أربيل(العراق) – وكالات ++ قال مدير عام الثقافة والفنون السريانية في إقليم كردستان العراق إن حلقة دراسية متخصصة بالأدب واللغة السريانية ستعقد الخميس، 8 تموز 2010، في محافظة أربيل، يشارك فيها عدد من الأكاديميين والباحثين والأدباء والمهتمين.
وأضاف الدكتور سعدي المالح أن " الحلقة الدراسية التي تقيمها مديريته العامة يشارك فيها أكثر من 26 باحثا أغلبهم أكاديميون ومتخصصون في الأدب واللغة، ويحضرها للاستماع إلى الأبحاث ومناقشتها نحو خمسين آخرين وجلهم من الأكاديميين والمهتمين والأدباء والمدرسين والمتخرجين من الثانويات السريانية المتخصصة."
وأضاف أن " محاور الأبحاث تتوزع على قواعد اللغة السريانية وبلاغتها وإشكاليات تعليمها، وعلى الأدب السرياني الكلاسيكي والمعاصر بما في ذلك الرواية والشعر والمسرح، والمخطوطات السريانية، والدراسات اللغوية المقارنة، فضلا عن الأبحاث المتخصصة بحياة الأديب والمؤرخ أدي شير وأدبه باعتبار أن هذه الحلقة تحمل اسمه." وأشار المالح إلى أن في خطة المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية أن تجعل من إقامة مثل هذه الحلقة الدراسية تقليدا سنويا للمساهمة في تطوير الأدب واللغة السريانية، على أن تعقد كل سنة في بلدة من البلدات ذات الأغلبية السريانية، وتحمل اسم أحد مشاهير الأدباء السريان في تلك المنطقة.
وأوضح أن " الحلقة هذه تحمل اسم الأديب والمؤرخ المطران الشهيد أدي شير (من شقلاوة بمحافظة أربيل) تقديرا لنتاجه في مجالات التاريخ والتراث واللغة، ولهذا ارتأينا أن تقام بمحافظة أربيل، في عنكاوا ومن ثم في مسقط رأسه شقلاوا تحديدا. إذ تعقد جلستان من جلسات الحلقة يوم الجمعة في شقلاوة يزور بعدها الباحثونً نصب الكاتب وعددا من المواقع الأثرية ثم يختتم اليوم الثاني بأمسية شعرية تخليدا لذكراه." وتابع"على هذه الحلقة الدراسية نعقد آمالا كبيرة في ظل غياب المؤسسات الأكاديمية السريانية في كردستان كأقسام اللغة السريانية في جامعات الإقليم ومجمع اللغة السريانية واتحاد أدباء وكتاب موحد يكون مظلة مهنية لجميع أدبائنا وكتابنا."
وأضاف"ليست اللغة السريانية أقدم لغة حية في العراق فحسب بل واحدة من أقدم لغات العالم الحية، كتبت بها الآلاف من المخطوطات والكتب في العلوم البحتة والآداب واللاهوت والفلسفة والتاريخ وغيرها منذ أكثر من ألفين وسبعمائة سنة ولحد الآن. على سبيل المثال لدينا في الشعر والأدب الكلاسيكيين برديصان من القرن الثاني ومار افرام من القرن الرابع و قورلونا وبالاي وبرصوما من القرن الخامس ويعقوب السروجي ونرساي وفيلينوس المنبجي من القرن السادس وماريعقوب الرهاوي من القرن الثامن وأنطوان التكريتي من القرن التاسع وابن العبري وابو نصر البرطلي وكوركيس وردا وخاميس القرداحي من القرن الثالث عشر وغيرهم الذين نظموا أجمل القصائد وكتبوا أشهر السير والقصص وكتب التاريخ."
وذكر من الكتاب المحدثين في القرنين التاسع عشر والعشرين "أفرام برصوم ونعوم فائق وتوما أودو وبنيامين أرسانيس وفريد نزها ويوسف قليثا وأوجين منّا وبطرس نصري ويوسف إقليمس داود وجرجس قندلا وجرجس عبد يشوع خياط وادي شير ويوسف داود زبوني ونعمة الله دنو واسحق أرملة ويعقوب ساكا ويوحنا دولباني وبولس بهنام وفولوس كبرييل وعشرات غيرهم." ونوه إلى أن "اللغة السريانية سادت لأكثر من ألف سنة في المشرق إذ كانت حلقة وصل كبرى بين الثقافتين اليونانية والعربية.
وهذا يعني أنها تشكل جزءا هاما من حضارة إقليم كردستان والعراق برمته والحضارة الإنسانية جمعاء فلا بد من الحفاظ عليها بل وتطويرها ونشرها بحيث تواصل العطاء". وطالب الاهتمام بتطوير هذه اللغة عبر نشرها "من خلال المدارس والدورات والإذاعة والتلفزيون والصحف والمجلات والكتب والتشجيع على تعلمها." مشيرا إلى "ضرورة دعم عملية التعليم الشامل باللغة السريانية في الدراستين الابتدائية والثانوية للمدارس التي أكثرية طلابها وطالباتها من السريانـ المطبقة في مدارس الإقليم" داعيا أولياء أمور الطلبة إلى إرسال أبنائهم إلى هذه المدارس.
وفي الختام اقترح المالح "تأسيس مجمع للغة السريانية مدعوما من قبل الدولة يتولى تقديم الدراسات والأبحاث والمقترحات العملية لتطوير هذه اللغة وتجديدها. وفتح أقسام للغة السريانية وآدابها في جامعات الإقليم لتعليم اللغة أكاديميا ودراسة آدابها على وفق أصول البحث العلمي."