حاوره : د. بهنام عطاالله
– بداية نرجو أن تبين للقارئ الكريم متى إنبثق المجلس الشعبي رسميا ً وما هي أبرز مبررات تأسيسه؟
*إنبثق المجلس رسمياً بتاريخ 15ايار2007 في قاعة مركز مار يوسف الثقافي في كرمليس، بعد إجراء إنتخابات فيما بين أعضاء المجلس الشعبي المنتخبين في مؤتمر عنكاوا والمنعقد بتاريخ 12-13/ آذار عام 2007، لإختيار هيئة الرئاسة، وجرت الإنتخابات بحضور القاضي علي أصغر عبد الرزاق حسن, قاضي محكمة بداءة الحمدانية, والمحامي خالد فريد دنحا رئيس اللجنة المشرفة, وعضوية كل من السادة سليمان نعوم وحنان يونس يوسف.
– ما هي الأهداف الأساسية التي جاء من أجلها المجلس؟
* لعلّ من أهم الأهداف الأساسية للمجلس هي:
1. توحيد الجهود والخطاب القومي في القضايا المصيرية لشعبنا.
2. متابعة مقررات وتوصيات المؤتمر الشعبي والعمل على تحقيقها.
3. العمل على تثبيت الحقوق المشروعة لشعبنا في الدستور الفدرالي بما فيها حقه في الحكم الذاتي، ضمن مناطقه التاريخية والتي يشكل فيها كثافة ديموغرافية.
4. تفعيل المادة (35) من دستور إقليم كوردستان العراق لبناء مؤسسات الحكم الذاتي.
5. العمل على متابعة مشاكل الأراضي والعقارات المتجاوز عليها في المدن والقرى.
6. العمل من أجل إزالة جميع آثار التغييرات الديموغرافية المفروضة على مناطق تجمعات شعبنا وإعادة الحقوق إلى أصحابها الشرعيين من خلال تطبيق المادة (140) من الدستور الإتحادي.
7. العمل على تثبيت الحقوق الشخصية لأبناء شعبنا في القوانين الوضعية وفق مبادئ حقوق الإنسان والعمل على معالجة القوانين المجحفة التي تتعارض مع خصوصيته الدينية.
8. مساعدة المتضررين من أبناء شعبنا بسبب الظروف الإستثنائية التي مرت على البلاد والتخفيف من معاناتهم.
9. العمل على تنشيط الحوار وبذل الجهود لتقريب وجهات النظر بين تنظيماتنا القومية، وإيجاد صيغ العمل المشترك بما يخدم المصلحة القومية والوطنية.
10. تمتين العلاقات والتواصل مع أبناء شعبنا ومؤسساته في دول المهجر وتقوية أواصرهم مع الوطن الأم ومؤسساته.
11. الإهتمام باللغة والثقافة السريانية ودعم نشرها على مختلف الصعد.
12. تعميق مفهوم علاقات العيش المشترك مع كافة المكونات الأثنية والدينية في الوطن.
13. العمل من أجل تثبيت أبناء شعبنا على أرضهم التاريخية والحد من ظاهرة الهجرة.
14. السعي إلى توفير فرص العمل والعيش الكريم لأبناء شعبنا على أرضه.
15. الإهتمام بالشبيبة بإعتبارها الأساس الفاعل لبناء المجتمع.
– ماهي طموحاتكم حول وحدة أهداف شعبنا السرياني الكلداني الآشوري؟وهل أنتم جادون في ذلك ؟
*هي ليست طموحات بقدر ما هو إيمان مطلق وبدون أدنى شك، بأننا شعب واحد لا بل قومية واحدة، بعدة تسميات، يربطنا التاريخ والدين والأرض والعادات والتقاليد واللغة، والمصير الواحد، ونحن نعمل بكل جدية من أجل إزالة هذه الحواجز التي فرضت علينا عبر التاريخ، ولأسباب معروفة لدى الجميع، ولقد أثبتت الحقائق على الأرض بأن غالبية آراء شعبنا هي مع التوحيد وليس شيء أكبر من إرادة شعبنا، ونحن نؤمن بأننا بوحدتنا سوف ننال كامل حقوقنا القومية وصولاً إلى الحكم الذاتي.
– هل ظهرت مبادرات لتقارب وجهات النظر فيما يخدم مصلحة شعبنا مع الحركات والأحزاب السياسية العاملة في مدننا؟
نعم، إننا في المجلس الشعبي، كنا سباقين في المبادرة لتقريب وجهات النظر فيما بين مؤسساتنا وأحزابنا القومية، بما يخدم المصلحة العليا لشعبنا، وكانت آخر هذه المبادرات، هي زيارة وفد "مطكستا" للمجلس الشعبي، حيث إجتمعنا معهم بخصوص هذا الموضوع، ونحن كرئاسة المجلس والهيئة التنفيذية، كان جوابنا واضحاً وهو إننا لا نلتقي مطلقاً مع الذين يحاولون تقسيم شعبنا وتجزئته، أما بالنسبة إلى الأحزاب الأخرى التي تؤمن بمشروعنا السياسي ووحدتنا القومية، فليست لدينا معهم مشكلة إطلاقاً. وأيضاً بالنسبة إلى الأحزاب التي تختلف معنا في سقف مطاليبنا القومية، فنحن مستعدون للحوار معهم في أي مكان، وبدون أي شرط مسبق، لأننا مقتنعين بالمشتركات فيما بيننا، ونخص منها بالذكر موضوع الطلبة الجامعيين في سهل نينوى وإنشاء جامعة هناك، وأيضا أكدنا على إمكانية إيجاد آلية مشتركة للعمل معاً لأعضائنا الخمسة الفائزين في مجلس النواب العراقي، من أجل المصلحة العليا لشعبنا.
– طر حت عدة أراء وعدة محاور في مؤتمر أربيل الثاني ( سورايا ) 2009 . ما مدى تطبيقكم لهذه المقررات ؟
* نعم كانت هناك في المؤتمر الشعبي خمسة محاور، تم مناقشتها والتصديق على التوصيات التي أقرها المؤتمرون والمحاورون وهي:
1- الحكم الذاتي والمادة 140 في الدستور الإتحادي.
2- الهجرة ومستقبل شعبنا في الوطن.
3- الخطاب السياسي الموحد والعمل القومي المشترك.
4- التغيير الديموغرافي وأثره على وجود شعبنا.
5- توصيات عامة.
بالنسبة للمحور الأول وهو الحكم الذاتي والمادة (140) من الدستور الإتحادي، نحن نعمل على أن نوضح لشعبنا من خلال القنوات الفضائية ووسائل الإعلام، بأن الحكم الذاتي بعد أن أقر في إقليم كوردستان أصبح واقع حال ضمن المادة (35) من الدستور، ننتظر الإستفتاء عليه ثم نعمل على تفعيل الحكم الذاتي وتطبيقه على أرض الواقع، من خلال بناء مؤسساته، وهناك دراسة كاملة طرحت في المؤتمر، ومن المؤمل أن تناقش بعد الإستفتاء على الدستور. أما بالنسبة إلى المادة (140) فهي مادة دستورية وتهمنا كثيراً خصوصاً فيما يتعلق بمناطق سهل نينوى ضمن هذه المادة.
– من خلال حديثكم ذكرتم المادة 140 ماذا تنص هذه المادة؟
* تتمحور هذه المادة (140) على التطبيع، إزالة كل شكل من أشكال التغيير الديموغرافي في المنطقة، ونحن مهتمون جداً بها، ومن ثم الإحصاء، وحسب إعتقادنا سوف يحصل هذا العام، والمرحلة الثالثة وهي الإستفتاء، ونحن كمجلس شعبي نحترم إرادة شعبنا في سهل نينوى مهما يكون قرارهم، وهذا حق مشروع لهم. كما يعمل مجلسنا على تقديم إيضاحات شافية لكافة القوى السياسية الوطنية والقومية العراقية حول مشروعية الحكم الذاتي لشعبنا في مناطقه التاريخية، وفق المفهوم الوطني، وضمن العراق الديمقراطي الإتحادي الموحد، وللتأكيد على كلامنا هذا، المذكرة التي تليت في المؤتمر والتي أرسلت إلى برلمان وحكومة العراق الإتحادية لتثبيت حقنا القومي في مشروع الحكم الذاتي لشعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) في دستور العراق الإتحادي، بغية ضمان مستقبل تواجد شعبنا في الوطن، وفي نية المجلس أيضاً تقديم مذكرة إلى برلمان وحكومة إقليم كوردستان العراق بعد أجراء الإستفتاء على دستور الإقليم لتشريع قانون لتطبيق وتنفيذ مشروع الحكم الذاتي لشعبنا إستنادا للمادة 35 منه. أما بالنسبة إلى المحور الثاني وهو الهجرة ومستقبل شعبنا في الوطن، فالمجلس الشعبي مهتم كثيراً بموضوع الهجرة ومدى تأثيرها على شعبنا وعلى مصيره في العراق، حيث قدّم مذكرات عديدة إلى منظمة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بهذا الخصوص، والمجلس الشعبي يدرس كيفية رعاية أبناء شعبنا العائدين طوعياً من المهجر إلى الوطن، وتسهيل عودتهم مع توفير المستلزمات الممكنة لإستقرارهم في الوطن، والطلب من الحكومة الإتحادية لتتحمل مسؤوليتها تجاه أبناء الوطن دون تمييز، وأيضا عملنا على تشجيع الإستثمارات والفعاليات الإقتصادية في مناطق تواجد شعبنا من خلال التنسيق مع منظمات الأمم المتحدة والمجتمع المدني والمؤسسات الخيرية في العالم، حيث قدمنا المشاريع المدروسة والمناسبة لكل منطقة تابعة لأبناء شعبنا لغرض إنجاز مشروع لخلق فرص العمل للحد من الهجرة، وكذلك عملنا وبالتنسيق مع فضائية عشتار على عرض برامج عن سلبيات الهجرة.
وفي المحور الثالث الخطاب السياسي الموحد والعمل القومي المشترك: فنحن نعمل من أجل ترسيخ قاعدتنا الجماهيرية وإفهامها بالمشروع المقدس المستند إلى مبادئ الوحدة القومية والحكم الذاتي لشعبنا، من خلال تنشيط أعضاء الإرتباط ليكونوا المرآة العاكسة لزيادة أواصر المحبة ما بين الجماهير والمجلس، وعملنا ونعمل بجد وإيمان بأن الوحدة بين مؤسسات وأحزاب شعبنا هي هدفنا الرئيسي لإنقاذه وإيصاله إلى بر الأمان والحصول على حقوقه القومية كافة، وفق الأسس والثوابت القومية والمصلحة العليا لشعبنا. أما بالنسبة إلى المحور الرابع التغيير الديموغرافي وأثره على وجود شعبنا: فالمجلس قدم مذكرات رسمية إلى الحكومة الإتحادية وحكومة الإقليم لإتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لإيقاف وإلغاء كافة القوانين والقرارات المتخذة سابقاً بهدف تغيير الواقع الديموغرافي المخالف للدستور العراقي الإتحادي وأيضاً قدمنا دراسات إقتصادية إلى منظمات المجتمع المدني لإقامة مشاريع وتطوير مناطق تواجد أبناء شعبنا.
وأخيرا وفي المحور الخامس فهناك (توصيات عامة) فقد بعثنا مذكرة إلى برلمان وحكومة العراق الإتحادي لتخصيص المقاعد الكافية التي تتناسب مع عدد أبناء شعبنا في الوطن والمهجر، إستنادا لقانون الإنتخابات رقم (16) لسنة 2005 والتي تقرر بموجبه مقعد برلمان واحد لكل 100 ألف نسمة من الشعب العراقي، وحيث إن عدد أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، يقدر حالياً بحدود مليون ونصف المليون، لذلك طلبنا في المذكرة بأن يتم تخصيص (15) خمسة عشر مقعداً، لأبناء شعبنا في مجلس النواب العراقي. كما قدمنا مذكرة إلى المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات في بغداد وأربيل لغرض مشاركة أبناء شعبنا في رئاسة المفوضية ولجانها الفرعية لتحقيق الشفافية والعدالة في التعامل مع المكونات القومية والدينية الصغيرة، كما طلب المجلس رسمياً من حكومة العراق الإتحادية وبالتنسيق مع حكومة إقليم كوردستان، لتخصيص ميزانية خاصة مستقلة لإزالة التجاوزات على الأراضي والقرى والقصبات والمدن التي يسكنها أبناء شعبنا، وفق ما جاء في المادة (140) من دستور العراق الإتحادي.
– هل فتحتم قنوات للعمل والمطالبة بالحكم الذاتي مع الحكومة المركزية علماً أننا نعلم أن هذا المشروع قد تم التصويت عليه في برلمان إقليم كوردستان وهو في طريقه للتنفيذ ضمن مناطق الإقليم ؟
* نعم لقد فتحنا قنوات للمطالبة بالحكم الذاتي مع الحكومة الإتحادية، حيث بعد إنتهاء المؤتمر الشعبي الثاني مباشرة وإنتخاب هيئة الرئاسة، إلتقينا في بغداد مع رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور أياد السامرائي، وطلبنا منه رسمياً، تغيير المادتين (116) و(125) من دستور العراق الإتحادي، لتصبح المادة (116) (يتكون النظام الإتحادي في جمهورية العراق من عاصمة وأقاليم ومحافظات لا مركزية والحكم الذاتي وإدارات محلية). وتصبح المادة (125) (يضمن هذا الدستورالحقوق القومية والثقافية والإدارية والسياسية والتعليمية للقوميات المختلفة كالتركمان، والكلدان السريان الآشوريين بما فيها الحكم الذاتي، وينظم ذلك بقانون.) كما إلتقينا بالسيد عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامي وطرحنا عليه مطلبنا بمشروع الحكم الذاتي وضرورة إدراجه في الدستور الإتحادي، ولم تسنح لنا الفرصة لغرض اللقاء ببقية الكتل والمسؤولين لإنشغالهم بالإنتخابات القادمة وسفرهم خارج البلد.
– هل دخلت قائمة المجلس الشعبي بتحالفات مع كتل سياسية أخرى ؟
* لم تدخل قائمة المجلس الشعبي بتحالفات مع أي كتلة سياسية لحد الآن ورئاسة المجلس حريصة على بناء علاقات متوازنة مع كل الكتل الوطنية، بشرط أن تكون هذه العلاقة مبنية على أساس الإحترام المتبادل وإعتبار شعبنا شعب أصيل لديه حقوق قومية وسياسية وعليه واجبات..حاله حال جميع مكونات الشعب العراقي.
– لقد فازت قائمة المجلس الشعبي بمقعدين ما هي توجهات القائمة في مجلس النواب. نرجو أن توضح ذلك للقارئ الكريم؟
* بداية نحن نشكر جميع الذين صوتوا لقائمة المجلس الشعبي والذين لم يصوتوا، وإن هذا الإلتفاف الجماهيري حول المجلس، يدل دلالة واضحة على مدى تفهم جماهير أبناء شعبنا للمشروع الذي طرحه في الساحة, وأيضاً يدل على مدى ثقة الجماهير بمصداقية المجلس من خلال حرص المجلس على مصالح شعبنا، والمجلس بادر رسمياً بضرورة العمل معاً للأعضاء الخمسة الفائزين في إنتخابات مجلس النواب العراقي.
– في خضم الصحف والمطبوعات الصادرة في مناطق تواجد أبناء شعبنا ومنها سهل نينوى، وبإعتباركم رئيس تحرير جريدة سورا(سَبٌرا)، ماذا ستقدم الجريدة للقارئ الكريم؟
* جريدة سَورا (سَبٌرا) جريدة سياسية قومية ثقافية عامة هدفها الرئيسي تقديم كل ما هو مفيد للقارئ وتطعيم فكره بالثقافة الحرة والتطلعات القومية وبخاصة أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري والتأكيد على حقوقهم المشروعة في الحكم الذاتي ووحدة التسمية بغية تحقيق طموحاتهم وآمالهم في العيش المشترك تحت ظل عراق ديمقراطي فدرالي إتحادي موحد.
– كلمة أخيرة تريد أن تقولها لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري.
* الكلمة الأخيرة التي نوجهها لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، هي إننا أعطينا وعداً لأبناء شعبنا بالحصول على كافة حقوقنا القومية، وصولاً إلى الحكم الذاتي في عراقنا الإتحادي الديموقراطي الجديد، وسوف لن نتنازل عن ذلك، لأنه من حق شعبنا أن يعيش في العراق الجديد، بكرامة ورأس مرفوع، وحرية تامة، ضمن العراق الواحد الموحد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضاءة ذاتية:
شمس الدين كوركيس زيا شمس الدين البيلاتي. من مواليد مدينة كركوك عام 1963. متزوج وله ولد وثلاث بنات. حاصل على شهادة دبلوم فني عام 1984-1985. كما حصل على شهادة بكالوريوس قانون عام 2005- 2006. من نشاطاته إشتراكه في ثلاث مؤتمرات قومية لشعبنا. حصل على شهادة تقديرية من شركة مارسيدس في الدورة المقامة في الشركة العامة لتجارة السيارات من تاريخ 24-29 شهر شباط سنة 1990.إشترك في المؤتمر الوطني العراقي عام 2004.رئيس فخري لجمعية الشؤون الإجتماعية للعشيرة، التي تهتم بتنظيم مراسيم الوفاة والأفراح ودعم الأُسر المتعففة، وفق النظام الداخلي للجمعية.من الكلمات المأثورة التي يؤمن بها: المحبة والوحدة والسلام. الحكمة التي تأثر بها: لا تحزن لخير يناله مبغضك ولا تفرح لشر يصيبه.