بلجيكا – بروكسيل
2010-04-28
شدد برلمانييون اوربييون، في مؤتمر عقد في البرلمان الأوربي، بعد ظهر الأربعاء، على ضرورة اعتراف تركيا ب"الابادة الجماعية " للأرمن والكلدان السريان الآشوريين واليونان البونتييك كخطوة ضرورية قبيل الانضمام للاتحاد الأوربي.
وعقد المؤتمر الذي ناقش أوضاع الكلدان السريان الآشوريين في تركيا ،والذي نظمته المنظمة الاثورية الديمقراطية ( ADO /مطكستا) وبالتعاون مع سيفو سنتر ، تحت عنوان (حقوق السريان /الآشوريين في تركيا نحو التغيير)، وبمشاركة عدد من البرلمانيين الأوربيين وعدد من مؤسسات شعبنا الكلداني السرياني الآشوري.
أشار ماركوس فاربر عضو البرلمان الأوروبي عن مجموعة الشعب الأوروبي وحزب الديمقراطي المسيحي الألماني ، في بداية حديثه إلى أن عدد السريان الآشوريين في تركيا مطلع القرن الماضي كان يقدر بأكثر مليون نسمة لكن بسبب عمليات الإبادة والتهجير التي أودت بحياة الكثيرين وأدت إلى تهجير الآخرين لم يبق منهم اليوم إلا ما يقارب ال 20000 .
وانتقد فاربر عدم إقرار الحكومة التركية لحقوق الأقليات وبضمنهم السريان الآشوريين وقال"لا تزال الحكومة التركية تنكر وجود الأقليات ولا تمنحها حقوقها, وأنا ضد هذا التهميش لأنه يزيد من انتهاكات حقوق الإنسان…حيث تمنع تركيا الأقليات من المشاركة في الحياة السياسية وغير مسموح لها الإعلان عن هويتها القومية أو الدينية…".
كما تطرق فاربر إلى موضوع دير ماركبرائيل والمشاكل التي أثيرت حوله من حيث ادعاء بعض الأكراد تجاوز الدير على أراضي هي أملاكهم وطريقة تعامل الحكومة التركية مع الأمر.
وشدد على أن الانضمام للاتحاد الأوربي يجب أن يسبقه تطبيق معاهدة كوبنهاكن.
كما دعا تركيا في حال أرادت الانضمام إلى الاتحاد الأوربي إلى إلغاء المادة 1،3 من دستورها.
من جانبها أكدت إيفا – بريت سفينسون عضوة البرلمان الأوروبي عن اتحاد اليسار الأوروبي وحزب اليسار الأخضر الشمال الأوروبي، أن على تركيا الاعتراف وتحسين أوضاع حقوق الإنسان في تركيا ،وأضافت " على تركيا في حال أرادت الانضمام للاتحاد الأوربي الاعتراف بالابادة التي حصلت بحق الأرمن والسريان الكلدان الآشوريين في مطلع القرن الماضي ، وتابعت" للان في تركيا من يتكلم عن المذابح يكون معرض للسجن… لا نستطيع صنع مستقبل أفضل إن لم نعترف بالتاريخ ونعترف بما حصل وهو أمر مهم ليس فقط للضحايا وأهاليهم بل هذا مهم للكل"
سفينسون أشارت إلى خوف تركيا من الاعتراف بتلك الابادة لكونه يؤثر سلبا على أمجاد الماضي ،وبينت أن الاعتراف بالمذابح سيضع ضغوطات أضافية على تركيا للتعامل مع التاريخ ودفع أخطاء الماضي.
وأشادت بالخطوة التاريخية التي قام بها البرلمان السويدي في آذار الماضي بالاعتراف بالابادة التي لحقت بالأرمن وشعبنا والبونتييك اليونان على يد الأتراك في عام 1915.
أما ريا أومين راوتين عضوة البرلمان الأوروبي ومقررة في ملف تركيا عن مجموعة الشعب الأوروبي والديمقراطيين الأوروبيين ، فقد أشادت بما اعتبرته "تغييرات بطيئة" في تركيا وقالت "هناك تغييرات وان كانت بطيئة…الدمقرطة والتمدن مدعومة من قسم كبير من المجتمع …". وأضافت"كشخص مطلوب منه إعداد تقرير سنوي على الأوضاع في تركيا …نتابع تطور حقوق الأقليات الدينية في تركيا وهي تغييرات ايجابية لكن يجب ان يتم متابعتها لتكتمل وتكون خطوات حقيقية وملموسة …"
ودعت إلى فتح حوار حقيقي بين مكونات المجتمع كاملة وقالت" عدد من المثقفين الأتراك قد بداوأ هذه النقاشات حول ما حصل بالماضي في تركيا" .
مؤكدة أن قضية دير ماركبرئيل تحظى برعاية ومتابعة من قبل الاتحاد الأوربي.
من جانبها قالت زينب توزدومان رئيسة مجلس أزمير للسلام- تركيا " منذ 1840 تتعرض الأمة الآشورية إلى التشريد والنفي والجوع ,تصاعدا إلى 1915 حيث توجت هذه الخطوات بإنهاء وجودها تقريبا، لكن الشعب الآشوري استطاع في الثلاثين سنة الأخيرة في أوروبا توحيد صفوفه من اجل طرح قضيته أمام الرأي العام الأوروبي لكن للأسف تم طرحها فقط كموضوع في أجندات دون خطوات ملموسة "،
واستطردت "حتى يومنا هذا، عندما يتم التحدث عن الكارثة التي حصلت في عام 1915، أوروبا والولايات المتحدة تتجاهل وباستمرار الشعب الآشوري أو يتم ذكرهم كحاشية(FOOTNOTES) لمآسي الأرمن ".
وضربت مثالا قائلة"في مطلع هذا العام ، أقرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي بان إبادة الأرمن حقيقة بينما تم غض النظر او تجاهل الابادة الجماعية للشعب الآشوري.، في حين أن البرلمان السويدي كان أكثر شمولية واقر بان الإبادة لم تجري فقط على الأرمن والآشوريين بل حتى على اليونان البونتييك".
أما صبري القان ممثل المنظمة الاثورية الديمقراطية( ADO) بين ان لتركيا عدة أسباب تمنعها من الاعتراف بالابادة، قائلا " تركيا الحديثة بنيت على أساس قومية واحدة ودين واحد، وفي حال اعتراف تركيا بالابادة يعني اعترافها بشعب أصيل ليس تركي على أراضيها ، كما يعني أنها قامت بابادة شعب أصيل متواجد على أراضيها، وبالتالي دفع تعويضات للضحايا".
وأضاف "كما أن تركيا خائفة من الاعتراف بالابادة لكونها غير قادرة على إبلاغ الشعب التركي بالابادة خاصة بعد إنكارها لمدة خمس وتسعين عاما ،إن القوى السياسية لا تعرف كيفية إبلاغ الشعب بحقيقة ما حصل".
معربا عن اعتقاده بان تركيا ستعترف بالابادة قائلا "العالم اليوم تغير وأصبح قرية بفضل سرعة انتشار المعلومات لذلك لابد من أن تعترف تركيا بمذابح الإبادة ".
وطالب القان أن" يدعم الاتحاد الأوربي مطالب شعبنا في اعتراف تركيا بشعبنا كشعب أصيل، وعلى تركيا ان تقر بالتعددية القومية والدينية ومنح الأقليات حقوقها ثقافية ولغوية وسياسية".
كما تحدث أيضا صبري اطمان مسؤول سيفو سنتر في هذا المؤتمر الذي أدار جلساته الصحفي نوري كينو وحضره العديد من مؤسسات شعبنا الثقافية والكنسية .
سانتا ميخائيل عيسى