حلب(سوريا) – أدو أورغ ++ ترأس سيادة المطران أنطوان شهدا متروبوليت حلب للسريان الكاثوليك القداس الإلهي في كاتدرائية سيدة الانتقال بحلب صباح يوم الأحد صباح يوم الأحد 7/ 11/ بحضور نيافة المطران يوحنا ابراهيم مطران السريان الأرثوذكس في حلب.
وخلال القداس ألقى سيادة المطران شهدا عظة عبر فيها عن ألمه واستنكاره لما حدث في كنيسة سيدة النجاة وقال :"… لذلك نحن نأسف شديد الأسف لما جرى، وليس فقط لهؤلاء الشهداء إنما لكل شهيد وقع على أرض العراق، كلنا أخوة في المسيح، كلنا أخوة في الإنسانية، إن كنا مسلمين أو مسيحيين، فأي إنسان يستشهد على هذه الأرض الطيبة يدعى شهيداً بدون النظر إلى هويته، بدون النظر إلى لونه أو عرقه أو طائفته، ما ذنب هؤلاء؟ ولماذا يضحى بهم بهذه الطريقة؟ وما هذه العشوائية؟ إلى من ننادي نحن؟ وإلى من نصرخ؟ بيانات، وإذاعات، وتلفزة، وبث مباشر، وأين تصرف هذه الأمور؟ فالشهداء توفوا من كهنة، ونساء، وأطفال، ورجال، توفوا، انتقلوا من هذه الحياة، فمن دفع الثمن؟ تهجير المسيحين من العراق، تهجير من هذه المنطقة، وهل يستطيع المسلم أن يعيش في هذه المنطقة من دون المسيحي؟ وهل يستطيع المسيحي أن يعيش في هذه المنطقة من دون المسلم؟ فنحن ولدنا على هذه الأرض كلنا أخوة، وولدنا عل هذه الأرض كلنا أحباب، وكلنا أصدقاء.." كما طلب من الجميع الصلاة من أجل جميع الشهداء الذين سقطوا في الكنيسة وفي مقدمتهم الكاهنين الذين سقط في الكنيسة.
وفي نهاية القداس أقيم صلاة الجناز على أرواح الشهداء وأشترك فيه صاحبا السيادة المطرانان إبراهيم وشهدا والآباء الكهنة كما قرأ سعادة القائم بالأعمال في القنصلية العراقية في حلب الدكتور محمد عدنان محمود البيان الصادر عن وزارة الخارجية العراقية، وجاء فيه تعرب وزارة الخارجية عن عميق حزنها واستنكارها وإدانتها للاعتداء الإرهابي الآثم الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة في الكرادة بتاريخ 31/10/2010 والذي أسفر عن سقوط العديد من الضحايا الأبرياء بين شهيد وجريح من أبناء شعبنا الصابر. لقد بلغ الإرهاب الأعمى حداً تجاوز به كل القيم الإنسانية النبيلة حينما تطاول على دور العبادة واستهدف مصلين كانوا يبتهلون للباري عز وجل بأن يحل الأمن والسلام في ربوع بلادنا الحبيبة.
إن وزارتنا إذ تعرب عن أسفها العميق لوقوع العديد من الضحايا الأبرياء فإنها تؤكد تعاطفها التام مع أبناء شعبنا العزيز من المسيحيين الذين يمثلون جزءاً مهماً وحيوياً من تاريخ وحضارة هذا البلد ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، لذا ندعو إلى تكاتف أبناء الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته ضد مخططات القوى الظلامية التي تهدف إلى تفريغ البلد من المسيحيين وهو مخطط يراهن بالدرجة الأولى على الفتنة بين مختلف أبناء شعبنا، وإن هذا الاعتداء السافر سيستنهض عزيمة الشعب العراقي للتصدي للإرهاب والإرهابيين ولتعزيز لحمة أبنائه لإفشال مخططات أعداء شعبنا الصامد.
إن وزارتنا تجدد الدعوة إلى الجهات المختصة وجميع الأجهزة الأمنية بأن تقف بحزم أمام أية محاولات تبغي التفريق بين المواطنين العراقيين على أسس طائفية وقومية وهي تدعو إلى توفير الحماية لأبناء شعبنا ومن بينها دور العبادة والطقوس الدينية الأخرى التي كفلها الدستور العراقي الدائم. نعزي ذوي الشهداء وأهاليهم وسائر العراقيين بهذا المصاب الجلل الذي ألم بنا جميعاً ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.
وفي نهاية الصلوات انتقل الجميع إلى صالون المطرانية لتقبل التعازي، هذا وقد حضر القداس والتعازي عدد كبير من العراقيين وممثلين عن مؤسسات شعبنا الكلداني السرياني الآشوري وعلى رأسهم وفد منطقة حلب للمنظمة الآثورية الديمقراطية، بالإضافة إلى المؤسسات الخيرية واللجان المعنية بخدمة اللاجئين وعدد من النواب والوزراء السابقين.
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب الإعلامي