الرئيسية / مقابلات / مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم لل ADO-WORLD :البقية الباقية من مسيحيين الشرق إلى أين و ما هو مصيرهم و مستقبلهم
مار غريغوريوس حنا إبراهيم لل ADO-WORLD 07

مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم لل ADO-WORLD :البقية الباقية من مسيحيين الشرق إلى أين و ما هو مصيرهم و مستقبلهم

الفاتيكان- جورج شاشان
أجرى موقع ADO-WORLD التابع للمنظمة الاثورية الديمقراطية (مطكستا
) لقاءا مطولا مع نيافة مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم مطران حلب للسريان الأرثوذكس ، وذلك خلال الفترة التي انعقد فيها سينودس الأساقفة من اجل الشرق الأوسط من 10 حتى 24 من شهر تشرين الأول 2010 .
نظرا لأهمية ما صرح به نيافته لا سيما في سياق تداعيات الوضع الراهن، ننشر الآن مقتطفات من هذه المقابلة، مذكرين أعزائنا القراء أن هذا اللقاء تم قبل مجزرة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك والهجمات والتفجيرات الأخيرة التي استهدفت منازل مسيحيين في أحياء عدة في بغداد والموصل.
 
ADO-WORLD/ سيدنا لماذا ينعقد السينودس الآن وتحتعنوان: الكنيسة الكاثوليكية في الشرق الأوسط، شركة وشهادة؟
 مار غريغوريوس/المميز في هذا السينودس وجود حوالي 200
بين بطريرك وكاردينال وأسقف ومطران كاثوليكي ،و وجود ممثلين عن الكنائس الشرقية الأرثوذكسية، كنيسة المشرق القديمة، الكنيسة الأنكليكانية، الكنيسة اللوثرية ومجلس الكنائس العالمي وبالإضافة إلى ممثلين عن المسلمين واليهود.
أما لماذا المؤتمر اليوم؟ واضح جداً أننا نمر بأكثر من أزمة في الشرق الأوسط، ووضعنا حرج جداً، وأنا أتكلم كمسيحي أولاً، لأن هذه الكتلة البشرية المسيحية التي تنتمي إلى ثقافات وتقاليد ولغات تمر بأزمة حقيقية تتعلق بوجودنا، يعني نكون أو لا نكون، نبقى أو لا نبقى، نعمل أو لا نعمل، هذا المصير إلى أين؟ إلى أين ذاهبون؟
 عندما ينظر أحد إلى الخريطة في منطقة الشرق الأوسط بما فيها إيران وتركيا، يرى أن الأخبار من هناك مرعبة جداً. منذ حوالي الشهرين، عثرت على مخطوط باللغة السريانية، يشير إلى انه سنة 1821 كان عندنا 600 قرية سريانية، اليوم عندنا أقل من 10.
هذا السينودس هو جرس إنذار لهجرة المسيحيين وللتفريغ الذي يحدث في المنطقة. هل هو تفريغ مخطط له؟ ومن يقف ورائه؟ وهل هناك من يريد أن ينهي الوجود المسيحي ويلغي كل الخلفيات التاريخية والثقافية واللغوية والإثنية أو لا ؟
نحن هنا اليوم للتكلم عن المصير، عن وجودنا وعن حضورنا، علاقتنا مع المسلمين، وتأثير الحروب التي تحدث في المنطقة، المستقبل الغامض الذي ينتظرنا؟ كيف سنستمر ونحافظ على وجودنا في هذه المجتمعات التي عشنا فيها نحن حوالي 2000 سنة.
فإذاً النقطة الأساس، اعتقد أنها : الحضور المسيحي إلى أين في الشرق الأوسط؟
 
ADO-WORLD/ لكن سيدنا ما ذكرته من حروب وأوضاع شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في ايران وتركيا ولبنان ليس بالأمر الجديد، الإبادة في تركيا في مطلع القرن الماضي، الثورة الإسلامية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي في أيران، الحرب الأهلية بلبنان، هذه ليست وليدة اليوم، فلماذا الآن بالتحديد ينعقد هذا السينودس؟
مار غريغوريوس/هذا السؤال مهم جداً،  الذي دعا إلى المؤتمر هو المطران لويس ساكو رئيس أساقفة الكلدان في كركوك، مطران كركوك للكلدان، وبدعم من  غبطة البطريرك الكاردينال دلي.
الآن يوجد  خوف حقيقي على الحضور المسيحي في العراق، اليوم نشعر بأن العراق هو على شفير الهاوية، يعني انه يمر بأزمة حقيقة تهدد الحضور والوجود المسيحي في العراق، حسب الإحصائيات الموجودة في كنائسنا كان هناك بين ال 700 و 800 ألف مسيحي من كل الطوائف، إضافة للأرمن. ولكن اليوم لا يوجد أكثر من 300 ألف. هذا العدد تناقص إلي أكثر من النصف، هناك جرس يقرع، هذا هو الوقت المناسب لعقد هذا المؤتمر حتى نركز على الحضور المسيحي من خلال وقف نزيف الهجرة إذا استطاعت الكنائس.
 
ADO-WORLD/هل هذا يعني ان النزيف الجاري حاليا في العراق هو خطر على كل مسيحيين الشرق ؟
مار غريغوريوس/ طبعاً، لان هذه الكتلة مرتبطة ببعضها، مثلاً، إيران بعد النظام الجديد خسرت حوالي 300-400 ألف مسيحي، يعني تصور أن المدارس الأرمنية التي كانت موجودة بالعشرات في إيران، اليوم كلها أغلقت لعدم وجود طلاب، نفس الحال بالنسبة للأردن وفلسطين، الأراضي المقدسة لم يبق بها أحد، اليوم ماذا بقي عندنا في القدس. لبنان من بعد سنة 1975. ومصر اليوم الأخبار تتحدث عن هجرة حوالي 2 مليون مصري قبطي أرثوذكسي.
هذه كتلة بشرية هائلة تتحرك، في سوريا أيضا هناك هجرة، مثلاً في مدينة حلب، ثلثي مسيحيي حلب هم في الخارج بين فنزويلا و أميركا و كندا، ونفس الحال بالنسبة للأرمن.
يوجد خطر حقيقي، والسؤال هو البقية الباقية من المسيحيين إلى أين؟ ما هو مصيرهم؟ ما هو مستقبلهم؟ 
 
ADO-WORLD/ ممكن تحدثنا عن مساهمتكم في أعمال هذا السينودس؟
مار غريغوريوس/طبعاً، كان هناك قضايا كاثوليكية بحتة لا أستطيع التدخل بها ككلمة الله، وقضايا الكتاب المقدس،الممتلكات، الصلاحيات، السلطة في الكنيسة.
لكن أنا تطرقت لثلاث نقاط مهمة، وهي الهجرة، والخلافات اللاهوتية والعقائدية بيننا وبين الكاثوليك، والحوار المسيحي – الإسلامي.
بالنسبة للهجرة، سميتها الآفة الفتاكة في المنطقة، ماهي الدوافع الأساسية وراءها، هل هي الحروب؟ أمالعامل الاقتصادي؟ أم الأمن؟ أو ماذا؟ أتصور يوجد عامل أخر وهو الخوف من المستقبل.
 يعني الإنسان بطبعه  يخاف دائماً، ويفكر بالمذابح التي جرت ،السيفو عام 1915، سميل 1933،الحرب الأهلية في لبنان، الحرب الأهلية في العراق، كلها تؤثر سلبياً على شعبنا.
يجب أيضا أن نعرف ماذا يريد شريكنا المسلم في الوطن منا؟ وماهو دوره في حماية الأقليات؟
يجب عقد مؤتمر خاص للبحث في هجرة مسيحي الشرق الأوسط، ويجب دعوة المختصين الذين لديهم إحصاءات عن الهجرة، يجب تحضير الأرقام الحقيقية وليس التقديرات والأرقام الخيالية لان هذه تؤثر سلبا علينا، يجب بحث أمر وجودنا وتقوية دورنا، الكنائس كلها وبشكل غير مباشر لديها مشاريع وتؤسس مدارس ومستشفيات ومنشآت ومشاريع أخرى تكلف ملايين الدولارات، هذه المشاريع تقول للآخر “يا أخي نحن باقون في أرضنا وارض أجدادنا، باقون ولن نذهب الى أي مكان أخر.
طبعاً النقطة الثانية تهمني كثيراً كمطران وكمسيحيين نعاني كثيرا منها، وهي الخلافات اللاهوتية والعقائدية بيننا وبين الكاثوليك، وبين بقية الطوائف. هذه الخلافات أثرت على حضورنا. والانقسامات الكنسية ، لم تكن لصالحنا كمسيحيين.
هناك من يعتقد اليوم أن الله يعاقبنا بسبب تجزئنا إلى كنائس، لو كنا تمكنا من إيجاد حلول للمشاكل اللاهوتية والعقائدية لما كنا وصلنا لما نحن عليه الآن. تكفير الأخر ووصفه بالهرطقة. كلنا لدينا إيمان بالمسيح ولدينا أسرار وتقاليد وعادات.
ثم لماذا لا نوحد عيد الفصح، عيد القيامة، يجب اللجوء إلى رموز ومناسبات تعزز وحدتنا. لدينا شهداء للكنيسة وأنا طالبت بان يكون هناك عيد للشهداء المسيحيين.  
 أما الموضوع الثالث، الذي هو جدا حساس ومهم كثيرا هو موضوع الحوار المسيحي الإسلامي، نحن كسريان مثلا لم يكن لدينا مشكلة مع المسلمين، بالعكس، نحن ومنذ بداية عهد الخلافة الإسلامية كنا قد أعلنا أن الإسلام جاء رحمة لنا، لأننا كنا نعيش تحت ظلم بيزنطي في الماضي، فاعتبرنا أن مجيء الإسلام هو نوع من الرحمة للسريان حتى نتخلص من الظلم و الاضطهاد و لم نعتبر الإسلام غزوا بل فتحا. لكن في الآونة الأخيرة تغيرت الأمور، حيث حدثت حروب وقتل على الهوية، كما يحصل ألان في العراق وكما حدث في لبنان.
الحوار المسيحي – الإسلامي جيد ومهم ، لكن هناك ما هو أهم من ذلك وهو الجهل، الجهل المتنامي في المنطقة، الجهل الذي يسيطر على بعض رجال الدين الإسلامي، مثلا إمام يقف على المنبر في الجامع ويقول هؤلاء الصليبيين، هولاء الكفار، أتباع الغرب. هل نحن المقصودين بذلك؟ نحن لم نكن أتباع للغرب ولم نشارك في الحروب الصليبية.
يجب أن نقتلع جذور الجهل من الخطاب الديني، وأنا أشدد دائماً على أن الخطاب الديني له تأثير كبير جداً في تنمية العلاقات وتمتينها ما بين المسلمين والمسيحيين، الخطاب الديني له تأثير سلبي وله تأثير ايجابي.
بالنسبة للحوار المسيحي- الإسلامي المفروض إيجاد بنية سليمة للعلاقات بين المسيحيين والمسلمين، ويجب ان نفكر كيفية ممكن خلق فكر تنويري.
أتمنى على رجال الدين الإسلامي أن يدرسوا في الغرب حالهم حال رجال الدين المسيحي، وان يتعلموا اللغات، ويروا كيف أن العالم الغربي لا يحقد على العالم الشرقي، العالم الغربي لا يفكر بالإساءة للمسلمين، أن كان هناك بعض الحالات الفردية فهذه ليست عموميات، بشكل عام المسيحية في الغرب هي مسيحية مسالمة بينما الإسلام في الشرق هو أسلام عنيف في بعض المناطق، كما حصل ويحصل في العراق.
لكن الأمر مختلف في سوريا، فهنا في سوريا لا أرضى أن يقول أي مسيحيي انه مضطهد أو انه معتدى عليه، أو أنا أعيش في بلد لا عدالة ولا مساواة فيه. أنا اشعر أن المسيحي يعمل بكل طاقاته حتى يكون مواطن وفي المواطنة لا يوجد مسيحي أو مسلم، لأنه كلنا تحت سقف واحد اسمه الوطن.
 
 
ADO-WORLD/ لكن سيدنا ماذا عن التيار الإسلامي المتطرف والمتصاعد في المنطقة والذي لا يفرق بين مسيحيي الشرق والغرب، ولا يعترف مثلا أن السريان دعموا الفتح الإسلامي وبان السريان ليسوا أبناء الغرب؟
مار غريغوريوس/التيار الأصولي مرعب في المنطقة وهو خطر على المسلمين أيضا وليس علينا فقط،، لو كانت الأصولية فقط العودة إلى القرآن الكريم والتمسك بما فيه من تعاليم فليس هناك مشكلة، لكن أن تتحول الأصولية إلى تطرف، والتطرف إلى عنف، فهذا معناه الدخول في دوامة جديدة وزمن صعب جدا، لأنه سيكون هناك ذبح على هوية .
ما حصل في العراق كان أصولية تحولت لتطرف والتطرف تحول إلى عنف ثم إلى قتل وذبح. نحن جذور هذه الأرض ونحن كنا هنا قبل الإسلام، ونحن استقبلنا المسلمين، هذا تاريخ لايمكن تغييره، التيار الأصولي الموجود حاليا والذي لا نعرف أصوله يريد تغيير هذا التاريخ.
ثم نحن كمسيحيين دافعنا عن البلد وكرامته، نحن دخلنا في خندق واحد مع المسلم دفاعا عن هذه البلاد، الان كل هذه الأمور ترمى لوجود فكرة أصولية والانتقال إلى التطرف والعنف؟
ثم هل هذه مكافأة للمسيحي الذي خدم المنطقة منذ أيام الخلافة الراشدية ومرورا بالعباسية، لقد نقلنا وترجمنا العلوم وغيرها…اليوم يأتي أناس جهلة لكي يقيموا وجودي في المنطقة ؟
أنا لا أرضى أن يسمى الإسلام كله أصولي.
 
ADO-WORLD/ برأيكم سيدنا ما هي الخطوات الواجب اتخاذها لإيقاف نزيف الهجرة من العراق وتسهيل عودة المهجرين، ليس فقط الذين هاجروا من العراق بل من مناطق أخرى من الشرق الأوسط ؟
مار غريغوريوس/بالنسبة للعراق الوضع مختلف عن سوريا ولبنان وتركيا، العراق الآن كمختبر، العراق أصبح مقسم ، العراق خارطته أصبحت واضحة حيث هناك كردستان وطرف شيعي وطرف سني، لكن المفروض أن نعرف موقع المسيحيين، في السابق عندما كان العراق موحدا كان المسيحيون في كل مكان في بغداد، البصرة، العمارة، الموصل، لكن عندما يكون تقسيم أثني أو مذهبي أو ديني فالمفروض أن نعرف أين سيكون المسيحي، لماذا لا يكون لدينا حقوق كالآخرين، لما لا يكون لدينا جامعات أو مدارس أو منشات…  
أتصور أن هذا منطقي كثير، لكن يجب أن نعرف العراق إلى أين؟ في الوقت الحاضر المسيحية في العراق تمر بأقسى ظروفها التاريخية ، منذ ألفين سنة لم يحدث في العراق ما يحدث ألان، يعني القتل والذبح والترهيب، هناك من يريد تهجير المسيحيين وإنكار هويتهم الوطنية. المسيحيون في العراق لاينكرون هويتهم الوطنية، كنا دائما وسنبقى نفتخر بالهوية الوطنية.
 
ADO-WORLD/ سيدنا لماذا لا يوجد موقفا محددا وحاسما لطلب تحقيق دولي حول استهداف شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العراق؟
مار غريغوريوس/ أكيد السبب واضح جداً، ضعف القيادات المسيحية، لو كان لدينا قيادة قوية لكنا طالبنا بالتحقيق الدولي  فوراً، لماذا الانتظار، أنا اقصد قيادة مدنية وقيادة كنسية.
في العراق يوجد أحزاب تمثل القوى الشعبية كلها بكل تسمياتها: كلدان سريان آشوريين. من المفروض ان تطالب بالتحقيق الدولي وبدعم من القيادات الكنسية. إن التحقيق ضروري جداً، لمعرفة سبب هذه الاعتداءات التي تطال شعبنا، استلام رسائل من تحت الباب تقول"غادر أو تقتل" لأي سبب ، فقط لان أسمي جورج أو حنا أو عبد المسيح، إي أننا أصبحنا غير مرغوب بنا وهناك من يريد طردي من بيتي ومن بلدي، هناك من يريد أن يقتلعني من جذوري، وبأي حق؟
الناس لا تشعر بوجود قيادات مدنية أو كنسية لديها القدرة على الحماية والدفاع عن بقاءنا ووجودنا، نريد من يحمينا، من المفروض أن يكون للقيادة صوتا عاليا وتتكلم وتدافع، حتى تكون هذه البقية الباقية من المسيحيين بحماية الله وحماية الناس الجيدين الموجودين في كل بلد.
 
ADO-WORLD/ يتساءل شعبنا وصحافته لماذا كنائسنا في الشرق الأوسط والتي نعتبرها كنائس قومية لم تجتمع مع بعضها حتى الآن لمناقشة أوضاعها وانتظرت هذا السينودس في الفاتيكان؟ هل من المعقول ان الطريق بين بطريرك السريان الكاثوليك وبطريرك الكلدان أو بطريرك كنيسة المشرق ابعد وأطول من الطريق الى روما؟ 
مار غريغوريوس/هذا التباعد، ليس تباعد اليوم بل تباعد قرون، وللتحضير للقاء نحتاج لطريقة وشخص، لنكون صريحين ليس كل بطريرك يستطيع جمع كل البطاركة، ما أقصده إذا أردنا عمل شيء محلي مثل جمع كل رؤساء الكنائس ذات التقليد السرياني، الذين هم: السريان الأرثوذكس، السريان الكاثوليك، السريان الموارنة، والكلدان والآشوريين، إذا أردتَ إن تجمع هؤلاء، هؤلاء لا يجتمعون بهذه الطريقة،لا يوجد شيء يجمعهم، لأن الكنيسة جزأت الشعب إلى تسميات كنسية، يعني أنا اليوم سرياني أرثوذكسي، يعني سرياني تابع للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والثاني كلداني لأنه تابع للكنيسة الكلدانية، فلم يبق شيء قومي أو اثني، نحن جميعاً أصبحنا كنسيين، وأصبحنا أتباع لكنائسنا، إما أن تتوحد هذه الكنائس وتزول الفروقات الموجودة بيننا…أو يكون شي يتعلق بالقومية أو بالإثنية.
ADO-WORLD/ مؤسسات مدنية، مثلما تفضلتم، أو أحزاب سياسية؟
مار غريغوريوس/ممكن، إذا لم يكن حزب سياسي، هناك مؤسسات علمانية تمثل كل الطوائف أو الكنائس، وتعمل شي. لأننا ككنائس مسيحية انقسمنا على ذاتنا منذ قرون و لا يمكن أن نقوم إلا بأعمال كنسية، نحن نتكلم مثلاً بالأمور الروحانية، ولكن لا يمكن التكلم في هيكليات إدارية، لا يمكن أن اطلب بدمج الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والمارونية في مدينة حلب في كنيسة واحدة وأن يكون فيها مطران واحد، هذا لا يجوز.
ولكن ممكن أن يكون عندنا مؤسسة علمانية تضم كل من السريان الأرثوذكس والسريان الكاثوليك والسريان الموارنة وتعمل لصالح هذا الشعب الذي هو شعب واحد في النهاية، هذا ممكن، لكن من سيعمل هذا، هذه أيضا مشكلة لان قياداتنا المدنية ضعيفة جدا.
لدينا بعض التيارات الفكرية، التي أصبح لديها نزعة سياسية، ولكن هذه التيارات الفكرية لم تأخذ دورها حتى اليوم، يعني لم تستطع أي نزعة سياسية أو تيار سياسي اليوم أن يقنع الطوائف كلها ويمثلها. نشهد حركة ونهضة وعلاقات وهناك أشخاص يتكلمون باسمنا، ويقولون كل شي، ولكن حتى الآن لا يوجد شيئا عاما وشاملا. مثلا الآن يوجد اتحاد سرياني، رابطة سريانية، المنظمة الآثورية الديمقراطية، ولكن هؤلاء ينقصهم شخص ملهم كي يجمعهم ويقول لهم " تعالوا لن نتخلى عن تسمياتنا، لكن لنشتغل مع بعضنا".
ما يحدث اليوم في العراق هو ان كل الأحزاب تتناحر على الساحة السياسية، وفشل مطلب الحكم الذاتي في سهل نينوى لم يفشله غير أبناء الطوائف السريانية والكلدانية والآشورية، لا الأكراد ولا الشيعة ولا السنة كانوا ضدنا ، بل نحن كنا ضد بعضنا. لكن إذا حدث توافق بين هذه الأحزاب السياسية والشعب على أرض الوقع ممكن أن يحدث شيء لم يحدث في كل تاريخنا.
 
ADO-WORLD/ كلمة أخيرة سيدنا؟
مار غريغوريوس/أنا أتمنى من كل واحد ان لا يحمّل الكنيسة فوق طاقتها، يعني له الحق أن يحاسبني في كل ما يتعلق بالروحانيات والليتورجيات وغيرها، ولكن لا أستطيع اليوم أن أفرض نفسي على قضايا ثانية موجودة. مثلاً نحن هنا للتكلم عن الهجرة وعن المسكونيات وعن العلاقات مع المسلمين ولكن من وجهة نظر دينية، أنا لست قائد شعب، أتمنى أن يكون لدينا قيادات فعلية لهذا الشعب، وعلى هذه القيادات الفعلية أن تأخذ المبادرة حتى تقود الشعب إلى حيث يجب أن يذهب، أنا اليوم لا أستطيع أن أكون في أوروبا وأتكلم بصوت عالي ضد شخص ما، لا أستطيع ذلك، لكن هذا الآخر الذي يعتبر نفسه يمثل الشعب مدنياً، يجب أن يكون عنده الاستعداد أن يقول كل ما يريد. وأتمنى أن على هكذا تيار أن يكون لديه  وعي كامل حتى يخدم شعبنا، لأننا أصبحنا بحاجة إلى صوت يخدم هذا الشعب، في بعض الأحيان نشعر أن صوتنا ضعيف ككنيسة، فالقيادات الكنسية لا تستطيع أن تطالب مثلاً بان يكون هناك تحقيق لما جرى على أرض العراق.
 أتمنى أن تأخذ القيادات المدنية دورها الفعلي وتبتعد عما يقسم هذا الشعب، في بعض الأحيان هذه القيادات وضعت رأسها برأس الكنيسة، وتعاملت مع الكنيسة كأنها الخصم، وهذه مشكلة لان الكنيسة هي مظلة للجميع، تحوي الجميع، وتتكلم باسم الجميع.

سيدنا، باسم موقع ADO-WORLD شكرا جزيلا.

شاهد أيضاً

فيديو | من هم مسيحيّو سوريا؟ كرم دولي يتحدث لنورث برس عبر برنامج واشنطن اونلاين

24-06-2021