الرئيسية / أخبار سوريا / الوثيقة النهائية الصادرة عن اللقاء التشاوري للسريان الآشوريين السوريين ـ مدريد

الوثيقة النهائية الصادرة عن اللقاء التشاوري للسريان الآشوريين السوريين ـ مدريد

يمثل السريان الآشوريون كشعب أصيل في سوريا امتداداً للحضارة التي كانت سوريا تاريخياً مهداً لها. وتمثل ثقافتهم ولغتهم السريانية امتداداً طبيعياً متواصلاً للحضارات الأكادية – البابلية – الآشورية – الكلدانية – الآرامية في بلاد مابين النهرين. والسريان الآشوريون هم ذلك المكون الذي يتوزع اليوم على الطوائف والكنائس المتعددة.

ورغم اسهاماته الحضارية تلك ومشاركاته الفعالة وتفاعله الإيجابي مع كل الشعوب والسلطات التي تعاقبت على المنطقة على مر القرون، وإسهاماته العلمية والثقافية والاقتصادية في تطور وتقدم هذه البلدان، إلا إنه عانى من المذابح والتهجير والتمييز القومي والديني في كل مرة كانت تصيب المنطقة حالة من عدم الاستقرار، أو بروز نزعات متطرفة في مجتمعاتهم. مما يؤدي في النهاية لموجة جديدة من التهجير من وطنهم التاريخي. وهكذا تناقصت نسبة الشعب السرياني الآشوري إلى مايقارب النصف بعدما كان يشكل في سنوات الخمسينات أكثر من 25% من مجموع عدد سكان سوريا.

مع اندلاع الثورة السورية في أواسط آذار 2011 وجد السريان الآشوريون في شعارات الثورة السلمية تعبيراً حقيقياً عن تطلعاتهم في استرداد حريتهم وكرامتهم كما كان حال أبناء الشعب السوري عامة. إلا أن العنف الذي استخدمه النظام دفع إلى عسكرة الثورة مما أفسح المجال لدخول تيارات متطرفة تحمل أجندات خاصة بها تتعارض مع شعارات الثورة الجامعة ومبادئها. وهذا جعل الكثير من السوريين ومنهم السريان الآشوريين يشعرون بالقلق المتزايد على مصيرهم وعلى وجودهم الذي بات مهدداً بالاقتلاع نهائياً من وطنهم التاريخي.

وعليه فإننا نتطلع لسوريا المستقبلية الجديدة وفق الرؤية التالية:

 

إن الحل السياسي للأزمة السورية، هو السبيل الأمثل لإنهاء الأزمة السورية بالشكل الذي  تتحقق فيه أهداف وتطلعات الشعب السوري للتخلص من النظام الديكتاتوري الشمولي، وإنجاز التغيير الديمقراطي عبر مرحلة انتقالية، تقودها هيئة حاكمة تتمثل فيها كل قوى ومكونات المجتمع السوري.

 سوريا دولة متعددة القوميات والديانات والثقافات، يقر دستورها بحقوق المكونات القومية والدينية كافة وبشكل متساوٍ، واعتبار لغاتهم وثقافاتهم لغات وثقافات وطنية سورية وهي خلاصة تاريخ سوريا وحضارتها.

تعديل اسم الجمهورية العربية السورية إلى الجمهورية السورية، واعتماد علم ونشيد وطني يعكس

حقيقة تنوعها القومي والديني والثقافي.

 الاعتراف الدستوري بالوجود والهوية القومية للسريان الآشوريين ، واعتبار لغتهم السريانية، لغة وطنية رسمية.

سوريا جمهورية ذات نظام برلماني علماني، يعتمد الديمقراطية ومبدأ حيادية الدولة تجاه الأديان، منهجاً له ، ويحقق تمثيلاً حقيقياً وعادلاً بدون تمييز لكل مكونات الشعب السوري، مع احترام الدور الإيجابي للدين في الحفاظ على قيم المجتمع وتقدمه.

يقر الدستور بمبدأ تداول السلطة، عبر الانتخابات الحرة، وفصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.

إقرار الدستور بمبدأ المواطنة المتساوية، وشرعة حقوق الإنسان، ومجمل المواثيق والإعلانات والاتفاقات والعهود الدولية المتعلقة بحقوق الانسان وحقوق المكونات والشعوب الأصلية. والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، وإلغاء كل أشكال التمييز ضدها.

منح المغتربين السوريين حقوق المواطنة الكاملة للاستفادة من طاقاتهم وخبراتهم في خدمة الوطن الأم.

نبذ العنف والإرهاب بكافة أشكاله.

اعتماد اللامركزية الإدارية، بما ينسجم مع الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً.

إلغاء كل القوانين المجحفة بحق مكونات أو فئات معينة في المجتمع السوري ومنها السريان الآشوريين. وإعادة الأراضي والممتلكات التي تم الاستيلاء عليها في المرحلة الماضية، وتعويض المتضررين بشكل عادل.

وضع مناهج دراسية عصرية تتوافق مع التنوع الاثني والديني للمجتمع السوري، وتكافؤ فرص الحضور في وسائل الإعلام الرسمية للمكونات في التعبير عن نفسها ضمن الإطار الوطني العام.

التركيز في القوانين على المساواة التامة بين كل المكونات العرقية في المجتمع السوري لضمان المشاركة الفعلية لها في أجهزة الدولة، وعدم ربط أي منصب في الدولة بأي عرق أو دين, لتأكيد مشاركة كل المكونات في القرار الوطني المستقل.

البدء بفتح حوار جدي بين مختلف مكونات وفعاليات المجتمع السوري وصولاً إلى تعزيز ثقافة التسامح ونبذ التفرقة والتمييز بين القوميات والأديان والثقافات المختلفة.

اعتماد مبدأ العدالة الانتقالية، لتطبيقه بعد انجاز التغيير الديمقراطي، يقوم على قيم التسامح من أجل لأم الجراح، وجبر الضرر، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري، وتقديمهم للعدالة.

ختاماً نقول:

إن مستقبلنا كسريان آشوريين وكمسيحيين، يرتبط ارتباطاً وثيقاً ببقائنا في وطننا مع شركائنا، وهذا لا يمكن أن يتحقق دون العيش بحرية وكرامة، وعلى أساس الشراكة الكاملة بين الجميع في دولة ديمقراطية عصرية، ونؤكد بأن الوجود القومي للسريان الآشوريين، بما يمثل من عمق وامتداد حضاري، هو مسؤولية عربية وكردية وتركمانية، بقدر ما هو مسؤولية السريان الآشوريين أنفسهم، وأن الوجود المسيحي بما يحمل من قيم ومعان إنسانية سامية، هو أيضاً مسؤولية إخوتنا من المسلمين قبل غيرهم، كما أن الحفاظ على حالة التنوع القومي في سوريا بقدر ماهي مسؤولية السوريين، فإنها أيضاً مسؤولية المجتمع الدولي. الذي لابد له أن يستفيق من حالة اللامبالاة والصمت والتخبط تجاه مآسي السوريين عموماً ومعاناتهم. وأن يقوم بدوره الإنساني والأخلاقي في مساعدتهم لإنهاء هذه المحنة بالشكل الذي يحقق للشعب السوري طموحاته في وطن عصري متمدن يعيش فيه الجميع بأمن وسلام وكرامة.

*********************************************

الوثيقة النهائية الصادرة عن اللقاء التشاوري للسريان الآشوريين بالتعاون مع مجموعة قرطبة ، المنعقد في مدريد في 2 و 3 تشرين الأول 2014

شاهد أيضاً

جبهة السلام والحرية تعقد اجتماع هيئتها القيادية في أربيل والقامشلي بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتأسيسها

08-07-2021 عقدت الهيئة القيادية لجبهة السلام والحرية، الأربعاء 7 تموز 2021، اجتماعاً عبر “غرفتين” منفصلتين، …