الرئيسية / أخبار سوريا / المعارضة السورية: وعود الاسد لا تلبي طموحات الشعب

المعارضة السورية: وعود الاسد لا تلبي طموحات الشعب

درعا( سوريا)- وكالات ++ تضاربت الأنباء حول ردود فعل السوريين على قرارات الرئيس بشار الأسد التي تعهد فيها بتوسيع هامش الحريات وتحسين مستوى المعيشة. وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن شوارع مدينة درعا الليلة الماضية مسيرات شعبية مؤيدة للقرارات السابقة، لكن مصادر صحفية أخرى قالت إن آلاف السوريين يهتفون للحرية والثورة رافضين الوعود التي قدمها الأسد.

وقدم الرئيس السوري بشار الاسد الخميس تعهدا لم يسبق له مثيل بتوسيع الحريات وتحسين مستوى معيشة السوريين بينما تزايد الغضب في أعقاب قمع للمحتجين أسفر عن سقوط 37 قتيلا على الاقل. وأضافت وكالة السورية أن شهدت شوارع مدينة درعا الليلة الماضية مسيرات شعبية عبر خلالها المواطنون عن ارتياحهم للقرارات والمراسيم التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد.

وبالمقابل، ذكرت مصادر صحفية أنه بعد وقت قصير من جلاء قوات امنية عن المسجد العمرى الذي اقتحمته الاربعاء وقتلت ستة اشخاص تجمع المحتجون حول المبنى وهتفوا ايضا قائلين ان الشعب السوري لن يخضع. وقالت شخصيات المعارضة السورية ان وعود الاسد لا تلبي طموحات الشعب ومماثلة لتلك الوعود التي تكررت في مؤتمرات حزب البعث حيث يتم تشكيل لجان لدراسة اصلاحات لا ترى النور أبدا.

وقال محتج في مدينة درعا "القيادة تحاول امتصاص غضب الشارع. ونحن نريد الاصلاح على الارض". وقال مسؤول في المستشفى الرئيسي بمدينة درعا في جنوب سوريا ان ما لا يقل عن 37 محتجا قتلوا في المدينة الاربعاء عندما فتحت قوات الامن النار على متظاهرين يستلهمون الاحتجاجات في أرجاء العالم العربي. وبينما كانت مستشارة للرئيس السوري بشار الاسد تقرأ قائمة بالاوامر تضمنت الغاء محتملا لحالة الطواريء المفروضة في سوريا منذ 48 عاما قالت جماعة حقوقية ان السلطات السورية اعتقلت مازن درويش الناشط البارز المؤيد للديمقراطية.

وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس الاسد في مؤتمر صحفي ان الاسد لم يأمر قوات الامن باطلاق النار على المحتجين. وكانت شعبان تعلن عن تنازلات لم يكن من الممكن تصورها في سوريا قبل ثلاثة أشهر. وأضافت أن الاسد سيقدم مشروعات قوانين تمنح حريات لوسائل الاعلام وتسمح بتشكيل حركات سياسية غير حزب البعث الذي يحكم البلاد منذ نصف قرن تقريبا. وقالت ان الاسد الذي خلف والده الراحل حافظ الاسد في حكم سوريا أصدر مرسوما يقضي باعداد "مشروع لقانون الاحزاب في سوريا وتقديمه للحوار السياسي والجماهيري."

وأضافت أن الرئيس سيكافح للنهوض بمستوى معيشة المواطنين في سوريا قبل كل شيء. وأضافت قولها ان أمرا اخر صدر لدراسة "انهاء حالة الطوارئ بسرعة مع اصدار تشريعات تضمن أمن الوطن والمواطن". وقالت "انا كنت شاهدة على تعليمات سيادته الا يطلق الرصاص الحي حتى لو قتل من الشرطة او من قوى الامن او من اجهزة الدولة لانه حريص على كل مواطن وعلى كل فرد سوري".

وفي 31 من يناير كانون الثاني قال الاسد انه ليس هناك احتمال ان الاضطرابات السياسية التي هزت انذاك تونس ومصر سوف تنتشر الى سوريا. وبعد الاعلان الذي صدر يوم الخميس عرض التلفزيون السوري لقطات لموكب كبير من السيارات في درعا تعبيرا عن المساندة للاسد وقد علقت صور للرئيس على المركبات.

وشيع نحو 20 ألف محتج يوم الخميس تسعة قتلى ورددوا شعارات تطالب بالحرية وترفض الروايات الرسمية بأن متسللين و"عصابات مسلحة" هي المسؤولة عن أعمال القتل والعنف في درعا. وردد المتظاهرون عند المقابر في شمال البلدة شعارات تتعهد بأن دماء " الشهداء" لن تضيع هدرا. ورفض الاسد الحليف المقرب لايران في السابق المطالب المتزايدة بالحرية في سوريا التي يعيش فيها 20 مليون نسمة والتي يحكمها حزب البعث منذ انقلاب عام 1963 .

وقال بيان رسمي من الحكومة السورية ان "أطرافا خارجية" تنشر أكاذيب عن الوضع في درعا وألقت باللوم في العنف على "عصابات مسلحة". وتذكر بعض الناس أحداث عام 1982 في مدينة حماة عندما أرسل الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس الحالي قوات الى المدينة لقمع الذراع المسلح لجماعة الاخوان المسلمين.

وتقدر جماعات مدافعة عن حقوق الانسان أن 20 ألفا على الاقل لاقوا حتفهم. وقال أحد سكان درعا "سنواجه ابادة اذا لم تنتفض بقية سوريا يوم الجمعة" في اشارة الى صلاة الجمعة التي يتجمع فيها الناس في حشود كبيرة دون الحصول على اذن من الحكومة. وردد المحتجون في درعا وأغلب سكانها من السنة هتافات ضد تحالف بلادهم مع ايران الشيعية في خروج على الحظر الشديد المفروض على انتقاد السياسة الخارجية السورية.

وتجاهل الاسد الذي وعد بالاصلاحات عند توليه السلطة في عام 2000 المطالب المتزايدة لالغاء قانون الطوارئ والسماح بحرية التعبير وحرية تكوين جمعيات واطلاق سراح السجناء السياسيين واستقلال القضاء وكبح سيطرة جهاز الامن المتغلغل في البلاد وانهاء احتكار حزب البعث للسلطة. وتقدم الاقلية العلوية نفسها كمصدر للاستقرار في مجتمع يغلب عليه السنة ومكون من طوائف وجماعات عرقية كثيرة من بينها الشيعة والمسيحيون.

وأكدت الشعارات التي رددها المحتجون في درعا وحدة سوريا رغم أن المجتمع في درعا قبلي ومحافظ دينيا. وتهيمن على المدينة عائلات كبيرة تعتمد في قدر كبير من دخلها على تحويلات أبنائها المغتربين العاملين في الخارج. ويأتي كثير من كوادر حزب البعث الذي يتبنى أيديولوجية علمانية وكوادر الجيش من درعا. ويقوم الجيش حتى الان بدور ثانوي يتركز أغلبه في حراسة نقاط التفتيش في مواجهة المظاهرات. وكان أفراد الشرطة السرية ووحدات خاصة من الشرطة بزي أسود اكثر حضورا في درعا منذ اندلاع الاحتجاجات يوم الجمعة الماضي.

شاهد أيضاً

الانتخابات السورية هروب من الحل السياسي – مقال للرفيق عبد الأحد اسطيفو على موقع تلفزيون سوريا

14-07-2024 في خضم دوامة العنف الخطيرة واستمرار التدهور الاقتصادي وتردي الوضع الإنساني وكل تداعيات التصعيد …