بهية مارديني / إيلاف: قال جميل دياربكرلي، مدير مكتب المنظمة الآشورية الديمقراطية في اسطنبول، إن استهداف المسيحيين في العراق يوجه رسالة طافحة بالحقد والعنصرية، ويشير بوضوح لا لبس فيه، إلى عزم الإرهابيين على إجبار المسيحيين على الهجرة ومغادرة وطنهم.
اسطنبول: وسّع تنظيم "الدولة الإسلامية بالعراق والشام" (داعش) تواجده في شمال العراق، عبر سيطرته على العديد من القرى، من بينها قرى مسيحية، وسط حركة نزوح كبيرة لسكان هذه القرى، في هجوم أثار ردود فعل دولية.
وقال جميل دياربكرلي مدير مكتب المنظمة الآشورية الديمقراطية في اسطنبول، في تصريح خاص لـ"ايلاف" أنه "في ظلّ التخاذل الدولي والعربي في حماية مسيحيي الموصل الذين تعرضوا لأبشع عملية تطهير عنصري، نرى عصابات داعش تتقدم لتدخل بلدات بغديدا وتلكيف وكرمليس وتللسقف، وغيرها من البلدات الكلدوآشورية المسيحية في العراق، مخلفين وراءهم الاف العائلات النازحة، والدماء والخراب، ضاربين بعرض الحائط كل التحذيرات والتهديدات الدولية".
وأضاف" تأتي هذه الجرائم المنظمة والمخططة، لتوجه رسالة طافحة بالحقد والعنصرية، ولتشير بوضوح لا لبس فيه، إلى عزم الإرهابيين على المضي في مخططاتهم الشريرة في استهداف المسيحيين، وإجبارهم على الهجرة ومغادرة وطنهم، والقضاء كليا على كل أشكال التنوع القومي والديني والثقافي في العراق. ويأتي ذلك في ظل فراغ سياسي مخيف، وعجز كامل للحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية في فرض الأمن والاستقرار، وتوفير الحماية الكافية لشعبنا من أعمال القتل والإبادة التي يتعرض لها".
واعتبر أن "ما يحدث اليوم نستطيع وصفه بالفاجعة العالمية التي تشهدها المنطقة لأول مرة فى تاريخها الحديث، حيث يطرد الكلدوآشوريون المسيحيون من مدنهم وبلداتهم إلى مصير مجهول، دون أن يهب لنجدتهم أحدّ من إجرام الجماعة التى أظهرت عنفا وهمجية ووحشيةً غير مسبوقة، والمفارقة أن كل هذه الاحداث تجري على مشهد ومسمع كل العالم ، وفي القرن الواحد والعشرين."
وتساءل دياربكرلي "ما الذي يريده المجتمع العام الغربي والدول صاحبة القرار أكثر من هذه الجرائم الإنسانية، كي يتحسسوا الاوضاع الخطيرة التي يعيشها مسيحيو الشرق الأوسط بشكل عام، ومسيحيو العراق بشكل خاص، فحتى المدن والبلدات التي كنا نطالب أن تكون مناطق آمنة للمسيحيين، ها هي اليوم تستباح من قبل المغول الجدد، وتخلو من مسيحييها".
ووجه نداءً لكل المرجعيات السياسية والروحية لتحمل مسؤولياتها الاخلاقية والتاريخية والقانونية، في حماية ما تبقى من المسيحيين في المنطقة، والذين يعانون اليوم من أزمة وجودية جوهرية وخطيرة، لن تقتصر على العراق وسوريا بل ستتعداها لتطال لبنان ومصر وغيرها من دول االمنطقة.
هذا وأعلنت "داعش"، في بيان نشر على أحد الحسابات على موقع "تويتر" عائد لأحد عناصر التنظيم أنه استولى على 15 بلدة وأكبر سد في العراق وقاعدة عسكرية في شمال البلاد، مشيرا إلى أنه سيواصل الهجوم.
من جانبه، قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن "آلاف الاشخاص يحاصرهم مسلحون من تنظيم داعش، على جبل سنجار في شمال العراق تم إنقاذهم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية"، مضيفا أن "حوالي 200 ألف شخص فروا من القتال خلال الأيام القليلة الماضية في مأساة كبيرة".
ويأتي ذلك بعد مواجهات بين مقاتلي تنظيم "داعش"، والقوات الكردية، حيث أعلن التنظيم عن قيام "خلافة" في أجزاء يسيطر عليها في العراق وسوريا واشتبك مع القوات الكردية أمس في بلدة مخمور قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان شبه المستقل.
هذا وأكدت وكالات عن شهود عيان قولهم أن التنظيم استولى على مخمور، فيما قال مسؤولون أكراد إن قواتهم مازالت مسيطرة هناك، وبثت قنوات التلفزيون مشاهد لمقاتلي البشمركة وهو ينطلقون بسيارات حول البلدة.
وكان مقاتلو "داعش" أحكموا سيطرتهم اليوم على بلدة قرقوش أكبر مناطق المسيحيين في محافظة نينوى فيما نزح عشرات الاف من سكان البلدات المجاورة الاخرى الى أربيل.