الرئيسية / أخبار سوريا / الالاف يتظاهرون في سوريا بعد صلاة جمعة الحرائر

الالاف يتظاهرون في سوريا بعد صلاة جمعة الحرائر

خالد يعقوب عويس

عمان(الاردن) – رويترز >>> قال ناشطون وشهود عيان ان الاف السوريين خرجوا في مظاهرات بعد الصلاة يوم الجمعة في مواصلة لحملتهم المستمرة منذ شهرين والتي تستهدف انهاء الحكم الشمولي على الرغم من الاجراءات الصارمة التي يقوم بها الجيش والتي أدت الى مقتل المئات.

ومع حظر دخول الصحفيين المستقلين الى سوريا لم يستن تقييم عدد المشاركين في المظاهرات على وجه الدقة ولا مقارنتهم بالمتظاهرين الذين خرجوا في الاسابيع السابقة في احتجاجات ضد 40 عاما من حكم حزب البعث برئاسة الرئيس السوري بشار الاسد ومن قبله والده حافظ الاسد.

وتشير التقارير المبدئية التي تصل الى المراسلين في الخارج الى أن الوجود العسكري الكثيف فشل في ردع العديد من المحتجين على الرغم من الهجمات العسكرية على بعض المدن والبلدات والتي قال اعوان للاسد انها نجحت في تحويل الدفة في غير صالح المعارضة. ولم ترد تقارير فورية عن سقوط قتلى أو جرحى.

وبعد موجة من الضغوط السياسية والدبلوماسية المتزايدة يبدو ان الحكومة التي القت باللائمة في الاضطرابات على جماعات اسلامية مسلحة قد امرت القوات العسكرية بالانسحاب وقال ناشط حقوقي ان معاونة للرئيس السوري اخبرته ان الاسد أمر قوات الجيش والشرطة بعدم اطلاق النار على المحتجين. ورفع الاسد حالة الطوارئ المفروضة على سوريا منذ 48 عاما لكنه ارسل دباباته الى عدة مدن لاخماد الاحتجاجات.

وقال شهود عيان ان دمشق شهدت احتجاجات وكذلك مدينة حماه التي سحق فيها الاسد الاب انتفاضة للاسلاميين المسلحين عام 1982. وقال معارض كردي بارز ان الالاف أيضا خرجوا في مظاهرات في ثلاث بلدات في شرق سوريا. وقال شاهد في مدينة حماه على بعد 270 كيلومترا الى الشمال من العاصمة حيث تجمع المتظاهرون في الميدان الرئيسي بالمدينة "انا اسير بين حشد هائل… انهم يأتون من كل اتجاه." واضاف ان قوات الامن لم تتعرض لحشود المحتجين. ولم يتسن تحديد عدد المتظاهرين.

وقال شهود عيان في حي البرزة وضاحية سقبا ان المحتجين هتفوا قائلين "الشعب يريد اسقاط النظام" وهو الهتاف الاكثر شهرة في الانتفاضات الشعبية التي انتشرت في الوطن العربي ونجحت في الاطاحة برئيسي كل من مصر وتونس في وقت سابق من هذا العام. واتخذ المحتجون صلاة الجمعة نقطة للتجمع لانها الفرصة الوحيدة أمامهم لحشد أكبر عدد ممكن من الناس. وشهدت ايام الجمعة سقوط أكبر عدد من القتلى في موجة من الاضطرابات حيث تقول جماعات حقوقية ان ما بين 600 و800 شخص قد قتلوا.

وقال الناشط الحقوقي لؤي حسين ان بثينة شعبان مستشارة الاسد اخبرته يوم الجمعة انه قد "صدرت اوامر رئاسية حاسمة بعدم اطلاق النار على المتظاهرين وان من ينتهك ذلك سيتحمل المسؤولية كاملة." واصدرت شعبان بيانا مشابها عندما بدأت الاحتجاجات في مارس اذار. والقت السلطات منذ ذلك الوقت باللائمة في أغلب أعمال العنف على "الجماعات الارهابية المسلحة" التي يدعمها اسلاميون وأطراف أجنبية.

وقالت اللجنة الدولية للحقوقيين ومقرها جنيف ان القوات السورية قتلت 850 شخص واعتقلت الالاف وقصفت المدن بشكل عشوائي خلال الاحتجاجات. وتقول الحكومة ان نحو 100 من قوات الشرطة والجيش قتلوا.

ومنع الصحفيون الاجانب من دخول سوريا مما اضفى صعوبة على الحصول على المعلومات بشكل مستقل. وفي حوالي شهرين من الاضطرابات انتشرت الاحتجاجات وسفك الدماء في انحاء مدن الجنوبية ومدن على ساحل البحر المتوسط وفي ضواحي دمشق وفي مدينة حمص بوسط سوريا. لكن دمشق نفسها ومدينة حلب بقيتا هادئتين نسبيا.

وانتشرت القوات السورية في انحاء المدن الجنوبية يوم الخميس وشددت من قبضتها على مدنتين جديدتين مما يوسع من دائرة الحملة الامنية العنيفة قبل الصلاة الاسبوعية. وانتقدت جماعات حقوقية واشنطن وحلفاءها في اوروبا بسبب ما قالت انه رد فعل فاتر على الاضطرابات في سوريا وذلك بشكل يتناقض مع موقفهم من ليبيا حيث يشنون غارات جوية يقولون انها لن تنتهي حتى يتخلى الزعيم الليبي معمر القذافي عن السلطة.

وفرضت الولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الاوروبي عقوبات اقتصادية على مسؤولين سوريين كبار لكنها حتى الان لم تشمل الرئيس السوري نفسه. وتقول القوى الغربية انها قد تتخذ خطوات أخرى. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امس الخميس "الرئيس الاسد يواجه عزلة متزايدة وسنواصل العمل مع شركائنا الدوليين في الاتحاد الاوروبي وغيره على خطوات اضافية لتحميل سوريا المسؤولية عن انتهاكاتها الصارخة لحقوق الانسان."

لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بدا أنه يحذر من أي تدخل دولي. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عنه قوله ان جهود انهاء العنف في سوريا تعقدت بسبب "رغبة بعض المشاركين في هذه العمليات في اجتذاب القوى الخارجية لدعم اعمالهم."

وقال مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة ان مجموع عدد القتلى قد يصل الى 850 قتيلا وحث الحكومة على "ممارسة ضبط النفس والكف عن استخدام القوة والاعتقالات الجماعية لاخراس المعارضين."

شاهد أيضاً

جبهة السلام والحرية تعقد اجتماع هيئتها القيادية في أربيل والقامشلي بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتأسيسها

08-07-2021 عقدت الهيئة القيادية لجبهة السلام والحرية، الأربعاء 7 تموز 2021، اجتماعاً عبر “غرفتين” منفصلتين، …