متي كلو
+ خرج السيد " نصرالله " بخطابه المجلل في ذكرى عاشوراء كعادته مهددا ومتوعدا داعيا المسيحيين في لبنان بالويل والثبور من سلاحه وبنادقه وصواريخه و هذا ليس جديدا، و لو اطلعنا على خطاباته عبر الشاشات العملاقة في المناسبات التي يختارها نعلم بان اغلبية خطاباته يسودها التهديد والوعيد والنزول الى الشارع واحتلال بيروت ورفع السلاح في وجه اللبنانيين والغاء الدستور وتاسيس دولة اسلامية على غرار ايران ويهاجم كل دولة لا تلتقي اهدافه مع اهدافها كما عمل في مصر عندما ارسل بعضا من اعوانه للقيام باعمال تخلل الامن المصري او يهاجم الجدار الامني الذي تعتزم مصر على انشائه بينها وبين غزة حفاضا على الامن القومي المصري من دخول السلاح الايراني المهرب الى غزة، وادى الى انقلابا من قبل شيعة مصر بقيادة الدكتور عاصم فهيم عبدالفتاح على سياسات حزب نصرالله ورافضا محاولاته في اتهام مصر بالخيانة، ولكن يرفض نداءات الاحزاب الوطنية في الاحواز بسحب عناصر حزبه التي تشارك القوات الايرانية في ابادة شعب الاحواز بالرغم من اغلبية سكان الاحواز من الشيعة، ولم يذكر كلمة حول احتلال القوات الايرانية لبئر الفكة رقم 4 وما جوارها من الاراضي العراقية وكما صمتت امريكا صمت السيد نصرالله على هذا الاختراق، وكلنا نعلم لن يفعل لان ذلك سيحرمه الملايين من الدولارات التي يستلمها من ايران ويحرمه من انواع الاسلحة التي تهرب الى لبنان ويتبخر حلمه في جعل لبنان دولة اسلامية وتابع لايران ، ولا نريد ان نكتب التفاصبل لان هذا شان الشعب اللبناني الذي يعلم من هو السيد نصرالله وما هي اجندته وكيف قال الشعب اللبناني كلمته في الانتخابات الاخيرة والتي كان السيد نصرالله بشر فيها اعوانه بالنصر المبين ولكن كانت الهزينة بكل ابعادها.
الذي اوقفنا وبتمعن شديد ما قاله السيد نصرالله في يوم الاحد 27-12-2009 ( اليوم امامنا نموذج في العراق، 150 الف جندي امريكي وقواعد عسكرية وجيش طويل عريض موجود في العراق لم يستطع ان يقدم الحماية للمسيحيين في العراق) وهنا اتهام صريح من نصرالله الى المسيحيين العراقيين بعمالتهم للامريكان !! ولابد من توجيه سؤالين اولهما للسيد نصرالله والثاني الى الحكومة العراقية والاحزاب الشيعية في العراق .
السؤال الاول:
هل ان الامريكان احتلوا العراق من اجل الحفاظ على حياة المسيحيين وتقديم الحماية لهم ! وما هي علاقة الجنود الامريكان بالمسيحيين العراقيين وهل دخل المسيحيين مع الدبابات الامريكية عندما اقتحمت بغداد ! ام كان معهم الذين قبضوا الملايين مكرمة الامريكان في عهد كلنتون زوج الست هواري كلنتون !! وانت تعرفهم لانهم يلتقون معك في الاجندة !! ومنذ متى كان المسيحيين العراقيين عملاء للاجنبي !! كما الاخرين وكذلك تعرفهم !! ومتى شاهدت احدهم في البيت الابيض يقدم الطاعة والولاء " للرئيس " !! وهل المسيحيين العراقيين وافدين من دول اخرى !! ام العراق موطنهم وارضهم قبل ان يكون لغيرهم !! واما دورهم السياسي والثقافي والاقتصادي في العراق فحدث بلا حرج لان العراق وطنهم !!واذا لا تعرف شيئا عن دورهم الريادي في النهضة العراقية الحديثة فعليك مراجعة كتب التاريخ لكي تعرف من هم المسيحيين العراقيين ان كنت تقرأ التاريخ وتقرأ عن الحضارات وعن نينوى وبابل !! ولا نريد ان نذكر اسماء لامعة في التاريخ السياسي العراقي لانها اسماء كثيرة لا تعد ولا تحصى منذ تاسيس الدولة العراقية وقبلها في العصر العباسي والخلفاء الراشدين ! وليسوا المسيحيين في العراق بل المسيحيين العراقيين !!لانهم ابناء اقدم الحضارات في التاريخ واصحاب العراق الاصلاء .
السؤال الثاني:
بعد 2003 بدأت عمليات التصفية الجسدية لعدد كبير من المسيحيين العراقيين بلغ عددهم اكثر من 2000 شخص والاستلاء على املاك اكثر من نصف مليون مسيحي كما الالاف منهم اجبروا على دفع مبالغ مالية كبيرة ما عدا جرائم الأختطاف والأغتصاب واغتيال الأبرياء وانتهاك حرمات المسيحيين و كذلك تفجير وتفخيخ عشرات الكنائس لتجبرهم على مغادرة البلاد الى المغتربات والى مناطق كردستان العراق ، وكل التصريحات التي صدرت من المسؤولين في الحكومة العراقية ومنهم السيد نوري المالكي رئيس الوزراء او وزير داخليته جواد البولاني بان القاعدة وراء كل هذه الجرائم التي مازالت مستمرة الى الان ولكن السيد نصرالله بخطابه نفى ذلك " كما يجري في العراق " ! اي لا شان بالقاعدة بما يحصل وفق خطاب السيد نصرالله بل الحكومة والاحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية هي التي تقوم بالعمليات الاجرامية ضد المسيحيين العراقيين ويظهر ان هناك مخططا تنفذه هذه الاحزاب كما يريد ان ينفذه السيد نصرالله في لبنان ! على الحكومة العراقية بكل كياناتها السياسية والتي تقود النظام الحالي في العراق التعقيب على خطاب السيد نصرالله وتفسير الجملة " والا سوف يجري لكم ما جرى في العراق !
– 31 كانون الأول 2009