دمشق ـ آكي ++ أعرب مصدر سوري مطلع عن خشيته بألا تجدي المحاولات الفرنسية نفعاً للمضي قدماً في مفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل، وتوقع أن يضطر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للاستعانة بالاتحاد المتوسطي أو يلجأ إلى تسويات إقليمية.
وقال المصدر في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "من المستبعد الوصول إلى نتائج كبيرة، مع أن هذه الجهود مدعومة على ما يبدو من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورغم وجود رغبة جامحة وشديدة لدى الرئيس ساركوزي للعب دور ما خارج أوروبا" وفق تقديره
وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه "إن تعصب حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو ورفضها في الواقع لأية تسوية، وإصرارها على الاستمرار في توسيع المستوطنات وضم القدس ورفض حق العودة، يجعل أي تسوية لا معنى لها، ويتعذر على السياسة الفرنسية تحقيق أي خطة إيجابية في هذا المجال خاصة وأن سورية تصر على أن تلعب تركيا الدور الرئيسي في أية مفاوضات محتملة" وفق تعبيره.
وأضاف "على ذلك فمن الممكن أن يستعين الرئيس ساركوزي إما بالاتحاد المتوسطي، أو بإحياء عقد المؤتمر الرباعي مع تركيا وسورية وقطر لتحقيق إمكانية للسير في طريق التسوية، وقد تعمد فرنسا من أجل تحقيق هذا الهدف إلى عقد تسويات إقليمية تساعد في الوصول إليه" حسب قوله.
وتأتي الجهود الفرنسية متزامنة مع زيارة السوري بشار الأسد إلى فرنسا التي بدأها الخميس وتنتهي غداً السبت وأجرى خلالها محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصفها الأسد بأنها "بناءة وصريحة وشفافة" وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وأضاف الأسد عقب لقائه ساركوزي "من البديهي أن يكون الموضوع الأهم على قمة سلم الأولويات هو السلام بين العرب والإسرائيليين وتحديداً على المسار السوري"، وأوضح "هناك طرف سوري يرغب بالسلام.. وهناك وسيط تركي مستعد للقيام بدوره كوسيط بين الطرفين.. وهناك دعم فرنسي وأوروبي ودولي لهذه العملية ولكن ما ينقصنا اليوم هو شريك إسرائيلي يكون مستعداً للقيام بعملية السلام أو إنجاز السلام"، وحذر الرئيس السوري من أن عملية السلام ستفشل إن لم تتوفر متطلباتها. وعن الدور الفرنسي قال "مبدئياً هو دعم الدور التركي وإقناع إسرائيل بالالتزام بالوساطة التركية".
وتأتي زيارة الأسد إلى فرنسا بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى باريس، وربط بعض المراقبين هذه الزيارات ببعضها، متوقعين أن يتم بحث ملفات مترابطة ومتداخلة أهمها عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة تلك بشأن المسار السوري-الإسرائيلي