الرئيسية / مقالات آشورية / رفقا بحضارتنا يا وسائل اعلامنا..!!

رفقا بحضارتنا يا وسائل اعلامنا..!!

بقلم خوشابا سولاقا

++ ان وسائل الاعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية هي بحد ذاتها وسائل لنشر ونقل الثقافة بين الناس بمختلف طبقاتهم وشرائحهم الاجتماعية، اي بعبارة اخرى ان وسائل الاعلام هي الواسطة التي تستعمل لتحقيق غاية نبيلة بعينها تعود بالنفع العام الى المجتمع البشري بكافة انتماءاته القومية والدينية والجنسية واللونية، عليه ارى ان من الضروري جدا ان يكون للاعلام طابع اخلاقي في وسائله ومضامينه يحترم القيم والاداب الانسانية وان يلتزم باصوال وقواعد الاخلاق في النقاش والحواروان تكون مفردات لغته مهذبة ورزينة ومنمقة بعيد كل البعد عن اسلوب الطعن والتجريح والشتيمة، وان تكون لغة الاعلام ذات معايير اخلاقية راقية تليق بكرامة وادمية الانسان، وان تكون بعيدة كل البعد عن التزويق وصفافة اللسان والقسوة وروح الانتقام.. عندما تكون لغة الاعلام رزينة ومهذبة وتحمل معايير اخلاقية تكون حتما صادقة في التعبير عن الحقيقة المراد ايصالها الى المتلقى بامانة وحرص اقرب الى الكمال منه الى السقوط في مهالك الخديعة والتزيف والتزويق المنمق الذي يحقق اهدافا انية غير ذات جدوى وفائدة يعود بالنفع للمجتمع.

ان ما نراه مع الاسف الشديد في البعض من وسائل الاعلام لابناء شعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" وتحديدا بعض المواقع الالكترونية مستغلين امكانية المحافظة على سرية ما يكتب وعدم الفصح عن الاسماء الحقيقية لكتابها خوفا او خجلا يستعملون من اللغات ومفرداتها ما فيها من بذاءة المفردات وصفافة اللسان لالحاق اكبر الاذى والضرر بمن يضعونه نصب عيونهم من ابناء شعبنا في موقع العدو اللدود لا لسبب مبرر بل لمجرد انه قد اختلف معهم في الرأي والرؤى تجاه قضية معينة.. لا يا ايها الاخوة ليس هكذا وبهذه الوسائل يتبارى الفرسان، ان لاي مباراة ومبارزة قواعدها وضوابطها لايجوز لاحد تجاوزها عندما يقبل الدخول في اللعبة، لانه في التجاوز يسجل الخطأ على المتجاوز ويطلق الحكم صافرته الذي هو هنا جماهير شعبنا بفوز الطرف المتجاوز عليه حتى وان كان الطرف المتجاوز هو الاقوى والاحق والاجدر بالفوز.. ليس بالضرورة ان يأتي الفوز بطريقة الضربة القاضية دائما من قبل الاقوى، ولكن في اغلب الاحيان يأتي الفوز بطريقة الضربة الفنية من الطرف الاخر لانه يجيد قواعد اللعبة بمهارة عالية. فهكذا الفوز في الاعلام يأتي لمن يجيد استعمال مفردات اللغة الرزينة والمهذبة وليس لمن يتخذ من الشتيمة وبذاءة الكلمة سلاحا للفوز بالمباراة.

اقول لكتابنا الاعزاء الذين يكتبون عن كل ما يدور حولهم على الساحة السياسية القومية والوطنية من الاحداث انه من حقهم الطبيعي ان يعبروا عن ارائهم وافكارهم تجاه ما يحدث حولهم بحرية وان يقولوا ما يشاؤون من وجهات نظر يرونها صائبة بدافع حرصهم على مصالح الامة وحبهم لها هذا لاجدال فيه،ولكن بشرط ان يتم ذلك باستعمال لغة رزينة ومهذبة بعيدة عن الطعن والتجريح والشتيمة، لان قواعد الاخلاق وروح الانسان المعاصر لا تقبل بهكذا لغة متدنية وهابطة.. وبالتالي نسأل ما الغاية من الكتابة..؟ اليس هي اصلاح الخطأ وتقويمه..؟ ام هي زيادة وتوسيع رقعة الخطأ على حساب زيادة الكراهية والبغضاء..؟ فاذا كان الهدف هو الاصلاح فعلينا اختيار المفردات الرزينة والمهذبة التي تحقق لنا الغاية النبيلة وليس العكس،اي عدم اعتماد مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة".

اقول لكل كتابنا مهما كانت رؤاهم وتوجهاتهم السياسية وانتماءاتهم المذهبية ومهما كانت اختلافاتهم الفكرية مع الاخرين من ابناء شعبهم، انه بالرغم من كوننا ننتمي الى شعب قليل النفوس الان، ولكننا ننتمي الى حضارة عظيمة وعريقة ولها امتدادات تاريخية عميقة تجعلنا نفتخر ونزهو بأنتمائنا الى تلك الحضارة التي علمت الانسان القراءة والكتابة وشرعت له القانون واخترعت العجلة واثارها تشهد على ذلك بالكثير من الشواهد الشامخة والقائمة الى يومنا هذا والتي تملء متاحف العالم.

اقول يجب ان نتذكر ذلك دائما وابدا وان لا ننسى من كنا ومن نحن الان، عليه عندما نتحاور ونتناقش ونخاطب بعضنا البعض ان يكون ذلك بلغة راقية رقي تلك الحضارة العظيمة لكي لانمسها بسوء ولكي لاتشوه ذلك الوجة المشرق لها بما نستخدمه من لغة التخاطب الهابطة والمبتذلة والبذيئة بمفردات غير لائقة بانسان مثقف، والتي لا تعكس الا ما نحمله في نفوسنا الضعيفة والمريضة بمرض جنون العظمة واللاهثة وراء الشهرة المزيفة والمناصب الهزيلة الفارغة والمنافع الشخصية الانانية الرخيصة من احقاد وضغائن وروح الانتقام والتشفي.

اقول يجب ان نتحكم في عقولنا للسيطرة على غرائزنا الحيوانية وشهوات نفوسنا التي لا تشبع وليس العكس، عندها فقط يكون من حقنا الشعور والادعاء بالانتماء الى تلك الحضارة المشرقة حضارة مابين النهرين ليس الا.

واخيرا اقترح بل ادعو القائمين على هذا الموقع الكريم حفاظا على ما قدموه وما يقدموه من خدمات جليلة لابناء شعبنا في مجال الثقافة وحرية الرأي والرأي الاخر وممارسة الديمقراطية الفكرية وتطويرها، وحماية لسمعة شعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" من التشويه جراء السجالات والانتقادات الشخصية الجارحة والمسيئة والبعيدة عن اسلوب النقد البناء، العزوف عن نشر اي مقال لاي كان في هذا الموقع اذا كان يحمل ما فيه من تجريح والطعن الشخصي والاساءة للاخرين رحمة بذوق القراء الكرام من ابناء شعبنا.

– الاحد 7 شباط 2010      

شاهد أيضاً

عندما يغادرنا مبدعٌ كالموسيقار جورج جاجان

14-05-2021 بقلم سعيد لحدو تعود الموسيقا السريانية بجذورها إلى حضارة مابين النهرين وطقوسها الدينية والمهرجانات …