انشخيدي(سوريا) – أدو أورغ >>> أحيت المنظمة الاثورية الديمقراطية ـ فرع اوروبا ذكرى الرابعة والخمسين على تأسيسها، وذلك يوم الاحد 17 تموز 2011 في مقر نادي بيث نهرين بمدينة انشخيدي.
قدم مسؤول منطقة هولندا السيد سنحريب ميرزا لمحة موجزة عن مسيرة المنظمة ومراحل نضالها، ثم تحدث السيد شليمون حداد سكرتير الاتحاد الأشوري العالمي فرع أوربا وقدم التهنئة والتبريكات للمنظمة في عيد تأسيسها. وبعدها ألقى السيد عبدالأحد اسطيفو مسؤول فرع اوروبا محاضرة قيمة شرح فيها بشكل مفصل الأوضاع الحالية في سوريا والمهجر ونشاطات المعارضة على مختلف الأصعدة. بدا السيد اسطيفو حديثه مذكرا أن الشعار الذي أطلقوه الرفاق في المرحلة التأسيسية كان " النضال من أجل الوجود والحرية "، هذا الشعار لا يزال حتى اليوم حياً ليس فقط لدى غالبية شعبنا الأشوري السرياني، بل يردده أيضا الشعب السوري كل يوم جمعة بكل أطيافه في شوارع القرى والمدن السورية. ثم تحدث عن ما يجري اليوم في سوريا وانقسام المشهد والشارع بين تيار معارض يطالب بإسقاط النظام سبيلا للحرية والديمقراطية والكرامة، وآخر موال يطالب النظام القائم بتحسين الأوضاع المعيشية وإعطائه الوقت والفرصة لتطبيق الإصلاحات التي وعد القيام بها.
وفي هذا الإطار تطرق شارحا أن ما يحدث اليوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقا، حدث في سبعينيات القرن الماضي في اوروبا وفي ثمانينياته في أمريكا اللاتينية حيث اختارت الكنيسة الكاثوليكية الوقوف إلى جانب الشعوب. وكذلك في التسعينيات حين اجتاحت حركات التغيير دول أوربا الشرقية. إن هذه المظاهرات والاحتجاجات والانتفاضات والثورات لم تقم بسبب مؤامرات خارجية كما تدعي الحكومات والأنظمة، وإنما هي نتيجة حتمية لحقبة تاريخية سيطرت عليها أنظمة عسكرية أمنية شمولية، ركائزها القمع والفساد وتوريث السلطة وحكم الحزب الواحد، ونعيش اليوم آخر فصولها، وسوف تسرع، دون شك، وسائل ووسائط الاتصال والتطورات المعلوماتية الهائلة في تفكك وانحلال وسقوط هذه الأنظمة. فالحرية والتغيير أصبحا مطلبا عاما وليس خاصا بفئة أو شريحة معينة من المجتمع. وفي حديثه عن إدارة وتعامل السلطات السورية مع هذه الأزمة، ركز السيد اسطيفو على أن الخيارات الأمنية والعسكرية وسياسات العصي والجزرة والالتفاف والتخوين والمماطلة خلقت مناخات وأجواء عدم الثقة بين المعارضة والسلطة تزداد تعقيدا يوم بعد يوم مع زيادة دماء الشهداء .
ثم تكلم عن المعارضة قائلا أن المعارضة الحقيقية والفعالة موجودة في الداخل، أما معارضة الخارج فيقتصر دورها على تقديم الدعم والمساندة. إن معارضة الخارج بدأت تنظم ذاتها وعقدت عدة مؤتمرات في الخارج: مؤتمر انطاليا، وبروكسل، واسطنبول. صحيح إن هناك إشكاليات ووجهات نظر مختلفة بين صفوف مكوناتها حول قضايا وأمور هامة وحساسة بعضها تتعلق بمتطلبات هذه المرحلة مرحلة الانتفاضة والتغيير، وبعضها الآخر يؤسس لبناء الوطن سوريا الجديدة.
وأكد أن موقف المنظمة من كل هذا الحراك السياسي ينبثق من موقف إعلان دمشق وهيئاته في الداخل والخارج، وضمن نطاق عمله الوطني، وبالتنسيق والتشاور مع شركائنا في الوطن. وكل حزب أو تنظيم حر في نشاطاته ومواقفه. والمنظمة ترى بأنّ شعبنا الآشوري السرياني هو جزء أساسي وأصيل من النسيج الوطني السوري، وأنّ حلّ مشاكله ونيل حقوقه القومية المشروعة، يرتبط ارتباطا وثيقا بحلّ وطني ديمقراطي شامل، ينطلق من مفهوم الشراكة الوطنية الكاملة، ويستند على قيم ومفاهيم العيش المشترك.
لهذا تعمل المنظمة وبالتعاون مع كافة القوى القومية والوطنية والديمقراطية المعارضة في سوريا على الإقرار الدستوري بحالة التنوع القومي في البلاد، والاعتراف الدستوري بالوجود والهوية القومية والثقافية لشعبنا الآشوري السرياني باعتباره شعبا أصليا، وضمان كافة حقوقه القومية والسياسية، واعتبار لغته وثقافته السريانية لغة وثقافة وطنية، وذلك ضمن إطار وحدة البلاد أرضا وشعبا.
ثم تابع قائلا: إن الشارع المسيحي يخاف من التغيير ويتخوف ويقلق على مستقبله، وهذا ينعكس على تفاعله مع الحراك السياسي في سوريا. هذا نعرفه نحن كمنظمة أثورية ونفهمه. لكن كل مراقبي المشهد السياسي السوري خلال الأربعة عقود الماضية يدركون أن النظام الحالي في سوريا لم يحمي ولن يحمي لا المسيحيين ولا بقية الأقليات ، ولكن يحمي نفسه وبقائه في السلطة ، وعندما تتطلب مصالحه لا يتوانى عن الاستغناء عنهم. وفي هذا الإطار نقول بأن وضع المسيحيين اليوم في سوريا أفضل منه بقية الدول في الشرق الأوسط.
وما نطلبه هو المساواة كمواطنين سوريين أشوريين سريان ـ ثلاث مفردات مترادفة ـ وليس مواطنين من درجة ثانية أو ثالثة أو أهل ذمة، إننا لن نكون لا حطبا لاشتعال نيران الغير ولا دلاء ماء لتدوير طواحينهم. وان المنظمة ومعها كافة القوى القومية والوطنية المعارضة ضد التدخل العسكري الأجنبي في شؤون البلاد. نحن لسنا معارضة فقط للمعارضة ونريد التغيير فقط للتغيير. المنظمة تتحمل كل النتائج المترتبة على موقفها هذا من الاحتجاجات والتظاهرات وستشارك فيها وتقف إلى جانب الشعب السوري في مطالبته في الحرية والديمقراطية والكرامة.
اما عن موقف والعلاقات مع رؤساء كنائس شعبنا اكتفى بالقول: لدينا علاقات طيبة مع جميع كنائسنا في سوريا ونجري اتصالات معهم عند الحاجة ونتشاور حول معظم القضايا التي تهم الوطن والمواطن في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها.
كما قدمت السيدة حاوا ميخائيل باسم الجمعية الأشورية الهولندية باقة زهور لكل من السيد أسطيفو والسيد سنحاريب ميرزا، وتلت برقية الجمعية مقدمة التهاني والتبريكات بعيد تأسيس المنظمة الاثورية الديمقراطية .
وبعد ان رد السيد أسطيفو على جميع الأسئلة والاستفسارات ، اختتم حديثه داعيا أحزابنا وتنظيماتنا الى أن تعمل معاً، وتضع الخلافات جانباً لأن وضع شعبنا الآشوري السرياني في هذه المرحلة العصيبة والخطيرة يحتم علينا جميعا رص صفوفنا وتوحيد طاقاتنا والقيام بالمسئولية القومية والوطنية الملقاة على عاتق كل واحد منا .