رسالة من المنظمة الاثورية الديمقراطية إلى السينودس الخاص بمسيحيي الشرق الأوسط

قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر 
غبطة الكرادلة والبطاركة
نيافة المطارنة والأساقفة 
وحضرة الكهنة والرهبان
السادة المشاركون في السينودس الخاص بمسيحيي الشرق الأوسط

بيث زالين(سوريا) – مطاكستا ++ نتوجه إليكم بالشكر والتقدير على عقد هذا السينودس الخاص بمسيحيي الشرق الأوسط، الذي يعكس اهتماما وحرصا عميقا على مصير ومستقبل المسيحية والمسيحيين في هذه المنطقة التي شهدت انطلاق الخطوات الأولى للمسيحية، وتأكيدا على البقاء والتجذر في أوطانهم الأصلية.

إن الشعب الكلداني السرياني الآشوري، وأسوة بغالبية المسيحيين في الشرق الأوسط، يعيش أوضاعا صعبة وقاسية في العراق. كما ويعاني أشكالا من التمييز والتهميش والحرمان من الحقوق القومية والإنسانية في العديد من دول الشرق الأوسط. وزادت الأوضاع تفاقما، بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. حيث أصبح هذا الشعب المسالم، هدفا سهلا لكل أنواع الإرهاب، من قتل وخطف واعتداء على الممتلكات وتفجير للكنائس، على يد مجموعات الإرهاب التكفيرية. وأدى ذلك إلى موجة نزوح وهجرة قسرية واسعة، داخلية وخارجية.

وعلى العموم فإن نزيف هجرة المسيحيين مازال قائما. وذلك يعود إلى أسباب اقتصادية وسياسية تتعلق بغياب الحريات، وانعدام الاستقرار، وتصاعد التيارات الإسلامية المتطرفة، والأهم من ذلك استمرار الصراع العربي- الإسرائيلي، الذي أنهك شعوب المنطقة، وغذى فيها كل أشكال التطرف والتعصب، وأعاق خطط التنمية وعملية التحول الديمقراطي في دولها.

إننا نتطلع بأمل إلى السينودس من أجل العمل على:
– حث الحكومة العراقية على توفير ما يلزم لمساعدة أبناء الشعب الكلداني السرياني الآشوري، وكافة اللاجئين العراقيين في دول الجوار، وتأمين عودة آمنة وكريمة إلى وطنهم.
– الطلب من الحكومة العراقية، القيام بمسؤولياتها السياسية والقانونية في توفير الأمن والاستقرار لأبناء شعبنا وكنائسهم وممتلكاتهم في قراهم ومدنهم .
– دعوة الحكومة العراقية للإقرار الدستوري بحقوق شعبنا، بما في ذلك حقه في إقامة منطقة حكم ذاتي ضمن إطار العراق الاتحادي، تضمن لأبنائه الاستمرار في أرضهم التاريخية، وتطوير خصوصيتهم الثقافية، وعيش نمط حياتهم بحرية، وذلك بالتفاهم والتعاون مع شركائهم في الوطن.
– الاهتمام بمن تبقى من شعبنا في منطقة طورعبدين(جنوب شرق تركيا) التي فرغت من معظم سكانها الأصليين منذ الإبادة الجماعية(السيفو) التي تعرض لها شعبنا مع الأرمن عام 1915. والطلب من الحكومة التركية وقف المحاكمات والمضايقات ضد أديرتنا التاريخية في تركيا.
– حث حكومات ودول الشرق الأوسط على إزالة كل أشكال التمييز والإقصاء التي يتعرض لها المسيحيون، وبناء أنظمة ديمقراطية علمانية، تحترم حقوق الإنسان، وتكفل العدالة والمساواة لجميع المواطنين.
– تعزيز روح الأخوة والوحدة والتضامن بين كافة كنائس الشرق الأوسط.
– تشجيع الكنائس المشرقية من أجل الحفاظ على هويتها الثقافية والقومية، وذلك بزيادة الاهتمام بلغتها الأم، اللغة السريانية(الآرامية) لغة السيد المسيح.

إن مستقبلنا يرتبط ارتباطا وثيقا ببقائنا في وطننا، وذلك لا يمكن أن يتحقق دون العيش بحرية وكرامة، وتعزيز قيم ومفاهيم العيش المشترك القائمة على أساس المواطنة الحقة، والشراكة الكاملة مع كافة شركائنا في الوطن من مختلف القوميات والأديان.

سوريا: 9 تشرين الأول 2010م 6760 آ

المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي