دمشق(سوريا) – النداء ++ دخلت احتجاجات الشعب السوري طلباً للحرية والكرامة أسبوعها الثالث. وهي ما برحت تتسع من مدينة إلى أخرى، وينخرط فيها كل أسبوع قطاعات جديدة من المجتمع. مئات الشهداء في درعا ودوما واللاذقية وحمص، ومئات غيرهم من الجرحى والمفقودين، والاعتقالات تجري على قدم وساق لنشطاء هذا الحراك، مما يؤكد أن خيار النظام الوحيد حتى الآن في مواجهة مطالب الشعب هو الخيار الأمني والقتل المتعمد على أيدي القوات الخاصة والقوى الأمنية، وقمع هذا الحراك بكافة الوسائل بما فيها تأجيج واستفزاز المشاعر الطائفية المرفوضة بطريقة استعراضية مؤذية.
هذه الحرب غير المبررة على الشعب السوري التي يشنها النظام، يواكبها حرب إعلامية شرسة مليئة بالأكاذيب وتشويه الحقائق ومحاولة حرف الصراع عن وجهته. ودرجت عناوين (الفتنة، المندسين، القناصة) في وسائل إعلام النظام وعلى ألسنة أبواقه. ولم يعد هناك أدنى شك لدى السوريين بأن الفتنة هي ما تهدس به عقول الأجهزة الأمنية، فالمندسون والقناصة هم رجالاتها من الفرق الخاصة وفرق الموت وغيرها من القوى الأمنية المجهزة والمدربة لمثل هذا الغرض.
لقد حذر الإعلان مراراً وتكراراً من أن انزلاق النظام إلى العنف والإيغال في دماء السوريين العزل وتقدم الخيار الأمني عنده على غيره من الخيارات سوف يزيد الأمور تعقيداً، ويدخل البلاد في منزلقات خطرة ستكون أثماناً عالية على الشعب والنظام. لقد طالب الإعلان بوقف القتل وسحب القوى الأمنية من الشوارع والسماح للشعب بالتظاهر السلمي والتعبير عن رأيه. وإجراء تحقيق قضائي جدي في مجزرة درعا وجرائم القتل في دوما واللاذقية وغيرها وإحالة المسئولين عنها إلى المحاكم ومعاقبتهم.
وبما أن النظام ما زال يصر على خياره العنفي، على الرغم من اختبارات القوة المؤلمة والفاشلة، فإن إعلان دمشق يدعو الشعب السوري، بكل فئاته عامة ونشطاء الإعلان من الأحزاب والمستقلين ومؤيديه خاصة، توسيع دائرة المشاركة والفاعلية في الحراك الذي تشهده سوريا كلًّ في أماكن تواجده في المدن والبلدات السورية، وأن يدعم حركة الشباب بكل ما هو ممكن، ويشاركها فعالياتها ويسعى إلى توسيعها وينسق معها في مجال الرأي والطروحات والشعارات. كما يتوجه إلى البعثيين كافة بأن يكونوا جزءاً من هذا الحراك لأنهم جزء من هذا الشعب وجزء من تطلعاته.
يرى الإعلان أن مطالب الحراك الشعبي في هذه المرحلة تتركز سياسياً في مسألة الحريات وكل تفرعاتها السياسية والقانونية والإعلامية وفي مقدمتها إلغاء حالة الطوارئ وما ترتب عليها، وضمان حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. كما يؤكد الإعلان على ضرورة الحرص على سلمية الحراك مهما بلغت درجة العنف التي قد يمارسها النظام، والحرص على الممتلكات العامة والخاصة، ونبذ الانقسام، وتأكيد الوحدة الوطنية لكل مكونات الشعب السوري. فالمواجهة باتت محددة بوضوح وهي بين الشعب السوري المقهور من عسف النظام، وبين قوى النظام، وسوف تفشل كل محاولات النظام لحرف هذا الصراع عن وجهته الصحيحة.
كما يحيي حركة الشباب المحتجين ويثمن عالياً تضحياتهم. يناشد الإعلان الشعوب العربية والشعب التركي إلى مساندة الشعب السوري في محنته والضغط على حكوماتها لاحترام تطلعات الشعب السوري نحو الحرية ومنعها من وضع دماء السوريين على طاولة الحسابات الآنية أو المصالح الضيقة.
تحية لأرواح شهداء الحرية في سوريا
عاشت سوريا حرة وديمقراطية
دمشق في 7 نيسان 2011
الأمانة العامة
لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي