يوسف شكوانا
في البداية أنني على يقين أن بعض المتهيئين للتهجم سيردُون ولكن ليس على ما أكتب وانما كالمعتاد منهم سيلصقون بي أقوال لم أذكرها لا الان ولا سابقا كتهمة الغاء الكلدانية، والذي أتمناه أن لا ينسبوا الي ما لم أقله. يمكننا تصنيف كتابنا الى ثلاثة اصناف: الاول وهم الاكثرية الذين يؤمنون بوحدتنا القومية وهم من كافة تسمياتنا ويرون أن التمسك بحقيقة وحدتنا القومية هي الامل في نيلنا ولو بعض حقوقنا وأما الانقسام فليس الا انتحارا سياسيا وقوميا وهؤلاء يعتبرون الطبقة الواعية من الكتاب الكلدان الاشوريين السريان ولهم تأييد واسع في أوساط شعبنا ويشاركهم كافة الرواد القوميين عبر التاريخ الذين كانوا من تسمياتنا المختلفة ولكن تجمعهم القناعة بأننا قومية واحدة، والصنف الثاني الذين يدعون الوحدة القومية ولكن بالاسم الاشوري أو الكلداني أو السرياني فقط وعددهم قليل جدا يبنون رأيهم على الغاء الاخر، وبرأي أن هذا القسم وخاصة الاشوري ساهم بفعالية في خلق القسم الثالث الذي ظهر بعد عام 2003 وهم الذين يقسموننا الى قوميات متفرقة لا رابط بينها ويحاولون بكتاباتهم بناء جدران بين أبناء القومية الواحدة، يتَبع بعضهم (وليس كلهم) طريقة خلق الاحقاد والكراهية تجاه الاخرين متوهمين أنهم بهذه الطريقة يمكنهم تكوين قاعدة شعبية توصلهم الى اهدافهم التي اعلنوا عنها أكثر من مرة وهي الكعكة، وأسلوب خلق الكراهية هذا يجرهم الى أطلاق التهم جزافا على كل من يقف في طريقهم الانقسامي ويفضح نهجهم فنرى كتاباتهم مليئة بالكلمات التي لا يستخدمها من يحمل فكرا يحترمه، كما نلاحظ عندهم حالة التعميم فأذا كتب فرد متعصب من الطرف الاخر يهبُون لتفريغ ما بجعبتهم من كلمات على كل من لا يسير في خطهم الانقسامي وهي نفس الكلمات التي تتكرر على كل من يختلف معهم بموضوع الوحدة مهما كان نوع الاختلاف فلا توجد لديهم درجات، ومما تتصف به كتاباتهم التحدث باسم الكلدان من غير أي تخويل فكلمة (نحن) تتكرر في كتاباتهم، ذكرت مرة أن الشخص المنتخب له الحق في التحدث باسم الشعب فرد أحدهم قائلا: أليس من حقنا الدفاع عن شعبنا!!!
لاحظ عزيزي القارئ كيف تلاعب بالكلمات فالتحدث باسم شعب معين شئ والدفاع عنه شئ اخر، لقد دافعت كل القوى الوطنية العراقية عن الشعب الكردي ولكن المتحدث باسمه بقيت قيادته المنتخبة وهكذا الشعب الفلسطيني الذي يلقى التأييد من مختلف أرجاء العالم الا أن المتحدث باسمه ليس الا حكومته المنتخبة وهكذا. هذا ولقد جاء بفتوى لغوية عندما قال أن الواوات تجمع وضرب مثلا في قولنا (بسم الاب والابن والروح القدس) دون ذكر التكملة التي تدل على التوحيد وهي (الاله الواحد) وبمثل هذا الطرح الغريب يعتقد أن القراء من الجهل بحيث لا يميزون الصح من الخطأ، فعندما نقول الحرب بين العراق وأيران هل جمعنا بين البلدين وجعلناهما بلدا واحدا؟ وعندما نقول اشترك في كأس العالم 32 دولة هي بريطانيا والبرازيل وايطاليا والمانيا وهولندا واسبانيا …. هل أصبحت هذه الدول دولة واحدة بفريق واحد؟ أن الامثلة عديدة والمسألة واضحة وأكتفي بالسؤال: ايهما يدل على الواحد وأيهما يدل على ثلاثة عندما نقول (الدكتور الشماس شمعون) وعندما نقول (الدكتور والشماس وشمعون) ألم تلاحظ كيف قسمت الواوات الشخص الواحد الى ثلاثة أشخاص؟ مما تتصف به كتابات أعداء الوحدة هؤلاء أطلاق التهم جزافا وأفراغ ما يجيدونه من كلمات لا يكتبها من يحترم قلمه وهذا ليس الا دليل على الافلاس الفكري حيث ليس بأمكانهم مناقشة الاراء الوحدوية النابعة من حقيقتنا القومية فيلجأون الى هذا الاسلوب الذي أصبح معروفا بهم وهم معروفين به، فأذا كتبتَ الحقائق التاريخية قالوا أنك منافق! فأذا كان ترديد أقوال المؤرخين نفاقا فما حال المؤرخين أنفسهم؟ وأذا عبَرتَ عن رغبة الاكثرية قالوا أنك خائن! اليست الاكثرية التي تعبر عن ارائها مرارا في كل أنتخابات فهل هي خائنة؟ وأذا قلت أننا قومية واحدة قالوا أنك متأشور! ولو أخذنا بهذا المقياس لعمَ التأشور كتابنا ومفكرينا عبر الدهور, وأذا عبَرتَ عن أعتزازك بلغتنا قالوا أنك زوعاوي وكما نعلم أن الادلة المدونة تشير الى أن الاعتزاز باللغة يرجع الى عصور قديمة في التاريخ مرورا بعشرين قرنا من المسيحية وما أنجبته من أدباء وشعراء ولغويين هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا أعلم نوع القومية التي ينادون بها هل هي قومية من غير لغة؟ وهكذا يتهربون من مناقشة ما تكتبه ومن دحضه ببراهين أذا كان لديهم أيا منها، ومن أكثر الكلمات التي في جعبتهم كلمتي التأشور والزوعاوي فهل أي من هاتين الكلمتين تحمل العار أم أنهما تدعوان الى الافتخار؟
أن كلمة التأشور لا بد وأن تعني التحول من حالة معينة الى الاشورية كما نقول التعريب أو التكريد مثلا، (بهذه المناسبة نلاحظ انهم يسكتون عن الاستعراب والاستكراد والانصهار في مجتمعات امريكا واستراليا والسويد والمانيا وغيرها ولكن الجريمة الوحيدة هي في الايمان بوحدتنا القومية أو بعدم حمل الكراهيية لكل ما هو اشوري) ومن الملاحظ أن معظم الذين تطلق عليهم كلمة التأشور أن لم أقل كلهم لا نرى في ماضيهم حالة سابقة مخالفة تم تركها وتحولوا الى الاشورية خاصة عندما تطلق على الشخص لمجرد أيمانه بالوحدة القومية، وبهذا المقياس تكون الغالبية العظمى من شعبنا متأشورة كما أن التأشور بمعنى الوحدوي تشمل كل المثقفين عبر التاريخ وفي الوقت الراهن, وبهذا تعطي عكس المدلول الذي تطلق من أجله رغم أن هدف مطلقيها هو باعتقادهم التقليل من شأن الفرد فهل يتحقق الهدف بهذا اللقب؟ عندما نقرأ التاريخ نتوصل الى نتيجة واحدة هي عظمة حضارة أجدادنا في اشور كما في بابل وشعوب العالم تقف أجلالا لملئنا متاحفهم باثارنا أليس من حقنا أن نفتخر بالانتساب الى صانعي أكبر حضارة في التاريخ؟ فما قدموه للبشرية لا يعد ولا يحصى في مجالات الهندسة والري والطب وعلم الفلك والقوانين والكتابة والعمران وغيرها من أوجه المدنية المشرفة، يكفينا فخرا بان أجدادنا كانوا أول من أخترع العجلة التي أوصلت العلم والتكنولوجيا والصناعات الى ما هي عليه اليوم، ألم تكن بلداتنا العريقة التي كانت قائمة منذ ذلك العصر مثل القوش وتلكيف وكرملش جزءا من تلك الحضارة.
بعدها جاء دور عظمة أجدادنا في كنيسة المشرق وتاريخها المجيد عندما أنصهر بها الكلدان والاشوريين وغيرهم ونشروا تعاليمها في كافة أرجاء الشرق وسلاحهم لم يكن غير الصليب الخشبي ولقد وصلوا الى أقاصي الشرق وتركوا اثارهم في كل البلدان، وهنا أكرر أليس من حقنا أن نفتخر ثانية بأجدادنا اباء كنيسة المشرق بأيمانهم ومؤلفاتهم وشهدائهم؟ ولو كانت هذه التسمية عارا لما تسمينا بها عبر التاريخ, فيكاد المؤرخون يتفقون على أن كلمة (سوراي) التي تسمينا بها عبر التاريخ ما هي الا اللفظ الغربي لكلمة (اشوراي) – أنظر مثلا مقدمة معجم المطران توما أودو ومختصر تاريخ سوريا للمطران يوسف الدبس وتحقيقات تاريخية ولغوية للدكتور عبد الله الحلو وتاريخ بلاد الشام لمؤلفه أحمد اسماعيل علي وقاموس المطران أوجين منا وكتابات المطران غريغوريوس صليبا مثلا العدد الاول من مجلة بين النهرين وكذلك كتابه اللغة السريانية والاستاذ بنيامين حداد في معجمه الميزان والاب الدكتور يوسف حبي في المجلد السابع من مجلة المجمع العلمي العراقي والكاتب سليم مطر في الذات الجريحة وغيرهم عديدون وهنا لا أنكر وجود أراء مخالفة هنا وهناك ولكن الحقائق التاريخية والاثار المكتشفة لحد الان تفند هذه الاراء، ونأتي الى العصر الحديث وبدايات النشاط القومي بأوجهه الثقافية والادبية والقومية والتي هي من أبسط حقوق الانسان فهل نخجل بالذين أصدروا أول جريدة قومية اشورية في أورمية أسوة بالذين أسسوا أول مطبعة كلدانية في الموصل؟ أليس من حقنا أن نفتخر بالذين حاربوا من أجل البقاء أثناء الحرب العالمية الاولى، اليس من حقنا أن نفتخر باغا بطرس ومار بنيامين والمطرانين توما اودو وأدي شير ويوسف مالك ونعوم فائق وفريدون اثورايا؟ وهل الانتساب الى هؤلاء يعتبر عارا؟ وماذا أقول عن شهداء سميل وصوريا الذين رووا أرض أجدادهم بدمائهم الزكية، والذين وقفوا بوجه قرار التعريب في تعداد عام 1977 فأين العار في هذه التسمية وفي كل الازمنة سواء عصور ما قبل المسيحية زمن الامبراطوريات والملوك مثل سنحاريب الذي تنتشر صوره المنقوشة على الصخر في العديد من مناطقنا وحافظ عليها أجدادنا لاكثر من 2600 عاما والملك اشور بانيبال ومكتبته الشهيرة أم في العهود المسيحية المتمثلة بعظمة كنيسة المشرق والاباء القديسين أمثال مار افرام ومار نرساي ومار قرداخ ومار بهنام والقائمة تطول، أم في العصر الحديث والاستبسال في الدفاع عن الانسان والارض والمال والشرف. ولكن القاعدة الجديدة التي يستند عليها هؤلاء تتمثل في تقسيم شعبنا الى قسمين فأما أن تكون معاديا للاشورية كي تعتبر كلدانيا نقيا خالصا أو أنك متأشور!! فالكلداني الذي لا يعادي الاشورية أسقطوا عنه الجنسية الكلدانية ولا أعلم في اية أنتخابات خولهم شعبنا التحكم بمقدراته، فهم الذين أختاروا الوقوف خارج البيت الكلداني السرياني الاشوري الواحد ورميه بالحجارة.
وهنا لا أنكر وجود عدد من كتاب التعصب الاشوري الذين يغذون الانقسام عن قصد أو عن جهل ونظرة شعبنا اليهم ليست بأفضل من نظرتهم الى اصحاب الفكر الانقسامي الكلداني وهو يقول كلمته بحق كليهما في كل الانتخابات، فهل من الانصاف تعميم الحالة على الكل لمجرد أن كاتبا أو أثنين أو خمسة كتبوا والغوا الاسم الكلداني؟ لقد وصلت أخلاق شماسهم الى التطاول الكلامي كعادته فأتهمني بالنفاق لأنني كتبت أن معظم الذين تسنموا مناصب في العهد الجديد هم من الكلدان، ولا أعلم من خوله تقرير مصير الذين أنتخبهم الكلدان والذين يعملون ليل نهار في أرض الوطن، فالفرق بينه وبين كل من بهنام بولس وباسكال وردا ويونان هوزايا وباسمة يوسف وسعدي المالح ونزار حنا وباسم بلو وسالم توما وغيرهم عديدون هو أنهم يعملون على الارض وهو ينفث السموم بكتاباته من وراء المحيطات كما أنهم لا يعادون الاشورية مثله وهذا هو الفرق بين كلدانيتهم وكلدانيته. وعني شخصيا فلا يختلف الحال اذ يعلم كل من يعرفني بمساهماتي العديدة سواء في الوطن بالتطوع لسنين عديدة لتدريس لغتنا في المدارس الصيفية حيث قمت مع غيري وبأدارة القس المرحوم هرمز صنا بتعليمها للالاف ولا يهمني أذا سميت باللغة السريانية أم الكلداني أم الاشورية طالما هي نفس اللغة ونفس حروف الالب بيث التي أعتز بها كالاب الذي يعتز بأبنه بنفس الدرجة عندما كان أسمه كوركيس في القرية واصبح يسمى جرجيس في المدينة وجورج في بلد الاغتراب، وكذلك مساهماتي في نشاطات الجالية في ديترويت من غير تمييز على اساس اسم المؤسسة أذكر منها الهيئات الادارية لكل من النادي الاسرة الكلداني ومجلته الشعاع الكلداني والجمعية الثقافية المسيحية ومجلتها الثقافة والنادي الكلداني الامريكي وأمسياته الكلدانية وكذلك الامسيات الكلدانية لاذاعة صوت الكلدان والجمعية الخيرية الاشورية ومركز عشتار الثقافي واذاعته أذاعة عشتار وغيرها من النشاطات التي أعتز بها جميعا الا أن كل هذا لم ينقذني من تهمة الخيانة لأنني لست انقساميا، وهنا أليس من حقي أن أقول أنني أشعر بالفخر عندما يذمني أمثال هؤلاء؟
وعن أسم اشور ففي الساحل الايسر من الموصل في أي تقاطع شوارع تقف ستجد أمامك مختلف انواع المحلات التجارية باسم اشور أو نينوى مثلا بقالية اشور- لحوم نينوى- جرزات اشور- مكوى نينوى ….هذا أضافة الى أماكن أخرى مثل كازينو اشور – فندق نينوى- نقليات اشور – شارع نينوى وهكذا، ومن المعروف أن اصحابها هم من العرب والاكراد والشبك واليزيدية، فاذا يعتز كل هؤلاء بهذه الاسماء اليس من حقنا أن نعتز بها اسوة بهم أن لم يكن أكثر؟ أليس بأمكان الشخص أن يكون كلدانيا من غير معاداة أقرب الناس اليه الذين يشتركون معه بالتاريخ والارض والحضارة والدين واللغة والحاضر والمصير… وعن لقب الزوعاوية أي الانتماء الى زوعا فلا أجد فيه ما يجلب العار وأنما فيه كل ما يدعو الى الافتخار، وهنا سأتطرق الى بعض الحقائق وليس الافكار لأن الافكار قابلة للاختلاف عليها وهذا أمر طبيعي أما الحقائق على الارض فلا يمكن الاختلاف عليها لأنها واضحة أمام الجميع وضوح الشمس، فالذين قاموا بالتأسيس في وقت كان النظام الدكتاتوري في أوج قوته وبطشه لم يقدموا على مثل تلك الخطوة من أجل مصالح شخصية فمصالحهم الشخصية كانت في السكوت أو الانتماء الى الحزب الحاكم لتأمين أستمرارهم في دراساتهم وأعمالهم وفي أحضان عوائلهم وربما الحصول على بعثات دراسية، ألا أن الحال تطلب مضحين من أجلنا جميعا وهم الذين تقدموا معلنين استعدادهم للتضحية حتى بأنفسهم، وعندما تطلب الامر الالتحاق بالكفاح المسلح لم يتراجعوا عن أيمانهم وطريقهم وأنما لبُوا نداء القضية سالكين أصعب الطرق وأخطرها فعندما غادروا بيوتهم وعوائلهم ومدارسهم كانوا يدركون جيدا مدى خطورة العمل الذي يقدمون عليه ولم يجرؤ أي كان أتخاذ مثل ذلك القرار، فالطريق الصعب كان معروفا للكل وساحة الكفاح المسلح كان بامكان الكل وصولها، ولكن عندما لم نسلكها فهل من الانصاف والاخلاق أن نعتبر النخبة التي تبرعت بسلكها عارا؟ أليس من حقنا أن نفتخر بالشهداء يوسف ويوبرت ويوخنا وهم يصعدون أعواد المشانق من أجل أحياء قضية شعبنا، وبالشهداء جميل وشيبا وغيرهم في سوح الكفاح المسلح؟ أليس من حقنا أن نفتخر بالمقاتلين الذين دخلوا بلداتنا عام 2003 حرصا على شعبنا وهم لا يعلمون ماذا سيواجهون من أزلام النظام المقبور وأسلحته الفتاكة، والمعروف عن زوعا اصراره على دعم لغتنا العريقة، ودوره في دعم مدارسنا وهذا ما يشهد له الكل الى درجة أن مشروع المدارس السريانية أصبح مرتبطا بزوعا عند البعض، أضافة الى كل هذا أرى أن واجبنا أن نقف أجلالا لكل الذين سجلوا أولادهم خاصة في بداية هذه المدارس وهم لا يعلمون الى أين سيصلون فلقد ضحوا بمستقبل فلذات اكبادهم من أجل أحياء اللغة التي هي لغتنا جميعا. فأين هو العار هل هو باصرارهم على استقلالية قرارهم أم بأيمانهم المطلق بوحدتنا القومية ومرونتهم بموضوع التسمية؟ وهكذا الى درجة أذا أعرب شخص ما عن أعتزازه بلغته أو أيمانه بوحدتنا القومية يطلق عليه لقب زوعاوي، وهل هناك أعز من اللغة والوحدة فكلاهما مبعث فخر وليسا عارا. كثيرا ما يقال أن فلان عضو في زوعا وهو في الحقيقة ليس كذلك وعندما تستفسر عن سبب التنسيب يقولون أنه مدافع شديد عن لغتنا أو عن وحدتنا القومية. وبهذه المناسبة كتب أحد الانقساميين مؤخرا ذاكرا أن الدكتور جميل ميخا شعيوكا من زوعا وأنا على يقين أنه لا يعرف الدكتور جميل لا من قريب ولا من بعيد وأنما أستند بقوله هذا على ذكر الاخ جميل في كتابه أننا قومية واحدة (والغريب أن الكاتب هو عضو لجنة مركزية لاحد الاحزاب فتصوروا لو حكمنا مثل هذا الحزب كيف نرجع الى حال أصدار الاحكام عشوائيا).
وهكذا أصبح زوعا يعني الاعتزاز باللغة والايمان بالوحدة القومية واستقلالية القرار والعمل من أجل الجميع والاعتماد على الافعال وليس الاقوال وتجنب الانجرار الى صراعات داخلية تلهينا عن مهماتنا وواجباتنا تجاه شعبنا وقضيته الوطنية والقومية …. أليست هذه كلها أسمى أنواع النياشين من حق الانسان أن يفتخر بها ويحملها على رأسه. وأذا لا يفتخر بكل هذا فبماذا يفتخر؟ هل يفتخر بالانقسامي أم بالذيلي أم بالمتقلب أم بالبعيد عن الساحة أم بالساعي للكعكة أم بالذي يهز ذيله أمام الاخرين وأن تطلب الامر الوشاية بشعبه أم بالذي لا يعمل ولا يترك الاخرين يعملون أم بالذي يبني فكره على خلق الكراهية ومحاربة الاخرين فقط, أم بالذي لا هم له سوى بناء جدران بين بلداتنا وبين تلاميذ الصف في المدرسة السريانية الواحدة؟ فالعار كل العار بالذي يحاول بناء جدار فاصل بين كرمليس وبغديدا أو بين القوش والشرفية أو بين سرسنك واينشكي او بين عقرة ونهلة أم في أزقة كوماني بادعاء أن كل منهما من قومية تختلف عن الاخرى.
همسة أخيرة عن التسمية القطارية فكلنا نعلم أن الخيارات هي بين التسمية القطارية والانقسام وكل حريص لا يقبل بالانقسام، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فكلنا نعلم أيضا أن القطار يشمل عدة عربات تصل كلها الى الهدف مع بعضها واذا انفصلت عن بعضها فسوف تبقى في الطريق هدفا سهلا لقطاع الطرق لا يتركون منها الا البقايا التي لا قيمة لها تتراكم عليها الاتربة بمرور الزمن لتتوارى عن الانظار وتبقى صورها في المتاحف وكتب التاريخ، فشعبنا يعرف هذه الحقيقة ولهذا حجزت الاكثرية مقاعد لها في هذا القطار املا في الوصول الى هدفها أما الذين أختاروا الوقوف على الرصيف ورمي القطار بصواريخهم الكلامية فأتمنى أن يأخذوا مكانهم في هذا القطار فهو الذي سيوصلهم الى مبتغاهم وليس الوقوف على الرصيف و…
وهكذا أكرر خاتمة قصيدة لي القيتها في عنكاوا عام 2000 بمناسبة تأسيس زوعا حيث قلت ما ترجمته: (كلداني سرياني اشوري ورأسي مرفوع) وسيبقى هكذا وأن كره الكارهون.