سانتا ميخائيل
أكد رئيس مجلس النواب العراقي د. أسامة النجيفي ، وفي تصريح خاص لعينكاوة دوت كوم، وخلال تواجده في العاصمة البلجيكية بروكسيل في زيارة رسمية، عدم تسلم رئاسة البرلمان العراقي أي بيان من تجمع مؤسسات الشعب الكلداني السرياني الاشوري والمتعلق باستحداث محافظة للاقليات في سهل نينوى، وعدم مناقشة الامر رسميا في البرلمان ،وان ماقيل في الامر مجرد تصريحات أعلامية .
وقال النجيفي ، ردا على سؤال أذ كانت رئاسة البرلمان العراقي قد تسلمت بيانا عن تجمع مؤسسات الشعب الكلداني السرياني الاشوري ، يطالب باستحداث محافظة للاقليات في سهل نينوى، وهل طرح ممثلي المسيحيين الخمسة الامر للمناقشة في البرلمان.
أجاب النجيفي " لا ابدا ، نسمع من الاعلام فقط بالامر لايوجد شيء رسمي ، لم يتقدم لنا أحد بطلب بهذا الاتجاه . الموضوع يتعلق بالادارة في تلك المناطق ، واعتقد أنها مشكلة الصراع في بعض المناطق على الارض، مما اعطى لتلك المناطق شعورا بالضيق والبحث عن صيغ اخرى، لكن اعتقد أنه ممكن تغيير الامور بالمعالجة السياسية للازمة ، ومكافحة الارهاب الذي يضرب المسيحيين لدفعهم للتجمع في مناطق واحدة وهذا أمر غير حقيقي وغير مقبول" .
واستطرد قائلا "المسيحييون يجب ان يكونو في كل العراق وفي كل المدن وان يعيشو حياة طبيعية وكمواطنيين من الدرجة الاولى حالهم حال أي عراقي أخر، لا يفقدو كنائسهم ولايفقدو معاملهم وتجارتهم ، موضوع الانحصار( اي التجمع) في منطقة محددة أعتقد سيكون مضرا على المسيحيين ويجب ان يكون هناك توجه للتوزيع الجغرافي والوطني والتعايش وليس الانغلاق وحصر المكون المسيحيي في منطقة واحدة ، أنا لا اعتقد ان هذا سيكون في ملحتهم ، لكننا لم نناقش الامر بصورة رسمية هي تصريحات اعلامية لاغير".
وكان رؤساء وقيادت الأحزاب والمؤسسات القومية للشعب الكلداني السرياني الآشوري( تجمع مؤسسات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ) قد طالبو ، في اجتماعا لهم يوم السبت 4 كانون الأول 2010 في ناحية عنكاوا بأربيل شمال العراق، باستحداث محافظة للشعب الكلداني السرياني الآشوري في سهل نينوى( والتي يشكل فيها الأغلبية السكانية) وبالمشاركة مع بقية الأشقاء من المكونات القومية والدينية الأخرى..
وحول موقف رائسة البرلمان العراقي من طرح فكرة أستحداث محافظة في سهل نينوى ليس فقط للمسيحيين بل لكل الاقليات في المنطقة من شبك وايزيدين وغيرهم، قال النجيفي " هذا الامر يجب ان يكون برأي الجميع وليس المسيحيين فقط ، اذ هناك شبك وايزيدين وعرب في تلك المناطق ولديهم قوى سياسية تمثلهم، وهم بالتاكيد جزء من محافظة نينوى ، والمحافظة غير قابلة للتقسيم ، نحن نؤكد على وحدة اراضي المحافظة بحدودها الدستورية المعروفة ، لكن طريقة التعامل مع اسلوب الادارة هذه مسائل تناقش مع المحافظة ومجلس المحافظة ومن خلال ممثليهم في المحافظة".
وعن وجود اجندة خارجية تهدف لتطهير العراق من الاقليات الغير مسلمة، من خلال استهدافهم وضربهم لدفعهم لترك العراق ، قال النجيفي " طبعا ، هي أجندة ارهابية تضرب كل العراق حقيقة، لكن موضوع المسيحيين ظهر بشكل اوضح لوجود اهتمام دولي اكثر ، وظهر عليهم التثير بشكل مباشر، والا هناك مئات الالاف من الاخرين الذين قتلو من المسلمين ومن كل المذاهب ومن العرب والاكراد، وانا اقول انه بالتاكيد هناك اجندة أرهابية لضرب كل العراق وتمزيق العراق ودفع اهل العراق للهجرة للخارج، اجندة أقليمية وأجندة أرهابية لعصابات معينة، ويجب ان نعالج هذا الامر وان يتمسك الجميع بارضهم وعدم تركها ابدا، واعتقد أن القوى السياسية والمكونات العراقية تستطيع أن تتفاهم وتحل المشاكل وتقمع الارهاب وأن تتعايش دون الخروج من البلد، لان الخروج يعني تغيير ديموغرافية هذا الشعب، وهو شعب أصيل ذو تنوع منذ مئات السنيين".
وكان النجيفي ، في كلمة له ، أمام لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الاوروبي، يوم الثلاثاء 12 تموز ، قد طالب الاوروبيين بعدم تقديم تسهيلات لهجرة مسيحيي العراق، وقال "بالتاكيد الاقليات في العراق تاثرت نتيجة الصراعات الطائفية التي حدثت بعد الاحتلال ، وقد قتل من العراقيين عشرات الالاف، وبالتاكيد استهدفت الاقليات كجزء من الاستهداف الكامل لكل الشعب العراقي، لكن بسبب الاهتمام الدولي وقلة عدد هذه الشرائح المهمة بالنسبة لنا تاثرت الاقليات بشكل مباشرة"، وتابع مشددا " البرلمان العراقي مهتم جدا بتثبيت المسيحيين في وطنهم ، وعدم السماح لهم بالهجرة الى دول الغربة، هذا الوطن هو وطن الجميع والمسيحيين جزء اصيل من الشعب العراقي وكنائسهم قائمة منذ مئات السنيين ، ولم تكن هناك ثقافة عراقية بالاعتداء على المسيحيين ، هناك مصاهرة وعلاقات تجارية وهناك مشاركة سياسية في السابق حيث في الدولة العراقية الحديثة في العشرينيات القرن الماضي كان هناك وزراء مسيحيين في الحكومة وكان لهم دور فاعل، والان هناك وزراء ، لكن ما تعرض له المسيحييون خطير ويحتاج الى تعاون من البرلمان العراقي والقوى العراقية والبرلمان الاوروبي ، انا اقول انه يجب ان لايكون تسهيل لخروج اللاجئيين المسيحيين وتوفير كل المستلزمات في اوروبا حتى لايكون هناك تسهيل لهجرتهم وتسهيل لمن يريد العمل على استهدافهم في العراق".
وتابع موجها كلامه للاوروبيين "يجب ان نتعاون نحن وانتم لتثبيت المسيحيين داخل العراق وحمايتهم وتوفير فرص العمل وتشكيل قوات أمنية لحمايتهم وان تبقى الاواصر قائمة بينهم وبين المسيحيين وباقي المذاهب والاديان العراقية" .
مشيرا لجملة توصيات قدمها البرلمان العراقي حول وضع المسيحيين، قائلا " البرلمان العراقي ناقش هذا الموضوع في بداية عمله في الشهر الاول من مباشرة عمله البرلماني واصدر توصيات مهمة للحكومة العراقية تتلخص في تشكيل قوة عسكرية من المسيحيين لحماية مناطقهم المسيحيين خصوصا في محافظة نينوى ، ومنح تعويضات مالية للمتضرين منهم ، وتسهيل عودة المهاجرين منهم للخارج وتقديم تعويضات مجزية لهم وخلق فرص عمل لهم في مناطق سكناهم ي محافظاتهم الاصلية او المناطق التي انتقلو اليها في العراق "، كاشفا عن وجود لجنة برلمانية برئاسة ممثل المسيحيين يونادم كنا لمتابعة تنفيذ الحكومة للتوصيات ولابد من التعاون لعودة من هاجر من المسيحيين وتثبيت الموجود في أرضه ".
مشددا على " أن اخراج المسيحيين من العراق جريمة لن نقبل بها وسنتصدى لها ونأمل تعاونكم في سبيل بقائهم في ارضهم والعيش بسلام مع اخوانهم العراقيين".