أجرى اللقاء: جميل دياربكرلي
سورياو(حلب) – أدو أورغ ++ منذ تسنمه سدة البطريركية في الكنيسة السريانية الكاثوليكية، لم يهدأ من التنقل بين قارات العالم، منافحاً عن حق شعبه في الوجود، ومدافعاً عن حقوقه المشروعة في الكرامة والحرية، فكان بحق مثال الراعي الصالح. وقد غدا من خلال لقاءاته وجولاته صوت السريان الصارخ المطالب بالحقوق والحريات لأبناء شعبه.
فكان لموقع ADO – WORLD لقاء مع غبطة البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، فكان لنا معه هذا الحوار:
1. ما هي الانطباعات التي حملتموها غبطتكم من سينودس الأساقفة الجمعية الخاصة بالشرق الأوسط؟
إن انعقاد هذا السينودس هو نجاح بحد ذاته، فلأول مرة تهتم الكنيسة الجامعة بشخص رئيسها الأعلى البابا، خليفة بطرس زعيم الرسل، بأوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط، وهي أوضاع تبعث على القلق بسبب الضغوط المتعددة عليهم، وكانت حصيلتها قتل العديد منهم وتهجير الأعداد الكبيرة نحو بلاد غريبة . وهذه الهجرة مخيفة فعلاً لأنه من غير المتوقع أن يعود جميع المسيحيين إلى بلادهم الأصلية. نحن نحتاج إلى تكثيف الجهود كي يتحسس المسيحيون والدول ذات الشأن في العالم الحر، الأوضاع المأسوية التي يعيشها مسيحيو الشرق الأوسط.، ويقوموا بواجبهم المدني والحضاري في الدفاع عن المظلومين.
2. كيف تنظرون للرسالة الختامية والتوصيات، وهل كانت على مستوى توقعاتكم؟
لا ننسَ أن المشاركين في السينودس يمثلون مناطق عديدة ذات الأوضاع المختلفة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج وتركيا وإيران. لذلك لم يكن من السهل أن نصل إلى توصيات تركز الاهتمام على الأوضاع المؤلمة التي يعيشها المسيحيون في بعض البلدان. ونأمل أن يأتي الإرشاد الرسولي الذي سيعلنه قداسة البابا بعد استشارة اللجنة التي انتخبت وعينت لمتابعة أعمال السينودس، وقد انتخبت أنا شخصياً من بين أعضائها، بالنتائج التي نتوخاها.
3. كرئيس منتدب وأب سينودسي مشارك في الجمعية الخاصة بالشرق الأوسط، ومن خلال مشاركتكم وحضوركم، هل تعتقد أن مسيحيي العراق نالوا حقهم من الرسالة الختامية والتوصيات؟
كنتُ أتمنى أن تأتي التوصية الخاصة بتعرض المسيحيين في الشرق الأوسط سيما في العراق أكثر وضوحاً ، على سبيل المثال أن يطلب من الحكومات والمراجع الإسلامية أن تتخذ موقفاً حازماً من مرتكبي العمليات الإرهابية، ليس مجرد أقوال بل بأفعال مجدية لحماية المسيحيين.
4. كيف تنظر اليوم لوضع المسيحيين في الشرق، وخصوصاً بعد مجزرة سيدة النجاة في بغداد وأي مستقبل ينتظرهم برأيك؟
إن شهداءنا وشهيداتنا الأبرار قد نالوا مكافأتهم في السماء، وهمّنا الأكبر هو كيفية معالجة آثار المجزرة. ونقرّ أنه ليس لدينا الآن الجواب الشافي والمقنع على أسئلة من بقي في بغداد، إذ إنهم يجتازون مرحلة صعبة ودقيقة ملؤها القلق والخوف أمام مستقبل مجهول. ولكننا شعب تمرّس بالآلام، أجدادنا وجداتنا شهداء ومعترفون من أجل الإيمان والأمانة للرب الفادي. واتكالنا على الله لن يخزى!
5. بات يطرح اليوم موضوع الحكم الذاتي أو منطقة أمنة للمسيحيين في العراق، وبدأ هذا المطلب يأخذ شكلاً دولياً بين أبناء شعبنا في كافة أنحاء العالم وقد عبروا عن هذا المطلب من خلال المظاهرات العديدة التي أقيمت في كل بقعة من الأرض يتواجد عليها أبناء شعبنا، فما هي نظرتكم وتوجهاتكم، بخصوص هذا الموضوع ؟
نحن نشدّد على أن يبقى المسيحيون في العراق، ارض الأجداد وذات حضارة ما بين النهرين العريقة. ونحن ندعم ونشجع، بل نطلب من أبناء شعبنا المسيحي هناك أن يشعروا بخطورة المرحلة التي يجتازونها، ويلتقوا على أساس الأمانة لمسؤوليتهم التاريخية في أن يغلبوا مصلحة هذا الشعب الأبي على أية مصلحة أخرى، طائفية كانت أم حزبية. عندئذ يستطيعون أن يجدوا الحلول الأنسب للحفاظ على شعبنا وتقدمه ورفع شأنه، في عراق واحد تحترم فيه التعددية، وفيه يحافظ على الحريات الدينية والمدنية لجميع مكونات العراق. نحن نريد أن يبقى أهلنا في العراق أحياء وأحرار.
6. كلمة أخيرة صاحب الغبطة؟
نحن لا ننفك عن الدعاء إلى الله أن يشفعنا بصلوات شهدائنا وشهيداتنا، وقد قدموا ذواتهم من اجل الإيمان الواحد بإله المحبة في سبيل إخوتهم وأخواتهم ، ومزجوا دماءهم بدم الحمل الفادي، كفارة عن خطيئة الإرهابيين وصمت العالم عن المجازر التي يتعرض لها المسيحيون في العراق.
كما نصلي كي يسترجع جرحى تلك المجزرة عافيتهم بشفاعة والدة الإله مريم العذراء ، سيدة النجاة، آمين.