرا من هذه الأسئلة , اتمنى أن اكون وفقت في افادتكم , اشكركم جميعا على كل الأسئلة , اشكركم على الوقت الذي امضيتوه معنا. رمضان كريم , شكرا لكم و شكرا للاستماع , مع جزيل الشكر للجنة السلم الأهلي في عامودا .