بيث زالين(سوريا) – مطاكستا ++ يحتفل شعبنا الكلداني السرياني الآشوري بيوم الشهيد في السابع من آب، مستحضرا بألم وأسى ذكرى مجزرة سيميل التي مازالت حية في ذاكرة وضمير كل فرد من أبناء شعبنا.، حيث سقط الآلاف من أهل بلدة سيميل المسالمين الأبرياء، ضحية للحقد والعنصرية في السابع من آب عام 1933 إثر مهاجمتها من قبل الجيش العراقي بقيادة المجرم بكر صدقي بمنتهى الوحشية والهمجية. وذلك عقابا لشعبنا على مطالبه السلمية بضرورة الحفاظ على وجوده القومي ونيل حقوقه المشروعة في وطنه. ومثل ذلك وصمة عار على جبين الإنسانية، وانتهاكا لحقوق شريحة عراقية أصيلة بكل ما تملك من قيم وبعد حضاري يمتد عميقا في تاريخ الرافدين، ومأساة وطنية ، من حيث تداعياتها اللاحقة على مسار وتطورات الحياة السياسية وعسكرتها في العراق، والتأسيس لثقافة العنف والتطهير في المجتمع، التي ما زالت فصولها تتوالى في العراق وخاصة حيال شعبنا بشكل يتنافى مع قيم الشراكة والعيش المشترك.
تتزامن ذكرى مجزرة سيميل مع الكشف عن أشلاء ضحايا مجزرة صوريا التي دفنتها السلطات العراقية في مقابر جماعية عام 1969. ومع تكثيف الجهود المبذولة من قبل أحزاب ومؤسسات شعبنا، لدفع الحكومة التركية للاعتراف بجريمة الإبادة الجماعية (السيفو) التي ارتكبها أسلافها من الاتحاديين الأتراك أثناء الحرب العالمية الأولى وذهب ضحيتها ما يقارب نصف مليون شهيد من أبناء شعبنا، وهذا يفرض على قوى ومؤسسات شعبنا تنسيق جهودها والتحرك لدى المحتمع الدولي من أجل فضح مرتكبي هذه الجرائم وتلك التي اقترفت بحق شعبنا في العراق منذ الاحتلال الأمريكي، ودفعهم لتحمل مسؤولياتهم القانونية والسياسية والأخلاقية، ومطالبتهم بالاعتراف بها والاعتذار عنها.
إننا لا نهدف من وراء استذكار هذه المآسي والإشارة إلى تداعياتها الأليمة، إلى اجترار الآلام والأحزان، أو الدعوة إلى الثأر، بل نتطلع إلى تجنيب المنطقة وشعوبها تكرار حصول هذه المذابح من خلال نبذ ثقافة العنف والتعصب والعنف والإقصاء، والتمسك بقيم العيش المشترك، وتكريس ثقافة الاعتذار والصفح والغفران والتسامح وقبول الآخر،كأساس لبناء مجتمعات متحضرة تسودها علاقات الأخوة والشراكة.
وفي الوقت الذي نحيي فيه ذكرى مجزرة سيميل، فإننا ندين أيضا، استمرار عمليات القتل والتطهير القومي والديني وعمليات التهجير المنظمة ضد أبناء شعبنا في العراق، والتي تقوم بها قوى الإرهاب الظلامي، كما وندعو الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها في فرض الأمن والاستقرار في العراق، و تأمين الحماية اللازمة لشعبنا والاعتراف الدستوري بكافة حقوقه القومية بما في ذلك الحكم الذاتي.
إن إحياء يوم الشهيد هو تأكيد على البعد القومي لهذه المناسبة، فدماء وتضحيات شهداء سيفو وسيميل وصوريا ومار شمعون بنيامين، توما أودو، فرج رحو، اسكندر بولص، فرنسيس شابو، ويشوع مجيد هدايا..وكل شهدائنا الأبرار، توحدنا وتجمعنا حول القيم والمبادىء التي ضحوا من أجلها حفاظا على هويتهم القومية والوطنية وحقنا في الوجود والحرية. وهذا يجب أن يحفزنا على تجاوز انقساماتنا وخلافاتنا، والعمل نحو المزيد من التعاون والتفاهم بين أحزابنا ومؤسساتنا في الوطن والمهجر من أجل تعزيز وجودنا وتحقيق تطلعاتنا القومية المشروعة. تحية إجلال وإكبار لشهداء شعبنا ووطننا
– سوريا: 3 آب 2010 / 6760 آ
المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي