الفاتيكان- وكالات++ اننا نشكر بعمق قداسة الأب الأقدس لأنه دعا الى هذا السينودس الذي هو بحد ذاته شهادة لأحد الأوجه الأساسية لشمولية الكنيسة، وللشركة الكنسية، اذ فيه نشعر، نحن ابناء كنائس الشرق، باننا مسنودين بتضامن الكنيسة الجامعة.
ان الذي حدث في العراق منذ 2003 تجاه المسيحيين كمسيحيين: كنيسة، وأكليروسا، ومؤمنين، ومؤسسات… لم يحدث قط خلال قرون من التعايش: 45 كنيسة أو ديرا أو مطرانية دمروا أو استهدفوا بالمتفجرات: 26 في بغداد، 14 في الموصل، 4 في كركوك، وواحدة في الحبانية. خمسة كهنة قتلوا، من بينهم أسقف. ثلاثة عشر كاهنا اختطفوا ثم اطلق سراحهم لقاء فديات باهضة. أكثر من 200 اختطاف بين المؤمنين، من بينهم حوالي 20 امرأة. أكثر من 500 قتيل مسيحي. هذا بالأضافة الى حوالي 250000 لاجئا مسيحيا، سواء في داخل القطر، أو في الخارج. علما بأن 98% من الذين هم في دول الجوار ينتظرون لطف الأقطار التي تستقبلهم. الهجرة مشروع لأطفاء الوجود المسيحي من العراق ببطء، ولكن هذا واقع. لا شك أن المسيحيين ليسوا المستهدفين وحدهم، ولكن نظرا الى عددهم القليل وثقلهم السياسي الضئيل، يعتبر ذلك كثيرا بالنسبة اليهم: انهم الحلقة الأضعف. لقد اتهم الخط الأسلامي المتطرف. ولكنه ليس الأوحد الذي يستحق الأدانة.
ومن اجل المساهمة في الخروج بهذا السينودس الى بعض المقترحات العملية التي تنتظرها شعوبنا، وخاصة في العراق، سأتقدم بأربعة مقترحات:
1. تشجيع الخط المعتدل عند المسلمين ووضع مراجع مؤسساتية للحوار في كل بلد. استخدام وسائل الأعلام بشكل واسع لتشجيع هذا الخط، وذلك وصولا الى جعل هذا التيار قوة فاعلة ومؤثرة اساسية، وتشجيع مفاهيم الشراكة والمواطنة المتساوية.
2. توحيد عيد الفصح بين كافة المسيحيين. وتقديم هذا المشروع مدعوما بارادة الوصول اليه. ان في ذلك دعم لشهادة كنائسنا ومصداقيتها.
3. تفعيل دور المجالس الأسقفية في كل بلد، وخاصة في العراق. وكذلك دور المراجع الكنسية المشتركة بين الكاثوليك والأرثوذكس. فلا تكون مجرد مجالس اسمية ليس الا.
4. في ما يخص العراق: دعوة القادة السياسيين المسيحيين الى الجلوس سوية ومعالجة القضايا، والحقوق التي تخص المسيحيين، معا، وحضورهم الفاعل في الحياة العامة، أي بكلمة واحدة مصير ومستقبل المسيحيين في هذا البلد. وقد يمكن أن يكون للكنيسة، في الخطوات الأولى فقط، دور العراب في هذه العملية.