يعكوب ابونا
هولندا++ اختلفت الاراء وتباينة في تقيم امرومستقبل الاقليات في العراق على ضوء المتغيرات على الساحة السياسية بعد 2003 ، بعد ان كانوا جزء اساسي وفعال من تركيبة المجتمع العراقي الاصيل ، فذهب البعض الى تبريرما يتعرض له ابناء هذا القوميات الى القول ان العراق عموما يتعرض ابناءه لهذا الارهاب بغض النظرعن انتمائهم الديني او المذهبي والطائفي..وليس الامر محصورا وموجه ضد الاقليات القومية او الدينية فقط ، فهدف هولاء المجرمين هو خلق اجواء مضطربه ومتوترة وغير مستقره لتشوب الحياة العامة فوضى واضطراب وعدم الثقة بالحكومة والنيل منها باثبات عجزها عن تحقيق ابسط مقومات وجودها والتزامها كحكومة في تحقيق الامن والاستقرار لشعبها ..
وهناك من يقول ان الخلافات بين الكتل السياسية السنية منها والشيعية وكردية وعربية وصلت الى درجة استثمار كل التناقضات السلوكية والثارات القديمه والجديدة فيما بينها لانتزاع حقوق وامتيازات على حساب الاخرين بغض النظرعن احقيتهم بذلك ام لا … وان ابناء هذه الاقليات ليسوا الا وقودا وضحايا لتلك الصراعات المصلحية .. والملفت للنظر بان رغم خلافات هذه الكتل فيما بينها الا ان نظرتهم تجاه اصحاب الاقليات القومية والدينية من المسيحين والايزديين والصابئة المندائيين هي نظرت استهجان واحتقارواستنكار ورفض استمرار وجودهم وبقائهم في ارضهم ووطنهم على اساس انهم ( كفار ) او ذميين باحسن الاحوال ، لذا تعرضوا الى القتل والقمع والاضطهاد والتهجيرفي الكثير من مناطق العراق….. وهذا الاتهام ليس اجتهاد من قبلنا بل هوالمتداول بين هذه الكتل انفسهم عندما يتهمون بعضهم بعضا بهذه الجرائم الموجه ضد الاقليات القومية والدينية ، ومهما كانت ابعاد هذا الاتهام الا ان الحقيقة تبقى موضوع اتهام لكل الاطراف كردا كانوا او عربا سنة اوشيعة بان دماء شعبنا وما يتعرض له من قهر واضطهاد وقتل وتهجيرهو برقاب هولاء جميعا وبدون استثناء .. ومايؤيد قولنا هذا …
((( ما قالته لجنة حكومية أمريكية إن العراق الآن أحد أكثر المناطق خطورة على وجه الارض بالنسبة للاقليات الدينية متهمة زعماء العراق بالتسامح تجاه الهجمات على المسيحيين وأقليات أخرى. وتابع تقرير للجنة الامريكية للحريات الدينية الدولية التي شكلها الكونجرس والرئيس ان مجرد وجود مثل هذه الجماعات في العراق الذي تقطنه أغلبية مسلمة أصبح يواجه تهديدا الآن. وجاء التقرير بعد أن فرت 1500 عائلة مسيحية من هجمات وترويع في مدينة الموصل الشمالية في أكتوبر تشرين الاول. وخطف رئيس الاساقفة في المدينة وقتل العام الحالي. وألقى قادة عسكريون أمريكيون باللوم على متشددين إسلاميين من السنة في أعمال العنف. وأوصت اللجنة التي تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بأن يجرى تصنيف العراق على أنه "بلد يثير قلقا بشكل خاص" نتيجة لما وصفته بتسامح الحكومة العراقية ازاء الانتهاكات البالغة للحرية الدينية. وذكر مسؤول باللجنة أن مثل هذا التصنيف يمكن نظريا أن يؤدي الى فرض عقوبات.
ولكن الاكثر ترجيحا اذا قبلت الحكومة الامريكية هذه التوصيات أن تستخدم قنوات دبلوماسية أو تضع ارشادات في محاولة لتغيير تصرفات الحكومة العراقية. والتقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بزعماء مسيحيين في العراق وتعهد بأن توفر لهم الحكومة الحماية الا أن الامم المتحدة ذكرت الشهر الحالي أنها ما زالت تشعر بقلق ازاء جرائم القتل التي تستهدف الاقليات مثل المسيحيين. وقالت فليس جير رئيسة اللجنة "عدم وجود اجراء حكومي (عراقي) فعال لحماية مثل هذه الاقليات من الانتهاكات جعل العراق بين أكثر المناطق خطورة على وجه الارض بالنسبة للاقليات الدينية. وأفادت اللجنة بأن الاقليات الدينية وجدت نفسها أيضا محاصرة وسط صراع بين حكومة كردستان العراق وبغداد من أجل السيطرة على المناطق الشمالية التي تتركز فيها هذه الاقليات. وتوضح أحدث أرقام لوزارة الخارجية الامريكية أن عدد المسيحيين في العراق انخفض الى النصف منذ الغزو بقيادة الولايات المتحدة للعراق عام 2003 . وتقول وزارة الخارجية الامريكية أن أقلية أخرى هي الصابئة المندائية التي تمثل نسبة بسيطة من سكان العراق تقلص عددهم ،
ووقعت هذه الاقليات وأقليات أخرى مثل اليزيديين وسط صراع تفجر ببداية عام 2006 وجعل البلاد على شفا الانزلاق صوب حرب أهلية بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية. وقتل عشرات الالاف من الناس كما تشرد كثيرون…..)) انتهى الاقتباس ونقول لا زال الامر مستمر بتصفية ابناء الاقليات وخاصة في مدينة موصل التي اصبحت وكرا للارهاب والقتله والمجرمين مستغلين الصراع والتنافس على السلطة والنفوذ الدائر بين العرب والكرد في المحافظة، ومن جهة اخرى اغفال وتجاهل هذه الاطراف وخاصة المسؤولة منها في المحافظة لما جرى ويجرى لشعبنا من تصفيات بدون ان تطال يد العدالة الى هولاء المجرمين دليل الى ان الكل مشترك في هذه التصفيات، والا اين نتائج التحقيقات لما ارتكبه بحق شعبنا في السنوات الماضية في المحافظة ..؟؟ لان اخفاء نتائج تلك التحقيقات مأشر الى ان وراء هولاء المجرمين حقائق واشخاص يجب ان يبقوا مجهولين بعيدا عن المسائلة القانونية لكي يستغلوا في التسويات السياسية بين الاطراف المتصارعة لتحقيق مصالحهم وعلى حساب دماء شعبنا ..؟؟
ولما كان الامر قد اخذ هذا التوجه باضاعة حقوق ودماء شعبنا ان كان من قبل الحكومة المركزية اوحكومة الاقليم والمحافظة، بعدم كشفهم نتائج تلك التحقيقات للراى العام يعكس عن مدى تورط جهات مسؤولة في تلك الجرائم ، لذا لم يبقى امام شعبنا وقادته الساسيين ورجال الدين الا تفعيل ومتابعة اللجنة الامريكية اعلاه في تتبنى قضايا شعبنا بشكل مباشر واساسي بطرحه على الهيئات والمنظمات الدولية ، علما بانه سبق وان نوهنا في مقالاتنا السابقة الى ضرورة رفع قضايا شعبنا وما يتعرض له الى الهيئات التحقيقية الدولية وتحريض الراى العام العالمي للوقوف الى جانب قضايانا لان ما يرتكب بحق هذه الاقليات يشكل جرائم الابادة الجماعية ضد الانسانية ..
وبعكسه ذلك فان هذه الاقليات معرضة للزوال في ارض التي يشكلون بها اصالتها وتاريخها وحضارتها … فهل من مجيب لانقاذ المتبقى من ابناء هذه الاقليات في بلاد الرافدين ..؟؟ ام سيكون عزائنا في المستقبل البكاء على الاطلال……؟؟
– 19-12-2009