جميل دياربكرلي
سوريا – عنكاوا كوم/ خاص ++ استطلع موقع "عنكاوا كوم" اراء عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والسياسية لابناء شعبنا حول رؤيتهم لاعمال السينودس الاساقفة الجمعية الخاصة من اجل الشرق الاوسط 2010 وما الذي يتوقعونه من نتائج وتوصيات، واكد غالبية من تحدث معهم الموقع على ضرورة المحافظة على الوجود المسيحي في الشرق الاوسط والنظر بجدية الى العقبات الكثيرة والصعبة التي يتعرض لها المسيحييون في العرق وبقية الدول الشرق اوسطية.
الخوري نضال توماس:
اذ قال الخوري نضال توماس النائب الاسقفي في الجزيرة والفرات على الكلدان ان "السينودس يعد بلا شكّ فكرة تقدمية إيمانية خلاقة للبحث في شؤون مسيحيي الشرق، في هذا التوقيت المهم والحساس، فالكنيسة تنظر إلى السينودس من خلال توجهاتها وطموحاتها وآمالها، بالنسبة إلى المسيحيين ليعيشوا أكثر في أمان وسلام في بلادهم، وهذه النقطة الأهم بالاضافة الى عدم افراغ الشرق من مسيحييه التي تعد خسارة لهم وللمسلمين".
واضاف "اما نظرتي ككاهن كلداني فأنا انتظر الكثير من السينودس وخاصة قضية تهجير المسيحيين من العراق الذين اكثرهم من الكلدان"، موضحا تخوفه من ان تفقد الكنيسة الكلدانية الكثير من شخصيتها المرتبطة بأرضها وتراثها ولغتها، ولا تستطيع أي دولة في العالم أن تعوض هذه الخسارة.
وعن توقعاته بخصوص السينودس، قال "اتوقع منه توصيات ودعوات إلى الثقة بالذات والأرض والآخر وتمنيات كثيرة"، وتمنى أن "يجدوا حلولاً أكثر عملية بعيداً عن الخطابات والقرارات والبيانات لأن التوقيت أصبح أكثر صعوبة" وان تكون تلك التوصيات عملية قابلة للتطبيق وليس فقط احلام وشعارات، قائلاً "التوقعات كثيرة لكن التطبيق يبقى الاهم".
رازق سرياني:
وقال رازق سريـاني مدير مكتب العلاقات المسكونية في مطرانية السريان الارثوذكس في حلب ان "السينودس لقاء نادر ومتميّز يجمع الكنائس الكاثوليكية الشرقية بشكل خاص ومعها الكنائس الشرقية الشقيقة الأخرى بشكل عام للتعرّف عن كثب على حال المسيحيين في بلدان الشرق الأوسط، وتوصيف حضورهم وشهادتهم ومستقبلهم"، مشيرا الى انها " فرصة مسكونية للقاء الكنائس ورؤسائها للنظر في أحوال الكنائس والمسيحيين في الشرق يجب أن يتم استغلالها لأقصى الحدود".
واضاف ان "مجرد انعقاد سينودس من هذا النوع يدعو إليه بابا الفاتيكان، هو تعبير واضح على أن المسيحيين ليسوا بأحسن حال في بلدانهم الشرق أوسطية. وبالتالي فإن السينودس يطرح عدة تساؤلات جدّية عن أحوال المسيحيين وخاصة فيما يتعلق بهجرتهم من منطقة الشرق الأوسط وتناقص أعدادهم وذلك لأسباب متنوعة يتدارسها السينودس، والتي تشكل تحدياً ليس فقط للكنائس في منطقة الشرق الأوسط بل للمسلمين أيضاً".
وتابع "فبالإضافة إلى أن السينودس هو لقاء روحي كنسي محض يبحث في مسائل الشركة والشهادة بين الكنائس في منطقة تعجّ بالأزمات السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية، فهو أيضاً يسلـّط الضوء على أهمية استمرارية الوجود المسيحي في منطقة الشرق الأوسط، ويبعث برسائل إلى العالم كلـّه أن الحفاظ على الوجود المسيحي كمـّاً ونوعاً هو ضرورة اجتماعية وثقافية ودينية وحضارية لمنطقة الشرق الأوسط، يساهم في التفاعل الحضاري والثقافي والديني، ويؤسس لمستقبل يعمّ فيه السلام والطمأنينة لأبناء المنطقة كافة. وبهذا يكون عمل السينودس مصدر تفاؤل وأمل ورجاء للمسيحيين ولغير المسيحيين".
واوضح "كباقي الشعب المسيحي في منطقة الشرق الأوسط، أتوقع أن يشير السينودس بشكل واضح وصريح إلى أن مسيحيي الشرق الأوسط هم من أصل سكان هذه البلاد وليسوا غرباء عنه، ولهم شراكة حقيقية في المواطنة وبناء المجتمعات والثقافات وتطور بلدانهم في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل، وأن احترام وجودهم وحرية ممارسة معتقدهم هو أمر يأتي من صلب الشركة في المواطنة مع إخوة لهم من المسلمين، وأنّ الحفاظ على التنوع في النسيج المجتمعي لبلدان الشرق الأوسط هو واجب الحكومات ورجال الدين على السواء".
وقال "من ناحية أخرى، أتوقع أيضاً أن يرسل السينودس برسائل إلى الكنائس في الشرق على أن يكونوا مصدر رؤية وحدوية ويعيشوا حالة شركة بين بعضهم البعض كما دعاهم إليها السيد المسيح، وأن يبقى المسيحيون ملحاً للطعام وسراجاً ينير مهما كانت التحديات والصعوبات لأن هويتهم المسيحية تكمن في صيغة المحبة التي يعلمـّها الكتاب المقدس، وصيغة الشهادة لهذه المحبة التي يقدمونها في مجتمعاتهم".
القس توما ككا:
وذكر القس توما ككا راعي كنيسة المشرق الاشورية في دمشق ان يأمل من السينودس ان "يركز اولاً على نقطة مهمة جداً الا وهي طلب حماية المسيحيين المتبقيين في الشرق الاوسط وتوفير الاجواء الملائمة لعيشهم في اوطانهم، العيش بتمتع كمسيحيين ابناء الوطن لا كأقلية في اوطانهم". واضاف ان "اهم شيء هو توحيد اصوات المسيحيين كفانا هذه التسميات التي تهدف الى انقسامنا والتي تؤدي الى الضعف والتي هي (اشوريون ام كلدان ام سريان)، هذه التي جعلت الكثير من المسيحيين ان يتركوا اوطانه والهجرة الى البلاد الغريبة والغربية". وتابع "آمل من السينودس الموقر ان تكون اعماله جدية ليس فقط الجلوس على الكراسي معاً والتطرق الى هذه المواضيع فقط بل نطلب من السينودس ان يعكس هذه الجلسات في الواقع".
المهندس داوود لحدو:
وقال المهندس داود لحدو عضو المكتب السياسي في المنظمة الاثورية الديمقراطية "منذ عامين توجه وفد قيادي من المنظمة الآثورية الديمقراطية إلى الفاتيكان، وقدم له مذكرة عن أحوال وأوضاع شعبنا الكلداني السرياني الآشوري والمسيحيين عموماً في العراق بعد أن تفاقمت أوضاعهم واضطروا للهجرة جراء العمليات الإرهابية التي طالتهم، وتضمنت المذكرة دعوة الفاتيكان إلى إلى ضرورة الإسراع لعقد مؤتمر عالمي لبحث أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط، وضرورة تعزيز وجود المسيحيين في الشرق الأوسط، يبدوا أن هناك أطراف عديدة(كنسية، سياسية، اجتماعية) تنبهت إلى نزيف الهجرة المستمر لمسيحيي المشرق، ليس في العراق وحدهم، إنما في فلسطين وسوريا وطورعبدين ومصر".
واضاف ان عقد السينودس " جاء بمثابة خطوة وإن كانت متأخرة غير أنها ضرورية للفت الإنتباه وتركيز الاهتمام الدولي على مخاطر إفراغ الشرق الأوسط من سكانه الأصليين ونعني هنا المسيحيين على مختلف إنتمائتهم القومية، وما يحدثه ذلك من ضرّر وإفقار لمعاني التنوع القومي والديني الذي تميزت به مجتمعات المشرق منذ القدم، حيث كانت قد مثلت قيم العيش المشترك الأساس والقاعدة التي حكمت شروط الحياة في المشرق على عكس مانراه من تعصب وإنغلاق وتطرف".
وآمل من السينودس ان يتخذ قرارات تحث حكومات المنطقة بإتخاذ قرارات كفيلة بتطور مستوى الحياة وايقاف كافة أشكال التميز القومي والديني، واحترام قضايا التنوع والتعدد بكل أشكالها من خلال إشاعة الحريات، وترسيخ مفاهيم العلمانية والمواطنة بين كافة المواطنيندون تمييز.
وتابع "كما ننتظر من السينودس أن يدعم مطالب شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العراق، بالإعتراف الدستوري بوجوده وبهويته القومية وضمان كافة حقوقه في العراق، بما في ذلك حقه في الحكم الذاتي ونتطلع إلى مطالبة الحكومات بوقف المضايقات التي يتعرض لها شعبنا في العديد من دول المنطقة مثل تركيا".
واوضح ان "الأهم من كل ذلك أن تسعى مؤسساتنا من أجل وضع حدّ للصراع العربي ـ الإسرائيلي الذي يعتبر أسّ البلاء والمحفز الأكبر على التطرف والتعصب من خلال إيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة، وإعادة الحقوق لأصحابها". وقال "نأمل أن تتظافر الجهود من أجل الخروج بقرارات وتوصيات من شأنها دعم الوجود المسيحي في المشرق، وترسيخ مبادئ العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين وبقية الأديان".