أورال كالسلار
عنكاوا كوم ( تركيا )- وكالات ++ واجه أحد المسيحيين السريان ويدعى يوحنا أكتاز في جنوب شرق تركيا عقبات بيروقراطية أثناء سعيه لفتح مصنع لانتاج النبيذ، إذ يعتقد أن هذه العقبات وُضِعت في طريقه لأن الخمر ممنوعاً في الديانة الاسلامية التي يتدين بها غالبية الشعب التركي. جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "ديلي راديكال" التركية في عددها الصادر، الاربعاء 4 آب الجاري.
وكتب أكتاز رسالة الى وكالة ديلي راديكال وقال "لم يُباع لي الحديد والاسمنت ولم يحضر سائق الجرار ولعدة أشهر لم أتمكن من أن أجد مهندساً باختصاص الأغذية، لم أتمكن من أن أجد إلا كيميائياً من ديار بكر. كل ذلك لأنهم [يقولون صنع الخمر] خطيئة. وقد بنى مسيحي سرياني ومواطن تركي يعيشان في منطقة مديات، جنوب شرق محافظة ماردين، مصنعاً لانتاج النبيذ لكنه يقول بأنه لم يتمكن من تأمين امدادات الماء وتعبيد الطريق الى المصنع. ومن الشائع قيام العوائل السريانية التي تعيش في المنطقة من انتاج الخمور لكنه يصعب على المستهلكين العثور عليها لأنها لا تباع في المحال التجارية.
وقال أكتاز، الذي كان يعمل في صناعة المجوهرات، في رسالته بأنه قد أعدَّ اقتراحاً لبناء مصنعاً لانتاج الخمور السريانية المحلية. وتعَّد هذه الصناعة ممارسة مهمة للمسيحيين من الناحيتين الثقافية والدينية. وأضاف بأنه قدم اقتراحه الى وزارة الزراعة وحصل على ترخيص من وكالة تنظيم وتسويق الكحول والتبغ، أو TAPDK، قبل عامين، لبناء المصنع، مشيرا الى انه قد حصل على الترخيص لكن المشاكل بدأت هناك. وأضاف أكتاز، بعد بضعة أيام من حصوله على الترخيص تمت مداهمة منزله ليلاً من قِبَل الشرطة، وادعى بأنهم قاموا بتحطيم الباب الأمامي للمنزل وتعرض للضرب أمام أولاده من قِبَل ضباط الشرطة. وتم التفتيش عن الخمر في غرفة نومه وكل الأدراج في المنزل.
وأشار الى مجيء النيابة العامة الى منزله بعد وقوع الحادث. وتابع بأنه قدم شكوى ضد ضباط الشرطة ولكن المحكمة أصدرت غرامة رمزية لواحد منهم فقط، مضيفاً بأنه تمت محاكمته بتهمة انتاج النبيذ في المنزل بطريقة غير قانونية بسبب الخمور التي عثرت عليها الشرطة في قبو المنزل. وقال في المحكمة أن بعض من هذه الخمور تعود الى أصدقائه، أما البقية فقد تم انتاجها للاستخدام في المراسيم الكنسية. لكن المحكمة لم تأخذ بشهادة أصدقائه ولم تأخذ بنظر الاعتبار الشعائر الدينية التي تُنتج الخمور من أجلها. وأضاف أكتاز قائلاً إن المحكمة قامت بتغريمه وشريكه مبلغ 180,000 ليرة تركية.
وقام باستئناف القضية في المحكمة العليا للاستئناف، مشيراً الى استمرار مداهمة منازل السريان في المنطقة اعتماداً على الادعاء بقيامهم انتاج النبيذ بطريقة غير قانونية. وقال أكتاز، بالرغم من قيامه بالتقديم الى عدة مؤسسات إلا أنه لم يتمكن من جلب المياه وخطوط الهاتف وتعبيد الطريق الى بناية المصنع. وأضاف أنه قد دفع 100,000 ليرة لتعبيد طريقاً مؤقتاً وإيصال التيار الكهربائي الى المصنع. وقال لقد اكتمل المصنع المجهز بالمكائن من ايطاليا، إذ تم بنائه باستخدام الأساليب المعمارية السريانية التقليدية، ولكنه لا يمكن انتاج النبيذ.
واوضح أكتاز أن بعض من أصحاب الأراضي هددوا بقطع التيار الكهربائي وذلك برفع الأعمدة الكهربائية الواقعة في أراضيهم والتي تنقل الطاقة الكهربائية الى المصنع. وقال محافظ ماردين، حسن دورور، لو قام أكتاز ببناء مصنعه ضمن حدود المنطقة الصناعية لكان بإمكانه الحصول على البنى التحتية واكتمالها في الوقت المحدد.
وأضاف بأن المواطنين يقومون ببناء المصانع في أي مكان ومن ثمَّ يطلبون البنى التحتية، وأردف بأن ذلك غير ممكن. ورداً على ادعاء المحافظ، قال أكتاز، قمت ببناء المصنع على مساحة من الأرض مؤجرةً له لمدة 49 عاماً من قِبَل وزارة المالية، وأضاف، أنا لم أقوم ببناء المصنع بشكل عشوائي.
– 4 آب 2010