العـدد: 420/2011
التاريخ: 2/7/2011
سيـادة الدكتـور بشـار الأسـد
رئيس الجمهورية العربية السورية الأكرم
دمشق(سوريا) – أدو أورغ >>> نوجّه إلى سيادتكم أعطر تحية باسمنا وباسم السريان في العالم ونقول: في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا الغالي، رفعنا الصلاة إلى الله تعالى من أجل سوريا، التي ننتمي إليها، وتحمل اسمنا في الداخل والخارج.
لقد أمضينا مدة شهر كامل في ألمانيا وهولندا، حملنا خلالها الوطن في وجداننا، ومن مقر إقامتنا كنا نوجّه أبناءنا السريان في كل مكان لمناهضة كل مظاهر العنف، والوقوف إلى جانب السلم والاستقرار والأمان، والتركيز على أن يكون الحوار لغة الجميع.
لقد علَّمنا التاريخ الطويل بأن ثقافة المواطنة كلما تعمَّقت في فكرنا، كلما شعرنا بانتمائنا الحقيقي إلى تراب سورية، لهذا فنحن من موقعنا كرئيس أعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، نرى أن زيادة مساحة التعاطي مع الحريات العامة، وتجذّر الوعي بين أبناء الوطن الواحد، يُسهم في إغناء تعدديّة ثقافاته وأطيافه، كي يبقى الجميع أوفياء للوطن الواحد الذي نريد أن يكون دائماً سيداً، مستقراً، كريماً، وحراً، يستظل تحت سقفه كل السوريين، على أن تتوفر لهم التشاركيّة في الممارسة الديمقراطية لحرية المعتقد، والتعبير عن هواجسه ومكنوناته، التي تحقق المزيد من الكرامة والمواطنة المنشودة.
إننا نؤكد لكم ـ يا سيادة الرئيس ـ كما كنا في الماضي، هكذا سندافع في الحاضر والمستقبل عن العدالة الاجتماعية، وسيادة القانون، والسلم الأهلي، والوحدة، والعيش معاً، ونرفض أن تزعزع الفوضى ترابط نسيجنا الوطني السوري، مستعدين مع الشرائح والأطياف كافةً، لمواجهة المخططات الوافدة التي تهدف النيل من مستقبلنا وفق ما نطمح ونريد.
إننا نصلي ـ يا سيادة الرئيس ـ من أجل تعميق الإصلاحات واستمرارها بقيادتكم في كل مفاصل حياتنا العامة في سورية الحبيبة، ونسأل الله أن يقبل أرواح شهداء هذا الوطن الأبرار في ديار الصديقين، ويجعل مثواهم مع الصالحين.
ودمتم.
إغناطيوس زكا الأول عـيـواص
بطـريـرك أنـطـاكـيـة وسـائـر المـشــرق
الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثـوذكـسية في العالم أجمع