دمشق- آكي++ لم تعلن القيادة السورية بشكل واضح عن أسباب تمسكها بتركيا للعب دور الوسيط في مفاوضات السلام غير المباشرة بينها وبين إسرائيل، فيما أشارت مصادر سورية مطلعة إلى وجود ثلاثة أسباب تقف خلف إصرار القيادة السورية على أن تركيا للعب هذا الدور.
وأشارت المصادر في تعليق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إلى وجود ثلاثة أسباب للتمسك السوري القوي بتركيا وسيطاً في المرحلة الحالية:
الأول: أن تركيا "موثوقة من سورية أكثر من أي بلد أوربي، سواء فرنسا أم إيطاليا أم غيرهما، ذلك لأن هناك علاقات استراتيجية وسياسية بين سورية وتركيا، وموقف البلدين السياسية من قضايا المنطقة أصبح شبه موحد، وتعتقد سورية أن تركيا أكثر إخلاصاً من أوربا في سبيل الوصول إلى تسوية عادلة في الصراع العربي الإسرائيلي".
الثاني: فيتلخص وفق المصادر بأن السياسة السورية "ترى أن تركيا تملك من القوى ما يجعل موقفها قوياً تجاه إسرائيل، ومن هذه القوى موقعها الجغرافي كصلة وصل بين آسيا وأوربا، وعلاقاتها العسكرية بحلف شمال الأطلسي، فضلاً عن تأثيرها الكبير في المنطقة سياسياً واقتصادياً، كما أنها من الدول الإسلامية القليلة التي لها علاقات جيدة مع إسرائيل، وبالمقابل لا تملك أوربا أوراق الضغط على إسرائيل كتلك التي تملكها تركيا، وليس لديها التأثير الإقليمي الذي يحسب حسابه".
الثالث: أن سورية "ترى أن البلدان الأوربية إن سعت لأن تكون حيادية في توسطها بين سورية وإسرائيل فإن حيادها سيكون سلبياً تجاه سورية، فصداقاتها مع إسرائيل أقوى من صداقاتها مع سورية".
وتؤكد المصادر أن سورية "ترحب بمشاركة أي من الدول الأوربية في مشاركة تركيا بوساطتها، بأمل الوصول إلى تسوية عادلة"، وتأمل بالمقابل "أن تتطور علاقاتهم مع أوربا إلى مستوى استراتيجي فيما يتعلق بالسياسة الشرق أوسطية، على أمل أن تصبح أوربا (خاصة فرنسا) في وقت لاحق وسيطاً بين سورية والولايات المتحدة إن أصرت الولايات المتحدة على مواقفها المتشددة من سورية".
وكانت سورية وإسرائيل بدأتا مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية في مايو 2008، وتم تعليق هذه المفاوضات من جانب إسرائيل في ديسمبر الماضي قبل الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة.