خالد يعقوب عويس
عمان(الاردن) – رويترز >>> قال سكان ان دبابات سورية اقتحمت مدينة حماة السورية في ساعة مبكرة من صباح الاحد مما أسفر عن سقوط 45 قتيلا على الاقل من المدنيين بعد نحو شهر من محاصرة المدينة التي شهدت بعضا من أكبر المظاهرات ضد حكم الرئيس بشار الاسد.
وابلغ طبيب طلب عدم نشر اسمه خشية اعتقاله رويترز أن عدد القتلى في مدينة حماة السورية ارتفع الى 45 على الاقل مضيفا أن مستشفيات بدر والحوراني والحكمة استقبلت القتلى.
واضاف عبر الهاتف من المدينة التي يسكنها نحو 700 الف شخص ان عشرات الاشخاص اصيبوا وان هناك نقصا في عمليات نقل الدم. وتابع بينما كانت اصوات اطلاق نيران الاسلحة الالية تدوى في الخلفية "الدبابات تهاجم من اربعة اتجاهات. انهم يطلقون نيران اسلحتهم الالية الثقيلة بشكل عشوائي ويجتاحون حواجز طرق مؤقتة اقامها السكان." وقال أحد السكان "اعداد القتلى والجرحى اكبر. الجثث ملقاة في الشوارع" مضيفا أن قناصة صعدوا الى اسطح شركة الكهرباء الحكومية والسجن الرئيسي.
وذكر سكان أن قذائف الدبابات تسقط بمعدل أربع في الدقيقة داخل وحول شمال حماة وأنه تم قطع الكهرباء والمياه عن الاحياء الرئيسية وهو أسلوب يتبعه الجيش في اقتحام البلدات لسحق المحتجين. ويحاول الاسد سحق انتفاضة اندلعت في مارس اذار ضد حكمه المستمر منذ 11 عاما مستلهمة ثورتي تونس ومصر وانتشرت في شتى انحاء سوريا. وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين منذ بدء الانتفاضة مما يصعب من التحقق من صحة تقارير الاشتباكات.
وشهدت حماة مذبحة عام 1982 عندما ارسل الرئيس الراحل حافظ الاسد قواته لسحق انتفاضة كان يقودها اسلاميون مما ادى الى سقوط ما يصل الى 30 الف قتيل. وزار السفير الامريكي لدى سوريا روبرت فورد المدينة في وقت سابق من الشهر الحالي في بادرة على الدعم الدولي لما وصفها بالمظاهرات المطالبة بالديمقراطية.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي كان في وقت من الاوقات احد الحلفاء الرئيسيين للاسد قال في مايو ايار "نحن لا نريد ان نرى مذبحة أخرى في حماة" محذرا بشار البالغ من العمر 45 عاما من انه سيكون من الصعب احتواء العواقب اذا تكررت. وتنحي القيادة السورية باللائمة على "مجموعات ارهابية مسلحة" في أغلب حالات القتل خلال الانتفاضة قائلة ان اكثر من 500 جندي ورجل امن قتلوا.
وقالت جماعة افاز العالمية النشطة في تقرير الاسبوع الماضي ان قوات الامن السورية قتلت 1634 شخصا كما اختفى 2918 على الاقل في الحملة التي يشنها الاسد وقالت ان 26 ألفا اعتقلوا من بينهم عدد كبير تعرض للضرب والتعذيب وان 12617 ما زالوا محتجزين.
وفي شرق البلاد بدأت القوات السورية هجوما كبيرا قبل يومين في محافظة منتجة للنفط على الحدود مع المنطقة السنية في العراق. وقالت جماعة للنشطاء ان خمسة مدنيين على الاقل قتلوا يوم السبت عندما قصفت القوات السورية مدينة دير الزور في شرق سوريا في ثاني يوم من الهجوم بالدبابات التي تدعمها الطائرات الهليكوبتر على المدينة.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان 57 جنديا في دير الزور بينهم ضابطان برتبتي ملازم ونقيب انضموا الى المتظاهرين مضيفا ان السكان شكلوا لجانا محلية ونصبوا حواجز مؤقتة في محاولة لوقف تقدم الدبابات والعربات المدرعة الى داخل المدينة. واضاف في بيان ان أرتالا اضافية من الدبابات تتجه الى دير الزور. وتابع ان قوات الامن تستخدم الاسلحة الثقيلة مشيرا الى أنها بذلك تشن حربا على شعبها.
وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء "مجموعات مسلحة في دير الزور قامت بقطع بعض الطرق واقامة حواجز في شوارع المدينة وترهيب المواطنين. كما هاجمت هذه المجموعات قوات حفظ النظام ومقر شرطة النجدة وسرقت بعض الاسلحة والذخائر. "وتصدت قوات حفظ النظام لهذه المجموعات المسلحة وجرى تبادل لاطلاق النار وما زالت عناصر حفظ النظام تلاحق هذه المجموعات المسلحة وتتعامل مع الوضع هناك بالطرق المناسبة.. وعبر أهالي دير الزور عن تخوفهم من أفعال هذه المجموعات المسلحة وأكدوا رفضهم لهذا الاعمال التي تسيء للوطن عامة ولدير الزور وأهلها خاصة."