أبوظبي – ميدل ايست اونلاين ++ صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث "قاموس اللغة الأكدية – العربية" من إعداد د. علي ياسين الجبوري، وذلك في مساهمة وسعي من الدار لسد ثغرة في مجال المؤلفات المعجمية، وضمن استراتيجية الهيئة للإسهام في بناء صرح المعرفة ونشر الثقافة، إيماناً منها بأن المعاجم تحتل مكانة سامية لدى جميع الأمم التي تسعى للمحافظة على لغتها وتراثها. خاصة وأن المعجم هو الحرز الأمين الذي يحمي اللغة، والمورد الذي يفزع إليه كل من يبحث عن معنى مفردة من المفردات، ويكتشف غوامض اللغة وأسرارها.
ويتحدث القاموس في بدايته عن تاريخ تأليف معاجم اللغة الأكدية، وعن المقاطع الصوتية للغة الأكدية، وكذلك المقاطع اللغوية من حيث الإدغام والإعلال والتركيب، ومن ثم استخدام الخط اللاتيني، حيث منذ أن تم حل رموز الكتابة المسمارية في منتصف القرن التاسع عشر استخدم الأوروبيون الخط اللاتيني لكتابة اللغة الأكدية ذات المقاطع الصوتية المكونة من حرف ساكن وحرف علة كحركة وبالعكس.
واللغة الأكدية مشتقة من اسم مدينة "أكد" العاصمة القديمة لسلالة أسسها سرجون الأكدي (2250 – 2100 ق.م)، وتشير أدلة لوقوع المدينة على نهر دجلة في محيط بغداد الحالية.
وخطت المعاجم اللغوية في اللغات العالمية خطوات واسعة، مستفيدة من مناهج التقنية الحديثة في الدراسات اللغوية والصوتية، والمدونات الألسنية، والذخائر اللغوية، ومما أفرزته ثورة المعلومات الهائلة. ومن هنا جاءت أهمية نشر المعاجم اللغوية سواء منها أحادية اللغة أو غيرها، ولا سيما أن علم المعاجم غدا علماً واسعاً ذا جوانب عديدة.
واللغة الأكدية تصنف ضمن مجموعة اللغات (السامية) الشرقية، وقد ظهرت في بلاد الرافدين منذ منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، وانتشرت لتصبح في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد لغة المراسلات الدبلوماسية والرسمية في الشرق الأدنى القديم. وتأثرت اللغة الأكدية باللغة السومرية، التي كانت محكية إلى جانب الأكدية، ثم حلت الأكدية محلها في بداية الألف الثاني قبل الميلاد. وبعد اللغة الأكدية أصبحت اللغة الآرامية هي لغة الشرق الأدنى القديم حتى جاء العرب المسلمون الذين حملوا معهم اللغة العربية.
وكانت اللغة الأكدية تكتب بالخط المسماري، على ألواح من الطين، على الرغم من استخدام مواد أخرى كالحجارة والمعادن والأحجار الكريمة .. الخ. واللغة الأكدية لهجتان رئيسيتان، هما: البابلية والآشورية، وقد ظلتا سائدتين حتى أصبحت اللغة الآرامية اللغة الرسمية، فاقتصر استخدام الأكدية على طبقة الكهنة في المعابد وللأمور الدينية فقط.
ويصدر القاموس مواصلة لسلسلة الكتب التي تصدرها دار الكتب الوطنية، في إطار الاحتفاء بالذكرى المئوية لوفاة الشيخ زايد الأول، اعتزازاً بمسيرة البناء التي يتابعها اليوم أحفاده الكرام، وهي الاحتفالية التي أطلقتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مايو/آيار 2009
– الخميس 18 أذار 2010م