بشير اسحق السعدي: الشعب الأشوري والمسيحيين عموما جزء من الحركة السلمية التي تشهدها سورية.
كرم دولي: يتوجب توفير مناخات ملائمة من اجل إنضاج الحوار الوطني ليحقق الغاية المرجوة منه.
داود داوود: الحل السياسي هو الحل الأسلم والأمن لانتقال سورية الى دولة ديمقراطية تعددية مدنية.
كمال شيخو_ كلنا شركاء- دمشق >>> انطلقت شرارة الثورة الشعبية في سورية منذ أواسط شهر آذار الماضي, عندما خرج عشرات الشباب في سوق الحريقة التجاري بمدينة دمشق, واعتقل العديد منهم, وفي اليوم التالي خرج اعتصام أمام سراي الداخلية ضم قرابة خمس مائة ناشط وشخصية سياسية معارضة. وتوسعت دائرة الاحتجاجات ووصلت الى درعا (105 جنوب العاصمة دمشق) والتي شهدت أحداث دامية راح ضحيتها ست شهداء منذ انطلاقة الشرارة الأولى فيها. وشملت حركة الاحتجاجات فيما بعد جميع المدن السورية.
المهندس بشير اسحق السعدي عضو اللجنة المركزية في المنظمة الاثورية الديمقراطية في سورية, شرح الأزمة التي تمر بها سورية منذ قرابة الأربع اشهر وتحدث عن مشاركة الشعب الأشوري المسيحي في هذه الحركة. وقال:" الشعب السرياني الأشوري خصوصا, والمسيحيين عموما, هم جزء من الحركة السلمية التي تشهدها سورية منذ قرابة أربعة اشهر, فهذا الشعب وعلى مدى التاريخ كان جزء أساسي من النضال الفاعل ضد الاستعمار وبعد الاستقلال ساهموا في بناء الدولة وشاركوا في الحياة السياسية عبر مشاركتهم في الأحزاب الوطنية. ونحن كمنظمة اثورية جزء من الحراك السياسي الوطني, وجزء من ائتلاف إعلان دمشق للتغير الوطني, فنحن في المنظمة اتخذنا قرار المشاركة في الاحتجاجات السلمية, ونشارك في مدينة القامشلي بالتظاهرات السلمية"
وعن التغيير الممكن في سورية, قال السعدي:" نريد ان يتم التغيير في سورية بطريقة سلمية أمنة تدريجية, دون حدوث انكسارات في المجتمع, ونرفض الحديث عن الحرب الأهلية او الطائفية, والشعب السوري على مر التاريخ لم يشهد حروب طائفية او أقلوية, ويتحلى بوعي سياسي وثقافي لذلك لا اعتقد ان مثل هكذا احتمالات بعيدة عن الشارع السوري. والحركة الشبابية التي انتفضت منذ منتصف شهر آذار الماضي, تبنت مبدأ السلمية؛ مما يدل على وعي هذه الشريحة"
وعن الأسباب الرئيسية لعدم مشاركة المنظمة الاثورية في اللقاء التشاوري الذي عقد مؤخرا في دمشق؛ قال كرم دولي عضو المكتب السياسي للمنظمة:" إننا في المنظمة الاثورية كباقي الكيانات السياسية في سورية, من إعلان دمشق الذي نحن جزء منه, وهيئة تنسيق المعارضة, حددنا رؤيتنا لأسس الحوار التي يتوجب توفرها لخلق مناخات ملائمة من اجل إنضاج هذا الحوار ليحقق الغاية المرجوة منه لانتقال البلاد من دولة شمولية يحكمها حزب واحد, الى دولة ديمقراطية مدنية حديثة. وهذه الشروط حددناها في جميع البيانات والوثائق التي نشرت مؤخرا, ولاسيما تغليب الحل السياسي على الحل الأمني والاعتراف بفشله, ونحن أكدنا مرارا الوقف الفوري باستخدام العنف, بالإضافة الى السماح للتظاهر السلمي وإطلاق كافة معتقلي الذين اعتقلوا على خلفية المظاهرات, والإطلاق الفوري لجميع سجناء الرأي والضمير. ونحن طالبنا الأعلام الحكومي بفتح فضائه بشكل أوسع من الأطر الضيقة الذي هو فيه الآن, ووقف الحملة المغرضة على التظاهرات السلمية, وفتح المجال للرأي الأخر والبدء عمليا بالسماح للآخرين بالتعبير عن أرائهم دون اي رقابة او محاسبة. وينقل الصوري كما هي ويكون هذا الأعلام متاحا للجميع. هذه مجموعة من العوامل التي كانت ستبني جسور ثقة بيننا كمعارضة وبين جدية النظام في هذا الحوار, ومن حيث الشكل فان النظام عمل على عقد هذا المؤتمر من طرف واحد اي من طرفه, لذلك رفضنا كمنظمة اثورية المشاركة في هذا اللقاء والمعارضة جميعا في سورية من أحزاب وشخصيات هي أيضا رفضت المشاركة"
وعن اللقاءات والمشاورات التي عقدت بين أطياف المعارضة فيما بينها, قال كرم دولي:" أود ان انوه أننا كمنظمة اثورية ننظر بايجابية الى كل المبادرات من لقاءات تشاورية وائتلافات جديدة بين عدد من الأحزاب والشخصيات المعارضة. ونحن مع كل هذه الجهود المبذولة من اجل دعم مطالب الشارع السوري وانتفاضته السلمية, نحو تحقيق دولة ديمقراطية مدنية تعددية, ونحن كجزء من ائتلاف إعلان دمشق للتغير الوطني, طرحنا رؤيتنا منذ العام 2005, عندما تشكل إعلان دمشق, والتي حددنا منذ ذلك الوقت ان الحوار هو المخرج الوحيد لكل الأزمات التي تعانيها سورية, ونحن طرحنا عقد اجتماعي في وثيقة اعلان دمشق, تتضمن تنازل الجميع من اجل أنجاح هذا الحوار. الا ان النظام الحاكم هو من كان يرفض حتى الاعتراف بالمعارضة كمكون أساسي في هرم الدولة, وهو الآن يحاول بشتى الطرق والوسائل جرنا الى حوار شكلي لا يرقى الى تحقيق طموحات الشعب السوري"
وعن سبل الخروج من الأزمة القائمة في سورية, قال داود داوود عضو المكتب السياسي في المنظمة:" دخلت سورية مرحلة التغيير الحتمي منذ الخامس عشر من آذار الشهر الماضي من العام الحالي, وهذه المرحلة ولدت حياة جديدة للسوريين, وكنا في المنظمة الاثورية قد طرحنا عدد رؤى سياسية للحد من هيمنة الحزب على جميع مناحي الحياة, ومع تصاعد حركة الاحتجاجات ورفع سقف المطالب, لجاء النظام الى اعتماد الحل الأمني في معالجة ألازمة, وهذا ما عقد الأمور وجعلنا نصل الى طرق شبه مسدودة, وكمنظمة اثورية نرى ان الحل السياسي هو الحل الأسلم والأمن لانتقال سورية من مرحلة شمولية يحكمها حزب واحد, الى دولة ديمقراطية تعددية مدنية, تسودها مبادئ العدل والمساواة ويكون جميع المواطنين متساوون أمام القانون, وهذا لا يتم الا عن طريق أطلاق حوار وطني شامل دون إقصاء اي كيان سياسي, ويتطلب عقد هذا المؤتمر رسم خارطة طريق, وجملة من التدابير والإجراءات التمهيدية لعقد هكذا مؤتمر, وبرأيي ان أهمها حق التظاهر السلمي دون خضوعه لأي قانون او أية شروط"
وعن التطلعات القومية للشعب الأشوري في سورية, أكد عضو المكتب السياسي داود داوود:" نحن كمنظمة سياسية وطنية نعمل في الجانب القومي لإحقاق حق الشعب السرياني الأشوري في سورية, لأنه وليد هذه المنطقة ووريث حضارة بلاد ما بين النهرين, ونعمل على الاعتراف والإقرار الدستوري بالشعب السرياني الأشوري كجزء من الشعب السوري, وإعطاء هذا الشعب حقوقه القومية والسياسية والثقافية ضمن أطار وحدة سورية أرضا وشعبا"
فالمنظمة الاثورية الديمقراطية تأسست في حزيران العام 1957, لعبت دورا رئيسيا في الحياة السياسية السورية على الصعيد المحلي, وكان لها دورها البارز في إعلان دمشق الذي تأسس في نهاية العام 2005. وألان هذه المنظمة جزء من الحراك السلمي في سورية وهي مع تطلعات الشعب السوري في بناء دولة ديمقراطية تعدديه, دولة المواطنة والقانون.