الرئيسية / مقابلات / السيد كبرئيل موشي كورية (مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الاثورية الديمقراطية) يتحدث الى عنكاوا كوم

السيد كبرئيل موشي كورية (مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الاثورية الديمقراطية) يتحدث الى عنكاوا كوم

عنكاوا كوم ـ سوريا

اجرى موقع "عنكاوا كوم" لقاءً، حصرياً مع مسؤول المكتبالسياسي للمنظمة الملفونو المهندس كبرئيل موشي كورية، تحدث فيها عن ملابسات منعالسلطات الامنية السورية احتفالات المنظمة بمناسبة ذكر تأسيسها الـ 53، هذا نصه :

ـ عنكاوا كوم : تحت أي شكل من الأشكال تضعونقرار المنع الذي طال احتفالاتكم بالذكرى الـ 53 لتأسيس منظمتكم.

ج ـيندرج هذا القرار في إطار التضييق على الحريات العامة، ومنع أي حراك سياسي ديمقراطيفي البلاد، بقصد إبقاء المجتمع بعيداً عن السياسة والتعاطي في الشأن العام، ولتحقيقذلك تتبع السلطات أساليب ووسائل عديدة ومتنوعة أضحت ملازمة لحياتنا، مستفيدة في ذلكمن استمرار العمل بقانون الطوارئ، وعدم وجود قانون للأحزاب وللجمعيات. وهذه ليستالمرة الأولى التي تمنع فيها المنظمة الآثورية الديمقراطية من إقامة احتفالاتهاوأنشطتها، ولكن كان يتم تبليغها بقرارات المنع الصادرة من الجهات الأمنية قبل يوممن موعد الاحتفال معللة قراراتها بالأوضاع الأمنية في البلاد وغير ذلك من الأسبابغير المقنعة. فكنا نعمد إلى إلغاء الاحتفال العام والاستعاضة عنه باجتماعات مصغرةفي المنازل تلافيا للصدام والمجابهة الغير واردة في نهجنا. علماً أنه أقمنا هذهالاحتفالات في سنوات سابقة دون تدخل الأجهزة الأمنية، وذلك اعتماداً على سياسة غضالنظر المتبعة أحياناً، وهي ليست سياسة ثابتة، وإنما تخضع لمزاج وإرادة وتقدير هذهالأجهزة، والتي يصعب علينا تفسيرها أحياناً.
لكن هذه السنة اختلفت الطريقة، فقبلبدء الاحتفال بلحظات قدمت دورية ضمت عدداً كبيراً من رجال الأمن المدججين بالسلاح،واستدعاني قائد الدورية إلى خارج مكان الاحتفال باعتباري مسؤولاً للمكتب السياسيللمنظمة، وبلّغني بقرار السلطات بمنع إقامة الاحتفال وفض الاجتماع بأسرع وقت وتحتطائلة المساءلة القانونية، متذرعاً بأن المنظمة لم تحصل على موافقة رسمية لإقامةهذا الاحتفال، وعندما أخبرته بأن المنظمة ليست مرخصة قانوناً، وان الموافقات حتىللأحزاب والجمعيات الرسمية تكتنفها صعوبات وعراقيل يعرفها الجميع. وأثناء حديثي معهبدأ عريف الحفل في الداخل بالترحيب بالحضور، فأرسل آمر الدورية فوراً بعض رجالهفأوقفوه عن الاستمرار. وخلال نقاشي معه أكدت له أن هذا الاحتفال لا يمس الاستقرارأو السلم الأهلي في البلاد، بل على العكس يأتي تجسيداً للوحدة الوطنية بكل تنوعهاالقومي والديني والسياسي، وترسيخاً للاستقرار، وأن منعه وفضه بهذه الطريقة يسيء إلىسمعة البلاد وصورتها خصوصاً في ظل وجود أعداد كبيرة من أبناء شعبنا المغتربين. وطلبت منه الاتصال برئيسه للحديث معه بهدف ثنيه عن قراره، فأكد أن الأوامر صارمةوقاطعة في منع الاحتفال أيّاً تكن المبررات. ومن أجل احتواء ردود الأفعال السلبيةالتي قد تبدر من بعض الحضور، وتحاشي أية أعمال استفزازية قد تسيء إلى صورة الاحتفالوالغاية من إقامته، ألقيت كلمة قصيرة ومرتجلة باللغتين السريانية والعربية، وعبرتفيها عن الأسف والاستهجان لمنعنا من الاحتفال، في إجراء جائر يسقط الشرعية عن سكانالبلاد الأصليين، وأكدت أن المنظمة الآثورية الديمقراطية التي تعمل منذ ثلاث وخمسونسنة ما زالت خارج القانون تبعاً للمنظومة القانونية السائدة في البلاد، وهذاالإجراء لن يحرفها عن نهجها الديمقراطي السلمي والعلني، وأشدد على العلني لأننا لننعود إلى السرية لأنه لا يوجد لدينا ما نخفيه أو نخجل منه كما لن يدفعنا إلى مواقعالتطرف والانعزال بل سنستمر بنهجنا القومي والوطني القائم على الاعتدال والانفتاحعلى كافة القوى الوطنية حتى يتم الاعتراف الدستوري بشعبنا الكلداني السريانيالآشوري كشعب أصيل، ومن أجل تكريس الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان فيالمجتمع.
بعد هذا الشرح المستفيض والضروري للقارئ للوقوف على كافة الملابساتالتي حدثت. تبقى نقطة مهمة أريد التركيز عليها، وهي أن إقامة الاحتفالات والأنشطةبحرية وبشكل طبيعي، تحتل لدينا الأولوية باعتبارها حقاً لنا كمواطنين وشركاء نتطلعإلى العدالة والمساواة في وطننا، ولأن استمرار إقامة هذه الفعاليات يراكم الكثير منالفوائد التي تفوق الإيجابيات الآنية على الصعيد السياسي التي قد تنجم عن المنعوالتضييق.

ـ عنكاوا كوم : قرار فصل المعلمة إيفلاسعدي من قبل الأمن السياسي وإلغاء حفل الفنان حبيب موسى الذي كان تحت رعاية المنظمةالآثورية الديمقراطية، وأخيرا قرار منع احتفال المنظمة بعيد التأسيس. هل من رابطبين هذه الحوادث الثلاث؟ وهل تعتقدون أن هناك رسالة موجهة إليكم ومن خلالكم لأبناءشعبنا؟

ج ـ لا شك أن فصل الرفيقة إيفلا سعدي من وظيفتها كمدرسة، يمثلإجراءً تعسفياً مداناً، ولا يستند إلى أية أرضية قانونية ويتنافى كلياً مع الدستور،ويأتي في سياق الإجراءات التي تتبعها السلطات الأمنية في التضييق على الناس،ومحاربتهم في لقمة عيشهم، عقاباً لهم على انتماءاتهم وخياراتهم السياسية والفكرية،أو حتى معاقبة أهلهم (للعلم أن الرفيقة إيفلا سعدي هي ابنة القيادي البارز فيالمنظمة الرفيق بشير سعدي) من خلال أبنائهم، بهدف جعلهم عبرة للآخرين، وتخويفهمودفعهم للانكفاء أو التردد في التعاطي بالشأن العام. وبالنسبة للفنان حبيب موسى فقددعته المنظمة لإحياء احتفالاتنا بعيدنا القومي، عيد رأس السنة البابلية الآشورية (الأكيتو) لما له من مكانة ومحبة كبيرة في نفوس أبناء شعبنا، ما دفع محبيه وعشاقهلتنظيم حفل فني علّه يروي ظمأهم من فنه وموسيقاه. لكن وللأسف حرمتهم السلطاتالأمنية من ذلك في إجراء لا يتسم بالحكمة وبعد النظر.
وعلى العموم فإن هذهالممارسات من منع للأنشطة ونقل وظيفي وفصل من العمل ومنع من السفر، تنطلق من عقليةلم تستوعب بعد متغيرات العصر ومفاهيمه القائمة على احترام الحريات وحقوق الإنسان،ولا تتقبل الاعتراف بالآخر وحق أبناء القوميات الأصيلة بالتعبير عن خصوصيتهاالقومية. وهي تهدف من خلال هذه الإجراءات إلى محاصرة التوجهات القومية للمنظمة ومنعانتشارها في المجتمع، وإبعادها عن التفاعل مع بقية المكونات الوطنية، وحصر التعاطيمع شعبنا في البعد الديني المسيحي فقط بعيداً عن أي مضمون قومي عبر إتباع سياسةالترغيب والترهيب.
وهذه السياسة أثبتت عقمها وفشلها، فالناس تزداد اقتراباًوالتصاقاً بالمنظمة وبمبادئها، ويتنامى حسها القومي باضطراد. والمنظمة ماضية فيتوجهاتها القومية والوطنية بعزيمة اكبرأيا كانت الضغوط، وهي على استعداد تامللتضحية ودفع ثمن مواقفها إن تطلب الأمر.

ـعنكاوا كوم : كيف لمستم ردة فعل الحضور الذي تجاوز عدده الثمانمائة وخصوصاً أولئكالقادمين من المهجر بعيد قرار المنع؟

ج ـ في الحقيقة انتابت الحضورمشاعر امتزجت بين الاستياء لقرار المنع وطريقة تنفيذه، والتقدير للمنظمة التي تعاطتمعه بمنتهى المسؤولية والعقلانية بعيداً عن اية ردود فعل متشنجة. وبدا هذا واضحاًأثناء تقبلنا للتهاني حيث أكدنا على أبناء شعبنا خصوصاً أولئك القادمين من المهجرأن لا يستسلموا لليأس والإحباط من هذا السلوك، بل دعوناهم إلى تكثيف زياراتهم،وتعميق ارتباطهم بشعبهم ووطنهم لأننا بأمس الحاجة إلى التواصل والتفاعل فيما بيننالترسيخ وجودنا القومي والوطني.
وعلى العموم فإن المنظمة الآثورية الديمقراطيةتعمل بكل قواها لزرع الثقة والإيمان بمطالبنا القومية وبوطننا وشركائنا بدلاً منالسعي لتضخيم عقدة الاضطهاد التي تقود إلى اللا مبالاة والاغتراب عنالوطن.

ـ عنكاوا كوم : نشرت فضائية سورويو تي فينشرة أخبارها بتاريخ 16/7 خبراً عن احتفال المنظمة الآثورية الديمقراطية بعيدتأسيسها، ولم تتطرق لقرار المنع الذي طال الاحتفال بعيد لحظات من بدايته فإلى ماذاتعزون ذلك؟

ج ـ الإخوة في إدارة سورويو تي في مدعوون لترجمة شعارهمالذي ما انفكوا عن ترداده صبح مساء، في أن فضائيتهم بعيدة عن التحزب، وأنها ملك لكلشعبنا الكلداني السرياني الآشوري، ومعنية بإبراز وجهات النظر المختلفة، وهذا يقتضيالالتزام بقواعد الحياد والمهنية التي يفرضها العمل الإعلامي. وللأسف فإن سورويو تيفي، في تغطيتها لخبر منع وقف الاحتفال تعاطت بشيء من الانتقائية والانحياز وقدمتجزءاً من الحقيقة نتمنى أن لا يكون القصد من وراء ذلك تشويه الحقيقة برمتها. فالمهنية كانت تفرض على ممثلي سورويوتي في سوريا أولاً حضور الاحتفال وتغطيتهخصوصاً وأنه يخص ذكرى تأسيس أول فصيل قومي وفي أرض الوطن، ويتمتع بقاعدة شعبيةواسعة في الوطن والمهجر، وثانياً المبادرة من قبل إدارتهم أو مراسليهم في سوريالتقصي الحقيقة عبر الاتصال مع أحد مسؤولي المنظمة أو الاستفسار من بعض الحضور الذينيعرفونهم، أو حتى مراسلي مواقعنا الألكترونية الذين كانوا شهوداً على الحدث لكنهاللأسف في تغطيتها للخبر حادت عن هذه القواعد، واستحضرت صوراً قديمة لتغطية هذاالحدث بشكل يتنافى مع الواقع والحقيقة. من هنا عتبنا الكبير على إدارة محطة سورويوتي في التي نأمل أن تلتزم بنقل الحقيقة كاملة ولكل الناس حتى تتقدم وتزدهر، وتحظىبالثقة والمصداقية.

ـ عنكاوا كوم : كلمة أخيرةلقراء الموقع؟

ج ـ اعتذر أولاً عن الإطالة التي وجدتها ضرورية لتوضيحكل الملابسات التي رافقت هذا الحدث. ثم أتوجه بالشكر لإدارة موقع عنكاوا لمهنيتهاالعالية وحرصها على نشر الحقيقة لشعبنا من مصادرها الأصلية وشكراً.

شاهد أيضاً

فيديو | من هم مسيحيّو سوريا؟ كرم دولي يتحدث لنورث برس عبر برنامج واشنطن اونلاين

24-06-2021