الرئيسية / اخبار اشورية / المنظمة الآثورية الديمقراطية تطرح رؤيتها حول الأحداث الراهنة في سوريا في الذكرى 96 لسيفو في القامشلي
لمزيد من الصور افتح هذا الرابط

المنظمة الآثورية الديمقراطية تطرح رؤيتها حول الأحداث الراهنة في سوريا في الذكرى 96 لسيفو في القامشلي

لمزيد من الصور افتح هذا الرابط

كميل شمعون

القامشلي(سوريا) – زهريرا نت ++ كبرئيل موشي مسؤول المكتب السياسي في المنظمة الآثورية : أعتدنا أن نكون ضحايا في السياسة . . آن الأوان أن نكون شركاء نساهم في صنع مستقبل بلادنا وأبنائنا. ستبقى ذكرى سيفو 24 نيسان جرحا ينزف في خاصرة أمتنا، إلى أن يعترف مرتكبو هذه المجازر بما اقترفت أياديهم . . هذا ما أكد عليه الأستاذ كبرئيل موشي مسئول المكتب السياسي في المنظمة الآثورية الديمقراطية، أمام جمع من أبناء شعبنا في الذكرى السادسة والتسعون لأحداث سيفو، التي أقيمت في مقر المنظمة في قلب مدينة القامشلي في 30 نيسان 2011.

فأمام لوحة فنية كبيرة تمثل تلك النكبات المؤلمة والإبادة الجماعية، التي تعرض لها أبناء شعبنا في ذلك الصيف الحار من عام 1915، وقف الزميل جميل دياربكرلي ليطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت على دماء شهداء أبناء شعبنا والوطن، و ليستحضر بعد ذلك كل ما جرى لأبناء شعبنا الكلداني الآشوري السرياني، والمسيحيين عموما في أرجاء الإمبراطورية العثمانية السيئة الصيت، حيث كانت البداية في 24 نيسان 1915 في عهد السلطان محمد رشاد، وجرت على مرحلتين المرحلة الأولى حيث استهلت باستهداف الشعب الأرمني والثانية شملت أبناء شعبنا في طورعبدين وكل المسيحيين في الإمبراطورية، وتعرض دياربكرلي أيضاً في مقدمته إلى الدور الذي لعبه الأكراد في المأساة الكلدانية الآشورية السريانية، حيث تأرجح دورهم بين مشاركة بعض العشائر والأكراد فيها كأدوات ، وبين رفض البعض الآخر منهم لما حدث والذود عن بعض المسيحيين.

وعن رأي المنظمة وحقيقة موقفها مما يحدث الآن في سوريا، والدور الذي تلعبه في هذا الحراك الوطني، قدم الأستاذ كبرئيل موشي محاضرة سياسية تجيب عن هذه التساؤلات.
وأستهل موشي محاضرته بالتأكيد على إن هذا الجرح سيبقى مفتوحا، ولن يندمل، وهو جرح نحمله في عقولنا وقلوبنا وهو مصدر حزن لنا، ستبقى ذكرى سيفو جرحا ينزف في خاصرة أمتنا، إلى أن يعترف مرتكبو هذه المجازر بما اقترفت أياديهم، وسنبقى كمنظمة نعمل على ذلك مع الأحزاب الآشورية الأخرى وأبناء شعبنا حتى يتم الاعتراف.

وعن الأوضاع الراهنة في سوريا، تحدث موشي بإسهاب وخصص لها الجزء الأكبر من محاضرته وجاء فيها:
إن سوريا تمر بمرحلة صعبة، وإن هناك نقلة نوعية حدثت عند شعوب المنطقة لم تكن متوقعة، فمن مسيرات الولاء والتأييد إلى التعبير بحرية عن الرأي والمطالبة بالحرية في منطقة حول فيها الحكام أبناءها إلى رعايا خاضعين في خدمة الحاكم، إن ما وحد الجميع هو الخوف واستشراء الفساد، وإن اليأس هو الذي أوصل شخص مثل ( البو عزيزي ) إلى حرق نفسه نتيجة القهر، ليتحول إلى شرارة هب سعيرها في كل أرجاء المنطقة، وذلك بسبب غياب الحريات والفساد والقهر التي أصبحت عناوين تميز هذه المجتمعات، وسوريا مثلها مثل دول هذه المنطقة ولا تختلف عنها إلا في تفاصيل قليلة ، مما أدى إلى انتقالها إلى سوريا أيضاً ، وأدى إلى تأثر الشباب السوري ودفعته إلى الاجتماع وكسر حاجز الخوف، والتمرد على منظومات أمنية كان يُظن إنه يستحيل التمرد عليها أو تحديها .

إن السلطة السورية أجرت بعض الإصلاحات ولكنها لم تلامس جوهر المشكلة كاستئثار الحزب الواحد مثلا ، وإن حركة الاحتجاجات في غير مكان من البلاد، لم تكن نابعة إلا من حاجات الشعب السوري ومعاناته، وليس لها أي علاقة بحسابات أو أجندات خارجية، وهو حراك سلمي ، ولكن السلطة قابلته بالعنف والقمع مما أدى إلى استشهاد بعض أبناء الشعب السوري من ضباط وجنود ومدنيين، وهذا أدى إلى انهيار جدار الخوف كانهيار جدار برلين، ورغم إن هذه الاحتجاجات لم تتحول إلى ثورة عارمة، إلا إننا نجد إن السلطة اعتبرت بعض مطالبها محقة، وتمت الاستجابة لها وكانت تنازلات من السلطة، وكان رفع قانون الطوارئ أهم هذه التنازلات ولكن الملفت هو ازدياد القمع والاعتقالات بعد رفع هذا القانون، كاعتقال السيد حازم النهار، والسيد حسن عبد العظيم ،لا لشيء إلا لأنهم كشفوا حقيقة ما يحدث على الساحة السورية>

كما قدمت السلطة بعض التنازلات للقوى الأصولية كإعادة المنقبات إلى أعمالهن، ومع صدور هذه المراسيم لم تتوقف حركة الاحتجاجات، لأنها لم تلبي الشق السياسي الذي سيؤدي إلى التحول الديمقراطي في البلاد، والذي نراه كمنظمة إن هناك هوة بين النظام والشعب وهذه الهوة تملأها الكثير من الدماء التي نتمنى أن تتوقف سيولها، وقد لجأت السلطة إلى كافة الوسائل في التصدي لهذا الحراك إعلامياً وامنياً وذلك بغية تشويه صورته، فإذا كانت هناك مؤامرة فلماذا ترفع حالة الطوارئ، وإن الحل الأمني سيدول المشكلة وسيستجلب التدخل الخارجي في الشأن السوري ونحن نرفض ذلك.

وعن موقف المنظمة الآثورية الديمقراطية، نوه السيد مسئول المكتب السياسي إلى إن الموقف الذي اتخذته المنظمة اتسم بالحكمة والعقلانية، وهو منسجم مع برنامجها السياسي الذي يتضمن إجراء إصلاحات سياسية ديمقراطية تدريجية تقي البلاد مخاطر الفوضى لأن السلم الأهلي هو مطلب كل الشعب السوري، وتضمن أيضاً إطلاق الحريات العامة، وإنهاء احتكار حزب البعث بإلغاء المادة الثامنة من الدستور، وإلغاء المادة الثالثة من الدستور التي تنص على إن الإسلام هو دين الدولة ، وفصل السلطات واستقلال القضاء، وهي دعوات رفعناها في كل المؤتمرات التي شاركنا فيها منذ عام 2005، ونحن ندعوا كمنظمة إلى عقد مؤتمر وطني شامل يضم كل أبناء الوطن وفعالياته السياسية لبناء وطن عصري، والتوافق على دستور جديد.

أما عن دور المنظمة في المظاهرات وفي القامشلي تحديدا ، وانسجاما مع مبادئها ورؤيتها ووجود شعبنا في الوطن، وموقعها ضمن الائتلافات الداخلية على حد تعبير موشي، فهي منذ البداية دعمت الحراك السلمي، وسعت وتسعى دوماً إلى تشكيل شبكة أمان اجتماعي درئاً لحدوث أي طارئ بين مكونات الجزيرة ، وقررت المنظمة ومن خلال شبيبتها المشاركة في هذه التظاهرات السلمية مع العرب والأكراد، ونحن ندرك صعوبة المرحلة ونتفهم خيارات وآراء شعبنا المخالفة لتوجهاتنا، وهي مستوحاة من الإرث الدامي للنكبات التي تعرضنا لها ، ولكن آن لنا الخروج من دور الضحية والخوف من الآخر، آن لنا أن نتفاعل مع الآخر ونكون أقوياء في هذا الدور الجديد، أعتدنا أن نكون ضحايا في السياسة . . آن الأوان أن نكون شركاء نساهم في صنع مستقبل بلادنا وأبنائنا.

وبعد انتهاء المحاضرة أجاب السيد كبرئيل موشي عن كافة الأسئلة والتعقيبات والمداخلات التي طرحها الحضور حول محاور محاضرته ومضمونها.
وقد طرحنا عليه كإعلام آشوري هذا السؤال : هناك فجوة اعترفتم بوجودها بينكم وبين أبناء شعبنا في الموقف من المظاهرات الراهنة في سوريا . . هل ستبادرون كمنظمة إلى إجراء حراك داخلي ( كلداني آشوري سرياني ) لرأب هذه الفجوة، وهناك نقاط يطرحها الشارع السرياني الآشوري، وهي من عمق هذه الفجوة، بأن يكون لكم مطالب خاصة كإلغاء المادة ثلاثة من الدستور ومطالبات بحقوق قومية وثقافية تلامس تطلعات أبناء شعبنا ؟

وأجاب عن ذلك بإسهاب مع الشكر للفت الانتباه إلى بعض النقاط المهمة لرأب هذه الفجوة معتبرا كل مطالب أبناء شعبنا محقة وقد تطرح في مرحلة قادمة.

شاهد أيضاً

الائتلاف الوطني يدين اختطاف الناشط الصحفي حسام القس

04-06-2021 تصريح صحفي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية دائرة الإعلام والاتصال 04 حزيران، 2021 …