بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لتأسيس منظمتكم المناضلة، نتقدم إليكم قيادةً وقواعد بالتهنئة الصادقة آملين أن تتكلل نضالاتكم في سبيل تحقيق أهداف وطموحات الشعب الآشوري السرياني الصديق بالنجاح إلى جانب كافة القضايا الوطنية التي تتطلب حلولاً عاجلة.
تمر بلادنا سوريا في ظروف تاريخية ومفصلية حساسة، حيث تعم المظاهرات والاحتجاجات السلمية المطالبة بالإصلاح والتغيير الديمقراطي السلمي كافة أرجاء الوطن، بعد أن ييئست الجماهير الشعبية من وعود الغصلاح التي لطالما صدرت من السلطة ولم تجد طريقها إلى تنفيذ وبقيت في أدراجها المغلقة، فلجأت إلى ممارسة حقها الدستوري الطبيعي في التظاهر والاحتجاج. ولكن ما يؤسف له هو بدلاً من أن تحتكم السلطة إلى الحكمة وتصغي إلى مطالبها المحقة وتشرع في وضع الحلول لقضاياها، لجأت إلى ممارسة العنف وإطلاق الرصاص الحي على المواطنيين العزّل.
إن هذه التظاهرات ليست وليد تحريض خارجي إو إيعازات من لدن أعداء الوطن كما تروّج له أوساط اسلطة، بل هي نتيجة طبيعية لسياسة الحزب الواحد وتغييب الحريات العامة وإهمال الموسسات الدستورية وسيادة الدولة الأمنية والمسّ بكرامة المواطن الإنسان…، ونرى بأن هذا السلوك والتعاطي الأمني العنفي مع الأزمة يقود البلاد إلى مصير مجهول ونفقً مظلم.
يرى حزبنا أن المدخل الأساس لحلّ هذه القضية الكبرى التي تعصف بالوطن وتهدد استقراره يكمن بضرورة الاعتراف من جانب السلطة بوجود أزمة بنيوية في السلطة وهي نتاج سيادة الدولة الأمنية على مقاليد الأمور لعقود من الزمن تسببت في تكريس الفساد والإفساد ونهب المال العام وتغييب السياسة من المجتمع…، والكفّ عن الإدعاء بوجود مؤامرة واعتبار المحتجين مندسين ومخربين وأدواتٍ بيد جهات خارجية، تلك المعزوفة التي باتت مموجة ومعروفة للجميع، فشعبنا السوري وقواه السياسية ترفض أي تدخل خارجي في شؤونه ويعتمد في نضاله السلمي المشروع على تضحياته وطاقات أبنائه. ومن ثم الشروع بفك الحصار عن المدن المطوقة وسحب الجيش إلى ثكناته وإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي والدعوة إلى عقد مؤتمر وطني شامل وحقيقي للحوار ويضمن حلّ كافة قضايا البلاد، وإقرار دستور جديد يضمن التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع.
مرة أخرى، نبارك لكم ذكرى تأسيس منظمتكم، المنظمة الآثورية الديمقراطية المعروفة بنضالها الوطني، ولنعمل على تكريس وتوثيق عُرى الصداقة والمحبة بين كافة أطياف وطننا الحبيب.
يداً بيد نحو تمتين الوحدة الوطنية من أجل غدٍ أفضل لشعبنا وبناء دولة مدنية عصرية تنعم بالتعدد السياسي والتنوع القومي.
عاشت سوريا حرة كريمة !
ودمتم.
القامشلي 15 / 7 /2011
لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا ـ يكيتي ـ