دمشق(سوريا) – أدو أورغ++ وجه الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي يواجه نظامه أكبر تحدي منذ توليه السلطة قبل 11 سنة، مع انتشار الاحتجاجات الشعبية في البلاد، كلمة إلى وزراء الحكومة الجديدة، وصفت بأنها "توجيهية،" وعد فيها برفع حالة الطوارئ خلال أيام، وأبدى أسفه لسقوط قتلى في المظاهرات، وأقر أن أجهزة الأمن "ليست مدربة للتعامل مع المحتجين" ولكنه عاد للإشارة لوجود "مؤامرة" ضد دمشق.
وشدد بشار، في الخطاب الذي يأتي بعد أداء الوزراء قسم اليمين أمامه، من جديد على أنه يريد الإصلاح "بسرعة ولكن دون تسرع" وقال إنه اجتمع مع وفود من المجتمع خلال الفترة الماضية، واستمع لوجهة نظرها، وخرج "بمجموعة من النقاط" التي عرضها على الحكومة. وقال: "التحديات المطروحة أمام الحكومة كبيرة جداً.. ولا تستطيع أي حكومة تحقيق الإنجاز دون الدعم الشعبي،" وأضاف: "لقد لاحظت من الاجتماع مع الوفود الشعبية أن هناك فجوة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، ولا بد من سدها عبر أقنية تعمل باتجاهين، ويمكن ملء الفجوة عبر شيء وحيد وهو الثقة."
ودعا الأسد إلى "الشفافية" و"التقرب من المواطن ووحدة التوجه بين الدولة والشعب،" وتابع أنه "لا بد من بحث خطوات لمعالجة الفساد،" وتحدث عن "فجوة مع المواطنين تزيد الإحباط والغضب،" كما أشار لضرورة توسيع دائرة الحوار، غير أنه قصرها على "النقابات والمنظمات التي تمثل الشرائح على مستوى الوطن" دون التطرق لقوى سياسية. وكرر الأسد اتهاماته حول وجود مؤامرة ضد بلاده، قائلاً: "سوريا تمر الآن بمرحلة دقيقة جداً وهناك مكونات لهذه المرحلة .. هناك المؤامرة.. هناك الإصلاحات .. المؤامرة دائماً موجودة طالما أن سوريا تعمل باستقلالية وطالما أنها تتخذ قراراتها بمنهجية لا تعجب الكثيرين وطالما أن هناك خصوماً أو أعداء فلا بد أن تكون المؤامرة.. هي من الأشياء الطبيعية المحيطة بنا لذلك لا نركز على هذا المكون."
وحض الأسد السوريين على الصبر ضمناً، إذ اعتبر أن نتائج الإصلاحات "لا تظهر إلا متأخرة." وحول حاجة الشعب السوري لـ"الكرامة،" قال الأسد: "الكرامة لا تعني بالضرورة أن يهان الشخص بشكل مباشر من قبل شخص آخر في الدولة أو خارج الدولة وإنما قد تعني إهمال المواطن.. تأخير معاملة له في دائرة.. طلب الرشوة.. كل هذه إهانات للمواطن وعلينا أن نتحاشاها وأن نتخلص منها بشكل نهائي."
ووجه الأسد مجموعة من "التوجيهات السياسية" للوزراء، فقال إن "الدماء التي هدرت (خلال المظاهرات الاحتجاجية) آلمتنا جميعاً،" واعتبر أن جميع من سقطوا في الأحداث "شهداء." وتطرق الرئيس السوري إلى رفع حالة الطوارئ، وذكر أن القوانين المتعلقة برفع حالة الطوارئ ستنجز "الأسبوع المقبل كحد أقصى،" وإن كان قد أشار إلى وجود من "يحذر من رفع الطوارئ" غير أنه توعد بتطبيق القوانين الجديدة "بحزم لأن الشعب ملتزم يحب النظام ولا يقبل الفوضى والغوغائية."
ورأى أنه بعد هذه القوانين لن يكون هناك حاجة للتظاهر، مشيراً إلى أن سيتعامل في الفترة التي تلي صدور هذه القوانين مع المظاهرات "بحزم" وفي الشق الاقتصادي، اعتبر الأسد أن البطالة هي المشكلة الأكبر، "وتدفع الشباب للإحباط واليأس والانقلاب على المفاهيم العائلية والاجتماعية،" وقال إن على الحكومة النظر في مشاريع سريعة لمعالجة البطالة، وخاصة بقطاعي الزراعة والصناعة والمشاريع الصغرة.
ولفت الأسد إلى الحاجة للبحث في "خطوات عملية لمعالجة الفساد،" ودعا المسؤولين الحكوميين لتقديم بيان لأملاكهم الخاصة." وتأتي مواقف الأسد بعد 24 ساعة من مظاهرات عارمة في عدة مدن سورية، وصل بعضها إلى قلب دمشق، وذلك للمطالبة بإطلاق الحريات وإلغاء القيود الأمنية وضمان التحول الديمقراطي في البلاد.