أسامة مهدي
لندن / بغداد – ايلاف ++ رفض مجلس النواب العراقي اليوم دعوات خارجية لمغادرة المسيحيين للعراق وخاصة من فرنسا وألمانيا ودعا إلى وضع حراسة للمناطق المسيحية وشكل لجنة لوضع توصيات عاجلة لحمايتهم..
وفي مداخلات للنواب حول ضرورة حماية المسيحيين في العراق قال رئيس قائمة الرافدين المسيحية يونادم كنا ان قوى الظلام تضرب جميع المكونات العراقية لزرع الفتنة الطافية والدينية… لكنه أشار الى ان العمليات الارهابية تصاعدت مؤخرا ضد المسيحيين على الخصوص تنفيذا لاجندات خارجية مشبوهة.
وأضاف ان هذه الاجندات تستهدف افراغ العراق من المسيحيين بشكل مريب. وقال إن إستهداف المسيحيين كمكون اصيل للشعب العراقي يجري امام انظار المسؤولين ولذلك يجب مراجعة الخطط والاجراءات الامنية وخاصة الاستخبارية منها لتوحيد الجهد الامني وانهاء التعددية في المسؤوليات الامنية لان ذلك يسبب ارباكا لاجراءات الحماية موضحا ان هذا الامر واضح على الخصوص في بغداد والموصل. وطالب بتشديد الحراسات على الكنائس ودور العبادة المسيحية وحماية مناطق المسيحيين اينما وجدت في انحاء البلاد. وشدد على ان المسيحيين يرفضون الدعوات الخارجية وخاصة المنطلقة من المانيا وفرنسا لهجرتهم من البلاد.
ومن جهته قال حيدر العبادي عن التحالف الوطني ان الارهاب استهدف جميع مكونات الشعب العراقي وعندما فشل في ضرب الوحدة الوطنية توجه لتصعيد استهدافه الى المسيحيين ليقول للعالم ان هناك صراعا دينيا في العراق لانهاء التعدد الديني الذي يتميز به. وأكد ضرورة الوقوف بوجه هذا الارهاب والجريمة المنظمة من خلال التوحد سياسيا وتشديد الحراسات لحماية الجماعات الدينية في البلاد. اما ممثل الائتلاف الكردستاني فؤاد معصوم فقد حذر من ان المواقف ضد المسيحيين قد تعدت الجماعات الارهابية الى جماعات مجرمة تقوم حاليا بتهديد المسيحيين الساكنين في بغداد لترك دورهم من اجل السيطرة عليها والسكن فيها.. وطالب الحكومة بتوفير الحماية للاحياء والمناطق التي يسكنها المسيحيون لردع تلك الجماعات المجرمة.
ومن جهته قال النائب عن الكتلة العراقية ارشد الصالحي ان استهداف المسيحيين يرمي الى افراغ البلاد من هذا المكون الاساسي وتسهيل هجرته الى الخارج. وأشار الى ان هناك مكاتب للامم المتحدة في دول الجوار تقوم بتسهيل ترحيل المسيحيين العراقيين الى دول ثالثة داعيا وزارة الخارجية الى مفاتحة هذه الدول والامم المتحدة لوقف هذه الاجراءات.
وأشار ممثل كتلة التغيير الكردية سردار عبد الله الى ان افراغ العراق من المسيحيين سيشوه صورته الجميلة. وقال ان الدعوات الخارجية لمغادرة المسيحيين للعراق تهدف الى تشويه سمعة العراق الذي يحتاج اليهم ليحفظ هويته المعروفة عنه مشددا على ان حماية المسيحيين هي من مسؤولية الحكومة والمجتمع. واوضح ان استهداف المسيحيين يدخل في خانة جرائم الابادة البشرية داعيا الاجهزة الامنية الى تشديد اجراءتها والكشف عن مرتكبي جرائم استهداف المسيحيين وانزال اشد العقوبات ضدهم.
ومن جانبه قال ممثل تحالف الوسط النائب محمد اقبال ان استهداف المسيحيين هو جزء من استهداف المجتمع العراقي منذ الاحتلال عام 2003 من اجل زعزعته. وأضاف ان هذا الاستهداف ياتي تنفيذا لاجندات خارجية تستهدف مكونات العراقيين الثقافية والاجتماعية داعيا الى اجراءات رادعة ضد مستهدفي المسيحيين وتعزيز ثقافة التعايش بين العراقيين.
اما رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي فقد أشار الى ان قضية استهداف المسيحيين خطيرة وتستدعي اجراءات عاجلة وعملية لمواجهتها. ودعا الى الخروج بتوصيات توجه الى المؤسسات والاجهزة المسؤولة في الداخل والخارج من اجل مواجهة مخطط ضرب المسيحيين ووقف محاولات تشجيعهم على الهجرة الى الخارج. وفي نهاية النقاشات قرر مجلس النواب تشكيل لجنة تضم ممثلين عن الكتل السياسية للخروج بتوصيات عاجلة لحماية المسيحيين تعرض على المجلس الاسبوع المقبل.
وكان النجيفي دعا الحكومة العراقية الى توفير الأمن والعمل والمعيشة وكل مستلزمات الاستقرار والأمان للمسيحيين في العراق وقال خلال زيارته إلى رئيس طائفة الكلدان في العراق والعالم الكاردينال عما نوئيل دلي امس الاول ان على الحكومة العراقية القيام بواجبها في توفير الحماية والعمل والمعيشة وكافة مستلزمات الاستقرار والأمان للمسيحيين في العراق مشيرا الى ان مجلس النواب سيراقب عمل الحكومة في حمايتها للمسيحيين وتوفير مايلزم لبقائهم في بلادهم ووطنهم.
وأكد على ضرورة أن يقف الجميع وقفة وطنية شجاعة مع المسيحيين في هذه الأزمة ويجب أن يكون هناك قناعة بان هؤلاء الناس هم أبناء البلد وهم أهل البلد ويجب أن لايستهدفوا بأي شكل من الأشكال ويجب أن يبقوا في أرضهم ويتمسكوا بها. من جهته قال الكاردينال دلي إن "العراق وطننا وسنحافظ عليه من خلال نبذ التفرقة العنصرية والمذهبية في إدارة الدولة".
وكانت مدينة الموصل شهدت خلال اليومين الاضيين عمليات اغتيال لعدد من المسحيين كما تعرضت كنيسة سيدة النجاة الواقعة في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد نهاية الشهر الماضي إلى هجوم مجموعة مسلحة تمكنت من احتجاز عشرات الرهائن من المسيحيين الذي كانوا يقيمون قداس الأحد مما ادى الى مقتل وإصابة 125 شخصاً حيث تبنى تنظيم بدولة العراق الإسلامية المرتبط بالقاعدة الهجوم وهدد باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد.
وقد انخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب عام 2003 من 1.5 مليون إلى نصف المليون بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق وتعرض العديد من المناطق وخاصة خصوصاً في نينوى وبغداد وكركوك الى عمليات هجوم وقتل للمسيحيين.
وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947 وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية كما هاجرت أعداد كبيرة من المسيحيين إلى الخارج بعد عام 2003.
ويضم العراق أربعة طوائف مسيحية رئيسية هي الكلدانية أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة، والسريانية الأرثوذكسية والسريانية الكاثوليكية والطائفة اللاتينية الكاثوليكية والآشورية أتباع الكنيسة الشرقية إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.