سوريا – كبا / فورقونو ++ في السابع من آب من كل عام يحتفل الآشوريون في مكان تواجدهم بيوم الشهيد الآشوري ويكرسون في هذا الاحتفال كل مظاهر الفخر و الاعتزاز بأولئك الشهداء العظماء الذين قدموا أنفسهم و أرواحهم على مذبح الحرية في سبيل ثبات أمتهم و استمرارها في الوجود على أرضهم التاريخية.
وعلى مرِّ التاريخ كان الإنسان الآشوري مرتبطاً بالشهادة نتيجةً للمذابح التي كان يتعرّض لها في مكان عيشه من هكاري إلى طورعبدين إلى مديات إلى آزخ إلى سيميل إلى صوريا حيث طالته الإبادة الجماعية على مرِّ هذه المذابح و التي تُدعى اليوم بمذابح السيفو.
إن يوم السابع من آب من عام 1933 و الذي حدثت فيه مذبحة سيميل الرهيبة. لم يكن إلا نقطةً عار في جبين أولئك الذين أظهروا شوفينيتهم القومية و المتّسمة بالإرهاب و المتعطّشة لدماء الغير. من خلال اقرار مفهوم الغابة الذي لم تكن لتقبله المجتمعات الحضارية و الإنسانية حسب ما كانت تقرره عصبة الأمم آنذاك . لقد تزامن الاحتفال بيوم الشهيد الآشوري هذا العام مع كشف الستار على الجريمة البشعة التي قام بها النظام العراقي البعثي البائد في عام 1969 حيث أباد قرية صورية في شمال العراق عن بكرة أبيها.
فلقد تمّ كشف المقابر الجماعية و إجراء التحقيق فيها. ومنها نطالب كل الأحزاب والتنظيمات و المؤسسات الآشورية أن تعمل كل ما في وسعها على تدويل ملف هذه الجريمة النكراء و ربطها مع ملف مذابح الإبادة الجماعية التي قامت بها الحكومة التركية رسمياً و عبر مرتزقيها في عام 1915لعلّى المجتمع الإنساني اليوم يُنصف هذا الشعب ليستريح شهداءه في قبورهم.
أيتها الجماهير الآشورية
أننا اليوم كآشوريين نحتفل بيوم الشهيد الآشوري كضرورةٍ يُمليها التاريخ علينا من باب الشهادة التي تحظى باحترام و تقديس جميع الأمم. إلا أن هذا الإملاء لا يحمل في مضمونه تكريساً واستجراراً للحقد في وقتنا الحاضر على جميع الذين ارتكبوا هذه المذابح بقدر ما هو تبياناً للحاضر و المستقبل على أن لا تُرتَكب مثل هذا الجرائم بأيدي و تقنيات جديدة. لأن عقدة الخوف ما زالت ترافق الشعب الآشوري حتى في ظلِ حكومات مهشّرة بالديمقراطية. وما عمليات التهجير والقتل و التهميش الذي يتعرض له الشعب الآشوري الآن في العراق إلا دليلاً يُكرس عقدة الخوف وعدم الشعور بالأمان و خاصة بعد انتشار القوى الظلامية المتوشّحة بالإرهاب في أرض العراق.
أيتها الجماهير الآشورية
إن الشعب الآشوري في سوريا يحمل في سماته معالم الوطن بكل ما تعني هذه المعالم من حب الوطن و الدفاع عنه ضد كل أنواع الأخطار الخارجية. والعيش بسلام مع كل المكوّنات القومية التي تشكل نسيجه الحضاري و الثقافي. لذلك نطالب الحكومة السورية أن ترعى باهتمام كل الثقافات التي تشكل نسيجها الحضاري . و أن تُقر{ أي الحكومة } أن سوريا هي بلداً متعدد القوميات و الثقافات و أن من حق المواطن السوري أن يعيش في وطنه ضمن أُطرِ دستورية تحمي له حقوقه و تمايزه القومي تحت رايةٍ عليا هي راية الوطن التي لا بديلا عنها. وذلك من خلال إلغاء قانون الأحكام العرفية و إطلاق الحريات و إصدار قانون الأحزاب.
أيتها الجماهير الآشورية
إن ميلاد الحزب الآشوري الديمقراطي في السابع من آب عام 1977 وتزامنه مع ذكرى الشهداء الآشوريين . يحمل في طياته الحالة الجدلية ما بين الميلاد و الشهادة. وإن هذا الارتباط يُحمّل الحزب الآشوري الديمقراطي مسؤولية التحلّي بالصدق و الأمانة في العمل السياسي مع كافة التنظيمات السياسية الآشورية و أن يعمل بجهد كبير على تقريب وجهات النظر فيها و أن يبتعد قدر الإمكان عن أية مناورات سياسية تُكبسه مصالح حزبية ضيقة على حساب حقوق الشعب الآشوري ، ويدخل بذلك باب الخيانة.
عاش الشهداء الآشوريين ………..عاش شهداء الحرية في العالم ……………… عاش السلام العالمي
سوريا : 8 آب 2010م 6760 آ
القيادة المشتركة للحزب الآشوري الديمقراطي
وحزب تحرير آشور (فورقونو )