واشنطن – راديو سوا >>> وصفت الولايات المتحدة تحرير سجناء سياسيين في سوريا بالخطوة غير الكافية، وقالت إن على الحكومة السورية إطلاق جميع السجناء السياسيين والمباشرة بالإصلاح. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر إن ما يهم هو الأفعال وليس الأقوال. وأضاف "سوف يقيم المواطنون السوريون حكومتهم بناء على أفعالها. وإطلاق سراح بعض السجناء السياسيين لا يعني إطلاق جميع السجناء.
وما نتطلع إليه هو الإفراج عن جميع السجناء السياسيين وإنهاء العنف الذي تواصل القوات السورية القيام به ضد المواطنين المدنيين". وشدد تونر على أهمية التحرك قدماً نحو تحقيق الإصلاح في سوريا. وقال "نريد رؤية تحرك ملموس نحو الإصلاح وبذل جهد لإشراك المعارضة بصورة جدية والاستماع إلى مطالبها والسعي لتلبيتها".
هيئة للحوار
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أعلن تشكيل هيئة تكون مهمتها وضع الأسس لحوار وطني في سوريا وتحديد آلية عملها وبرنامجها الزمني. وطلب الأسد من أعضاء هذه الهيئة صياغة الأسس العامة للحوار المزمع البدء به بما يحقق توفير مناخ ملائم لكل الاتجاهات الوطنية للتعبير عن أفكارها وتقديم آرائها ومقترحاتها بشأن مستقبل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سوريا. كما بادر الأسد إلى الإفراج عن مئات السجناء السياسيين، لتهدئة الاحتجاجات التي تعصف بالبلاد. وأوضح رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن السلطات السورية أفرجت الأربعاء عن مئات السجناء السياسيين وسجناء الرأي غداة إعلان سوريا عن عفو عام.
استمرار أعمال العنف
في غضون ذلك، استمرت السلطات السورية باستعمال العنف ضد المتظاهرين. وأعلن عبد الرحمن مقتل ستة مدنيين الأربعاء في الرستن وتبليسة في منطقة حمص بوسط سوريا، مؤكداً أنه تم نقل 20 جثة إلى المستشفى الوطني في حمص. فيما اتهمت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش الأربعاء سوريا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" خلال قمع التظاهرات في مدينة درعا في جنوب البلاد حيث انطلقت شرارة الاحتجاجات.
مؤتمر المعارضة
في غضون ذلك، يواصل مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في أنطاليا بتركيا أعماله الخميس بمشاركة نحو 300 شخصية، وكان قد أنهى يومه الأول متجاهلا العفو الرئاسي الذي أعلنه الرئيس السوري بشار الأسد عن السجناء السياسيين، في حين دعا غالبية الخطباء إلى العمل على إسقاط النظام. ومن المقرر أن يصدر المؤتمر توصياته التي ستشمل "خطة عمل" للمستقبل حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن احد المشاركين. وحول البيان الختامي، أكد رئيس وفد الإخوان المسلمين ملهم الدروبي أن مطالب المؤتمر هي ما يطرحه الشعب السوري.
وقال لـ"قناة الحرة" "نحن منذ بدء الثورة كنا نطالب بمطالب الشعب السوري الذي يقول نريد الحرية لسوريا، ونريد الإصلاحات الجذرية الحقيقة لسوريا". وأضاف "يجب أن يفهم الجميع أن مطالب اليوم هي غير مطالب الأمس. ومطالب الشعب السوري بعد أن سفكت دماؤه غير مطالب الشعب السوري قبل أن تسفك دماؤه. بشار الأسد أصدر ما يسمى عفوا عن المعارضة السورية، الأولى به أن يصدر اعتذارا لها بعد أن قتل آلاف الشعب السوري من أطفاله ونسائه ورجاله. نحن كجماعة معارضة لا نملك أن نتخلى عن حق هذه العوائل في دماء أبنائها".
"نظام تعددي سياسي وحزبي"
من جانبه، عدد المتحدث باسم التجمع الوطني الديموقراطي المعارض في سوريا حسن عبد العظيم جملة من المطالب التي لم تتجاوب معها القيادة السورية حتى الآن. وقال لـ"راديو سوا" "نطالب بالسماح بالتظاهر السلمي وسحب القطاعات العسكرية والأمنية حتى يتمكن المواطنين من التعبير عن مطالبهم سلميا من خلال الاحتجاج والتظاهر.
وتنهي حكم الحزب الواحد، وتنهي احتكار السلطة. والمطلوب معاقبة الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين وإحالتهم إلى لجنة التحقيق القضائية ومحاسبتهم. ومطلوب دعوة من الرئيس لحوار وطني شامل يؤمن الانتقال من نظام شمولي قائم على حزب واحد إلى نظام تعددي قائم على التعددية السياسية والحزبية".
وفي المقابل، قال عضو مجلس الشعب السوري السابق صابر فلحوط إن السلطات السورية عازمة على تطبيق القانون في حال أصرت المعارضة على اعتماد الشارع وسيلة لتحقيق غاياتها. وأضاف لـ"راديو سوا" "سيكون القانون الفيصل بين النظام السياسي وبين الموالين له أو المعارضين".