بقلم: سامي ابراهيم
++ الفرق عظيم وكبير بين اعتناق الإنسان لدين معين والإيمان به من جهة وبين معلوماته عن هذا الدين من جهة أخرى. لأن إيمان الفرد بدين معين يكون بناء على دوافع نفسية عديدة، بينما المعلومات تبقى مجرد معلومات في إطار الثقافة العامة التي يكتسبها الفرد وهي موضوع لا تؤثر على الدوافع. أي أنه بمعرفة الإنسان لمعاني المسيحية أو الإسلام أو البوذية أو الزردشتية أو… لا يؤدي به إلى اعتناق إحداها، فهذه المعلومات لن تؤثر فيه، ولكن الذي يوجهه ويرشده ويقود عملية تفكيره هي دوافعه وعواطفه نحو الإيمان بإحدى هذه الأديان فالدوافع هي التي تقود و توجه سلوكه. والدافع حسب تعريف علم النفس هو "حاجة جسمية أو نفسية تقود السلوك وتسيّر الإنسان حتى ينتهي بإشباع تلك الحاجة"، والدافع هو الوقود الذي يولد الطاقة التي تدفع الإنسان نحو التحرك ليبدي أفعالا أو ردود أفعال، فالدافع نحو فعل معين تراه يتدفق وينبعث من داخل الإنسان ليوجهه ويقوده ليوصله لحالة الإشباع والاستقرار، كالرغبة في النجاح والتخفيف من الألم والحاجة إلى فهم الأسرار المجهولة…، وبالضرورة فإن كل حاجة أو رغبة لم تلبى أو تسد تؤدي إلى توتر الإنسان وتسبب بالألم له.
وأفعال الإنسان وسلوكه تختلف بناء على حاجات الإنسان المتنوعة أو دوافعه العديدة والكثيرة، فدافع الخوف ودافع الجنس وحب الحياة ودافع التدمير والقتل، والحاجة إلى تحقيق الأمان والاستقرار والإفصاح عن الوجود الذاتي، والإحباط والألم و…. هي غيض من فيض لدوافع الإنسان التي تقود السلوك وتبني منظومته الفكرية. يبحث الإنسان عن الاستقرار والتوازن كأي كائن حي يبحث عن ملجأ آمن يحميه ويقيه ويؤمن له احتياجاته. والإنسان يبحث عن تلبية حاجاته بأسهل الطرق وأكثرها راحة. ولمّا كان الدين الملبي (الأسهل) لحاجات الإنسان والملجأ الأكثر أمناً له من أهوال العالم الخارجي، كان لابد للنص الديني من أن يقود سلوك الإنسان ويوجهه ويفرض عليه سلطته المطلقة.
سأتطرق إلى أهم الدوافع التي تجعل المتدين متمسكا بعقيدته الدينية وتجعله مدافعا قويا لدينه: الدافع الأول الذي يجعل المتدين متمسكا بدينه هو الرُهاب أو دافع الخوف: فالنصوص الدينية في الأديان السماوية هي نصوص مليئة بمشاعر الخوف والرُهاب، وعند قراءة النصوص الدينية ترى عنصر الخوف هو الطاغي عليها ويستحوذ على الجزء الأكبر من اهتمامها، ويتنوع الخوف في النصوص بتنوع المواضيع، لكن يبقى الخوف هو المحور والدافع الأول الذي يبني النص الديني بنيته وبالتالي دافع الخوف في النص الديني هو الذي يوجه سلوك الإنسان. لنذكر بعضا من أنواع الخوف والرهاب الموجودة في النصوص الدينية مع أمثلة ببعض النصوص الدينية: • الخوف من الله أو رهاب الله (الأب):
لا ينفك أي نص ديني يخبرك بعظمة الله وجلاله ووجوب الطاعة له، ولا يخلو نص ديني من هذا النوع من الخوف هو الأكثر بروزا في النصوص حيث نراه تقريبا في كل نص ديني سواء بشكل مباشر أو غير مباشر: (من زجر الله ترتعش أعمدة السماء وترتعد من تقريعه، بقوته يهدئ هيجان البحر وبحكمته يسحق رهب :أيوب26:11) (اسجدوا للرب بثوب الإجلال المقدس :مز29:2) (سحقتنا وسط الوحوش يالله وغمرتنا بظلال الموت :مز44:19) الرب يستهزئ بهم عندئذ ينذرهم في حمو غضبه ويروعهم بشدة سخطه (مز 2:4) (تعقلوا أيها الملوك واحذروا يا حكام الأرض اعبدوا الرب بخوف.. لئلا يتوهج غضبه سريعا :مز2:11) (كان جبل سيناء مغطى بالدخان لأن الله نزل عليه بهيئة نار وازداد دوي البرق اهتز الجبل بعنف خروج ارتجفوا خوفا ووقفوا بعيد.. السحابة غطت خيمة الاجتماع وملأ (جلال) الرب المكان خروج 18:20)
{يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (سورة الأعراف) {ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة). { وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (سورة هود) {25}أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (سورة هود) {14} اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ { (سورة البقرة) وكان لا بد للنص الديني من أن يحذّر الإنسان من خطورة معصية الله فنرى مشاعر الأثمية تجاه (الأب) الله وغضب الله والمسارعة إلى طلب مغفرة الله لتفادي غضبه: (أمحو على وجه الأرض كل مخلوق حي :تكوين 7:4) (رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر وأن كل تصور فكر قلبه يتسم دائما الأثم. التكوين 6:5) حيث يعم الإثم تبرد المحبة متى :24:12 إن اخطأ احد بحق الرب .. فهو آثم اللاوين 6:2 { إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ {(النساء). {يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين.َ
• رهاب الخطيئة: بالطبع فإن النص الديني هو في الأساس نص تشريعي يضع قوانين على البشر أن يلتزموا بها وكل من لا يعمل بهذه القوانين وبهذه التشريعات ومن يخرج عن أقوال الله فهو يرتكب خطيئة ويعاقب، لذلك فإن جميع النصوص الدينية تحوي هذا النوع من الرهاب وهو رهاب الخطيئة. • رهاب الموت:
(طوقتني حبال الموت أطبق علي رعب الهاوية قاسيت ضيقا وحزنا .. أنقذت نفسي من الموت يارب لذلك أسلك في طاعة بديار الأحياء :مز 116:2) (من أجلك نعاني الموت مز44:22) (الإنسان يموت ويبلى..يرقد لايقاوم ولا يستيقظ من نومه إلى أن تزول السموات.. ايوب14:11) (قد يموت المرء في وفرة ورغدة وقد يموت في آخر بمرارة غير أن كليهما يواريان التراب ويغشاهما الدود :أيوب:21:23) (من التراب أخذت وإلى التراب تعود :تكوين 3:19) {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ (سورة النساء) {أَوْ كَصَيِّب مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (سورة البقرة) {يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (سورة إبراهيم)
• ُرهاب يوم القيامة: النصوص الدينية لم تحدد يوم القيامة بل اكتفت بشرح الظواهر التي تسبق يوم القيامة ليعيش الإنسان في حالة قلق دائمة من هذا اليوم، لدرجة أن كل إعصار أو زلال أو طوفان أو هيجان للبحر يعتبره إحدى علامات يوم القيامة وبذلك بقي الإنسان أسير خوفه ورهابه وهذه هي إحدى أهم عوامل نجاح النص الديني على فرض سيطرته المطلقة على عقل المتدين. (تظلم الشمس ويحجب القمر وتتهاوى النجوم وتتزعزع قوات السموات :متى :24:29) (ستظهر علامات في الشمس والقمر والنجوم وتكون الأرض في ضيقة على الأمم الواقعة في حيرة لأن البحر والأمواج تعج وتجيش ويغمى على الناس من الرعب الذي سيجتاح المسكونة إذ تتزعزع قوات السموات :لوقا:21:25) {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (سورة المائدة) { يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ(هود)
• رهاب الشيطان والجن والأرواح الشريرة: النص الديني لم يساوم على أفكاره فإما ان تعمل بالنص الديني أو لا، وإذا لم تعمل به أو تقتنع به فإن هذا عمل شرير، وأعمال الشر هي من الشرير الشيطان. (ابتعدوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لأبليس وأعوانه) (الكتاب المقدس) (لا تدخلنا في التجربة بل نجنا من الشرير :الصلاة الربانية) وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (سورة البقرة) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء(سورة البقرة) وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا (سورة النساء) الدافع الثاني هو دافع الحماية: والنصوص الدينية أيضا مليئة بتعهدات الله بتأمين الحماية للمؤمنين (الرب صخرتي ومنقذي وحضني صموئيل 22:2) (من يطيع كلامي لن يرى الموت أبدا يوحنا 8:51) (من انا حتى أمضي إلى فرعون فأجاب الله انا اكون معك .خروج 3:11) (أرسل ملاكي ليحرسك طوال الطريق واجعل أعداؤك يولون الأدبار أمامك خروج 23:20) { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (سورة البقرة) {اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (سورة الأعراف) {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ
………………………..
يولد الإنسان وفي عقله يوجد برنامج بدائي أولي يقود تفكيره المحدود الصغير، فتراه يأكل ويشرب ويبكي عندما يشعر بألم منبها الأم لأن تعتني به، وأحيانا يبكي الطفل من دون أي ألم فيزيولوجي بل هو فقط بحاجة للمداعبة والحمل والحضن من قبل الآخرين الموجودين حوله، ليبحث عن تلامس جسدي حيث يشعر بالأمان والدفء وحيث يشعر بأهميته وبكيانه، فالخوف والابتعاد عن الأشياء والمواقف التي تؤلم جسمه أو نفسه و تؤذيه أو التي يتوقع منها الألم والأذى موجودة مسبقا في عقله، لكن تبقى هذه مخاوف فطرية ببدائية غريزية يتخلص من مشاعر الخوف هذه بإتباع الطريقة البدائية وهي مجرد الهروب الجسدي من مسببات الألم وإقلاق الراحة، فالطفل لا يخاف النار بالفطرة ولا يخاف العقارب والأفاعي ولا يخاف من جثث الموتى والجماجم ومنظر الدماء والقتل، لكنه يكتسب هذا النوع من الخوف من المحيط من الأب والأم والمدرسة والشارع والتجارب المؤلمة والموجعة التي مر بها جراء اقترافه لفعل معين، كأن يلمس كتلة لهب النار فيتألم وبالتالي لن يقترب منها ثانية..
لنجري عملية إسقاط على المتدين: الخوف أوالرهاب الموجود في التعاليم الدينية لم يعد بالإمكان للإنسان الآن الإفلات منها بإتباعه الطريقة البدائية وهي الهرب والابتعاد، وعلى الإنسان أن يجد حلا وطريقة يفلت بها من مشاعر الخوف والرهاب، إذاً يختار أفضل حل هو التقيد بتعاليم (الإله) ونصوصه المقدسة، ومن هنا يستمد النص الديني قوة تفعيله على أرض الواقع فيتم توظيفها من قبل المتدين لتأمين الهرب وإعداد ملجأ الحماية، فيذهب إلى (الجامع أو الكنيسة) باستمرار لتشكل له (الملجأ الآمن) فيسمي معبده المقدس بيت الله، والبيت هو المكان يعيش فيه الإنسان يؤمن له الدفء والحماية فبيت الله يقصد به المتدين (بيت والدي)، ويقوم بممارسة الطقوس الدينية وما تتضمنه من خشوع وحركات لاستحضار ولتهيئة العقل للموقف ولتمنع العقل من المقاومة فيهز رأسه بقوة أو يصلي بأعلى صوته صلاة جماعية أو يستمع لجوقة مرتلين غنائية فيها محترفون مبدعون بطبقات وأصوات تطرب النفس وتنشيها وتسحرها، ما يسد الطرق أمام المنطق لإيقاف عملية المحاكاة العقلية التي من شأنها أن تشكك في ما يقوم به، فيزداد شعور الإنسان بالأمن والتشبث بالمعتقدات، هنا لم يعد يفكر في زيف التعاليم أو ضعف النصوص الدينية وتناقضها أو منطقها، كل هذه هي أفعال وسلوكيات ينتهجا المتدين للتخلص من مشاعر الخوف التي تعتريه والتي تسبب له الألم في حال لم يمتثل لها.
كثيرا ما نرى المتدينين يرددون ويتمتمون عبارات وآيات وأقوال من كتبهم الدينية المقدسة ويضعون رنة هاتفهم النقال آيات وأناشيد دينية: والسبب واضح وهو الخوف من المجهول، والخوف من المجهول هو أهم ركن من أركان دافع الخوف أو دافع الحماية، فالمجهول يثر قلق الإنسان ويقض مضجعه، فيبقى يفكر في ماذا لو حدثت هذه المصيبة أو تلك، ومن شأن هذه العبارات أو التمتمات أن تجعله يهرب من مخاوفه هذه وهي كأي نوع من أنواع المسكنات تمنع وصول السيالة العصبية التي تحمل رسالة الألم إلى الدماغ، ومع تقدم الإنسان في العمر ونضجه تصبح مسؤولياته أكبر، فهموم الأسرة والأطفال والعمل والراتب الذي لا يكفي…، يصبح احتمال الأخطار كبيراً من المجهول. وهذا النوع من الخوف ينبئ الإنسان بفقدان التوازن في طريقة الحياة، فيشعر على الدوام أنه مهدد يعيش في عالم قاس، كما أن المتدين يردد على الدوام عبارات وآيات وأقوال مقدسة لأنه يخاف من أنه قد يموت في أي لحظة أي هو يخاف المجهول، كما أننا نرى الإنسان المحكوم عليه بالإعدام قبل تنفيذ الحكم عليه هذه العبارات في محاولة منه القضاء على مخاوفه من الموت والمصير المحتوم.
إذاً المتدين يصارع الخوف دائما، تراه يسبح في بحر هائج لا يفلح في الخروج من إحدى أمواجه (مخاوفه) العاتية حتى يتلقى الموجة الأخرى، يعيش في حالة متواصلة من التوتر والقلق والمحرمات، هذه الحالة تقيد وتكبل نموه وانطلاقه النفسي وتمنعه من التكيف النفسي في المجتمع وتحرمه من تكوين علاقات سوية مع الأفراد الآخرين في المجتمع.