س-1 : بين فترة وأخرى تتصاعد وتيرة استهداف المسيحيين فيالموصل، برأيك ما هي أسباب ذلك؟ وهل لصمت الحكومة العراقية وعدم تعاملها بحزم مع تلك الاستهدافات سبب تصاعدها؟
المحافظ : المسيحيين في الموصل ضحية مؤامرة تهدف إخراجهم من الموصل وإسكانهم في منطقة محددة(سهل نينوى) بهدف أنشاء منطقة خاصةبهم، وهو أمر لا يرغبه الكثيرون منهم لأنهم يعيشون في الموصل منذ فترة طويلة، وهذه المحاولات تظهر بين الفترة والأخرى لإخافتهم وإعطاء الشعور أن لا أمان إلا في تلك المناطق.
س-2 : بصراحة من هي الأطراف التي لديها مصلحة في هكذا استهداف؟
المحافظ/ أشرنا إلى تحقيقات سابقة أجريت في نهاية 2008 حيث تم استهداف مسيحيي الموصل في تلك الفترة، أشرنا أن هناك بعض الجهات التي لها علاقة بإقليم كردستان كان لها دور في عمليات التهجير، وهذا مؤكد ضمن كتب ووثائق رسمية قمت بإعطائها إلى السادة مطارنة في الموصل قبل أيام وأطلعتهم على تلك التحقيقات التي لم تكتمل، كان هناك مؤشرات وكتب رسمية تشير إلى تورط ضباط من الجيش العراقي من الأكراد في هذه العملية ، لكن التحقيق أغلق وتم نقلهم خارج الموصل، وهذه الوثائق قدمتها للسادة المطارنة. نحن نظن أن هناك بعض الجهات السياسية التي تسعى إلى أيجاد وضع قلق للمسيحيين في مدينة الموصل بهدف استقطاع مناطقهم وضمها إلى إقليم كردستان.
س-3 : الناطق باسم الحكومة العراقية د. علي الدباغ أشار إلى أن اتهام أطراف كردية باستهداف المسيحيين وتستر الحكومة على بعض التحقيقات هي مجرد إسقاطات سياسية، وأتهم القاعدة والتكفيريين بعمليات الاستهداف؟
المحافظ : بالتأكيد القاعدة وألارهابيين هم مجرمون ويستحقون كل الأوصاف السيئة. لكن لو فكرنا بالأمر من الناحية المنطقية لوجدنا أن استهداف المسيحيين لا يتزامن معه تثقيف معاداة المسيحيين في الموصل، لو كان الأمر كم يقولون لكنا سنجد تثقيف يقوم به الإرهابيون أو القاعدة ضد المسيحيين. ألان نجد العكس في الموصل حيث نجد التثقيف الشعبي يسير باتجاه احتضان المسيحيين لوجود شعور أنهم مظلومين ويجب حمايتهم وأن هناك جهات تستهدفهم وتنتصل من مسؤوليتها، القاعدة لا تتنصل من أعمالها بل على العكس أحيانا هم يتبجحون حتى بأكثر الأعمال الإجرامية التي يقومون بها. في تقيمي المنطقي للأمورنعتقد إن الأمر لا علاقة له بهذه الجهات، قد يكون وهو ما مشخص لدينا وجود جهات من هذه الجماعات الإرهابية تعمل بالأجرة لمن يدفع لها وبالتالي تقوم بهذه الأعمال دون إن يكون متناغما مع أهدافها السياسية.
س-4 : الأطراف الكردية دافعت عن نفسها ضد هذه الاتهامات بالقول أنها لم تكن موجودة عندما حدثت عمليات تهجيرالمسيحيين بالجنوب تحت تأثير المليشيات الجنوبية وتهجيرهم في بغداد بفعل تنظيم القاعدة؟
المحافظ : أنا لا أستطيع التحدث عن ما حصل في بغداد أو الجنوب هذا أمر مختلف، أنا أتحدث عن ما يحدث في الموصل، نحن نعلم أن هناك مصلحة في تهجيرمسيحيي الموصل وإسكانهم في سهل ينوى وإعطائهم الشعور أن الموصل لا تستطيع حمايتهم وأن أهل الموصل لا يستطيعون حمايتهم بل أن الحماية يجب أن الحصول عليها من خلال إقليم كردستان وبنفس الوقت ضم سهل نينوى للإقليم وهذا هو المخطط الموجود والذي نعرفه في الموصل. كما أننا نعلم أن بعض الجماعات ألإرهابية المتهمة في هذه القضية لديها مواقع في إقليم كردستان وبعضها كان موقوف لدى الأمريكان وتم تسليمه للإقليم وبعدها أفرج عنهم، هناك خيوط كثيرة تشير لمثل هذه الأعمال بالإضافة إلى أنه القينا القبض على عدد كبير من الأشخاص والذين أعترفوا صراحة بأن هناك جماعة في الإقليم تعمل على تهجير المسيحيين. السؤال الذي يبقى لدينا هو هل هذه الجماعة مرتبطة بحكومة ألإقليم أو أنها جماعات تعمل دون علم حكومة ألإقليم، وهو أمر ستكشفه التحقيقات.
س-5 : وصفت الأجهزة ألأمنية في الموصل لا تقوم بواجباتها لحماية المسيحيين؟
المحافظ : مما أبتلينا به في هذه الفترة، هو أن الأجهزة ألأمنيةعندما تشكلت ،تشكلت على أسس غير مؤسساتية بل طائفية أو حزبية. في كثير من الأحيان بعض الجهات وبالأخص الاستخباراتية بعضها مرتبط بأجندات خاصة، وفي هذا النوع من الأعمال أي تهجير المسيحيين العماد ألاساس هو العمليات الاستخباراتية لهذا السبب نجد تضارب في المعلومات وعدم تعاون بعض الاجهزة في هذا الموضوع , وكان لهذا الامرالسبب الرئيسي في حدوث هذه الحوادث وعدم ملاحقتها.
س-6 : هل أنت مع طلب إجراء تحقيق دولي في استهداف مسيحي الموصل؟
المحافظ :أنا أفضل أن يكون هناك لجنة تحقيق دولية تتولى موضوع استهداف مسيحيي الموصل، لأننا وجدنا ومع الأسف أن بعض التحقيقات تقف عندما تصل إلى الحدود السياسية أو تضر بمصالح بعض السياسيين بالعراق، لذا العراق كان عاجزا في الفترة الماضية للوصول إلى تحقيقات نهائية في العديد من القضايا، وأعتقد أن التحقيقات الدولية ستعطي مثل هذا المجال وتمنع أمكانية إيقاف التحقيق عند حدود معينة.
س-7 : ما هي الإجراءات المتبعة لطلب هكذا تحقيق؟
المحافظ : هو طلب ممكن أن يتقدم به أي مسيحي ، أنا شخصيا ذكرت لكل من التقيت بهم خلال هذه الفترة من مسيحيين ومطارنة وحتى سيادة الكاردينال الذي التقيت به قبل أيام أوضحت له أننا كمحافظة نينوى ومسؤوليين مستعدين لتولي أي مطالبة يطالبون بها في هذا الخصوص وأن نرفعها للجهات المسؤولة لأننا نريد أن نكون في واجهة مثل هذه الأمور حتى لا يساء الظن بهم أو أن يفهم أن المسيحيين خرجوا عن موقفهم الوطني الذي التزموا به منذ البداية وهو انتمائهم للعراق ووطنهم وتقديمهم للعراقية عن أي انتماء.
س-8 : هل هناك تحرك من قبل رجال الدين أم أن الأمر يتوقف عند المناشدات وطلب المساعدة؟
المحافظ :لاحظت أن رجال الدين حذرون من هذه القضية حيث لايريدو أن يعطوا الانطباع بان مسيحيي العراق يحتمون بالغرب المسيحي ضد إخوانهم المسلمين في العراق، وأن على العراقيين أن يعطوهم حقوقهم دون ألاستعانة بأي شخص أجنبي وهو ما يتصف بالحكمة على المدى البعيد.
س-9 : هل أصبح المسيحيون العراقيون ضحية الاتفاقات السياسية؟
المحافظ :مع الأسف الشعب العراقي أصبح كله ضحية لاتفاقات السياسيين والصفقات المشبوهة التي حدثت باسم التوافق، فعندما كانوا يتوافقون هم لا يتوافقو على مصلحة الشعب بل على مصالحهم ومصالح أحزابهم. أنا أعتقد أن الشعب العراقي كله كان ضحية هذه الاتفاقات في الفترة الماضية, لكن المسيحيين لكونهم أقلية واعدادهم تتناقص أصبحت المشكلة نظهربشكل كبير، كما أن المسيحيين معروف عنهم أنهم أناس مسالمين ويتقبلون الاذى الذي يتعرضون له ولا يحملون السلاح للدفاع عن أنفسهم وهو ما جعلهم الحلقة الاضعف والتي تستهدف دائما. بالتاكيد كل العراقيين تعرضو للاذى وكل العراقيين ردوا على استهدافهم وقاوموا الاستهداف بطرق شتى ألا المسيحيين حيث تعرضو للاذى ولم يؤذو أحد، وهو ما يستلزم من كل العراقيين عموما وأهالي الموصل خصوصا أن يقفو معهم، لانه يجب ان ندافع عن المسالم أكثر من الدفاع عن من يحمل السلاح.
س-10 : ألا تتحمل الجهات التي تمثل المسيحيين مسؤولية ما يحدث للكلدان السريان الآشوريين في الموصل وغيرها من استهداف لكونها لا تتحرك بالشكل الكافي لحماية أتباعها؟
المحافظ :في كل لقاء مع رجال الدين والسياسيين المسيحيين أنصحهم بأن لايزجو بالمسيحيين ضمن الصراعات السياسية القائمة في العراق، أعتقد أن من المفروض بمن يتولى زعامة المسيحيين وقيادتهم أن ينأى بالمسيحيين جانبا عن الصراعات الدائرة بين العرب وألاكراد أو بين السنة والشيعة. بعض الأحزاب السياسية ساهمت في بعض الأحيان ليس فقط في عدم دفاعها عن أتباعها بل أن دخلت في أجندات سياسية كان من المفترض أن لا تتدخل بها.
س-11 : كيف يمكن توفير الحماية للكلدان السريان الآشوريين في سهل نينوى ومدينة الموصل منعا لانقراضهم في أرض الأجداد؟
المحافظ : الحقيقة في سهل نينوى لا يوجد أشكال في حمايتهم حيث بالامكان وجود حمايات خاصة بهم وتأمينهم لانهم يعيشون في مناطق منعزلة وليس هناك أشكال . الإشكال الذي يجب الاهتمام به هو حمايتهم في مدينة الموصل ونحن لا نريد خروجهم من الموصل، وهو أمر يحتاج إلى دعم العديد من الجهات لأننا نحتاج إلى أيجاد طرق مراقبة وطرق اتصال نستطيع من خلالها أيجاد منظومة أمنية تستطيع توفير الحماية للمسيحيين من خلالها كما سنوفرها لكل الشعب العراقي. هذه المنظومة تحتاج إلى دعم مادي وموافقات أميركية, وهنا أود أن اذكر أن القوات الاميركية غير متعاونة بما فيه الكفاية في هذا الموضوع. وأنا خلال لقائي اليوم(الخميس 4-آذار) بالقنصل الاميركي في الموصل، وعندما قال لي أن المسيحيين الذين عاشو في الموصل لالآف السنين يغادرون الموصل، قلت له سنكتب في التاريخ أنهم غادرو الموصل في الوقت الذي كنتم انتم متواجدون فيه بالمدينة. لاأجد الدعم الكافي من الجهات الاميركية لتسهيل الامر.
سؤال أخير : أليس السبب أن الاميركان لا يريدون أعطاء أنطباع أنهم يدافعون عن شركائهم في الدين؟
المحافظ : قد يكون هذا هو السبب، لكننا نقول لهم دائما أعطونا الفرصة لنكون الغطاء لهذا الموضوع، نحن كحكومة محلية في محافظة نينوى مستعدون أن نكون الغطاء لحماية المسيحيين كحكومة محلية لكننا أحيانا نحتاج إلى دعم لوجستي وتوفير لبعض الإمكانيات، نحتاج إلى أمور هي بالامكان ومن السهولة أن يوفرها لنا الأمريكان، من ضمنها أجهزة مراقبة وأجهزة تصوير التي يستطيعون بسهولة توفيرها لنا لكن كل هذا غير متوفر الآن.
سيادة المحافظ شكرا جزيلا
س.م.ع
ADO-world.org